على مر تاريخ الدبلوماسية السعودية، لم يكن النفوذ هدفاً لمبادراتها، بل كانت المبادرات السعودية كلها تهدف إلى رسم مسار مستقرّ في المنطقة وذلك لمصلحة الأمن والاستقرار والاقتصاد الذي لا يمكن أن يزدهر مستقبل الإنسان من دونه. امتصت السعودية الأزمات منذ اتفاق الطائف في 30 سبتمبر 1989 والذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية الدموية، حربٌ يأمل اللبنانيون أن تبقى في إطار "تنذكر ما تنعاد"، هذا غير العشرات من المبادرات التي دخلت السعودية على خط دعمها وإتمامها. من قضية لوكربي إلى اتفاق الدوحة. ولا عجب أن تتقدّم السعودية دول العالم بريادتها في حربها على الإرهاب ومكافحته لذلك ليس من المفارقة العجيبة أن تكون في المقابل من أكثر دول العالم التي استهدفها الإرهاب ذلك لإيمانها وعملها بمبدأ ثابت أنّ الأمن المحلي لا يتحقق من دون دعم الأمن في الدول الأخرى المجاورة وغير المجاورة، لهذا كان للاتفاقيات الأمنية بين الدول احترام وتقديس والتزام، ولأهمية ومكانة أمن المنطقة والعالم لديها كانت تنتقد وبصراحة الدول التي لا تتعاون مع المملكة أمنياً مع أن الاتفاقيات الأمنية موقعة وموجودة لأنها ببساطة تعتبر أي أمنٍ لأي دولة هو داعم لأمن المملكة. وفضلاً عن ذلك حرصت المملكة أو كما يحلو لأبناء الخليج الأوفياء والمخلصين ويسمونها الشقيقة الكبرى على أمن الخليج كله، ولا أحد ينسى دورها في دحر الغزو العراقي وعدوانه على الكويت، ولا تحرّك ودخول درع الجزيرة حينما تحرّكت أصابع إيران وأدواتها وخططت لأن تدير دول الخليج عبر لعبة الطوائف الفاشلة بعملياتها الإرهابية في البحرين والمنطقة الشرقية. في قراءة لما كشف عنه معالي المستشار في الديوان الملكي الأستاذ سعود القحطاني على صفحة حسابه بتويتر لوثائق اتفاق الرياض والآلية 2013م والاتفاق التكميلي 2014م والتي أثبتت للجميع والعالم مدى انتهاكات قطر لاتفاق الرياض والتي كشفت كذلك أن بيان الدول الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب في قائمة المطالب ال13 ليست بالجديدة وقد ضمّها اتفاق الرياض وآليته والاتفاق التكميلي ووقَّع عليها تنظيم الحمدين بالموافقة على تنفيذها والتعهد بذلك سوى أن إصرار تنظيم الحمدين على التنصل منها وإنكار جرائم هذا التنظيم لدعمه وتمويله للإرهاب واستهداف أمن واستقرار الخليج والمنطقة ومحاولات قلب الحكم فيها وتوظيف الإعلام المعادي وقنواته لتنفيذ مخطط الحمدين التآمري والمضي في غيّه يؤكد للجميع بما لا يدع مجالاً للشك أو الإنكار على نكث هذا النظام القطري المارق للمواثيق والعهود. ورفض تنظيم الحمدين لقائمة المطالب ال13 ومن قبلها عدم التزام النظام القطري باتفاق الرياض منذ العام 2013-2014م يؤكد للعالم إصرار واستمرار تنظيم الحمدين هذا التنظيم الإرهابي في تهديد أمن المنطقة والعالم بأسره بإيواء ودعم وتمويل الإرهاب والذي لا يمكن السكوت عنه فقد ولّى وانتهى زمن الصبر وإعطاء الفرص والحلم فقد حان كشف الحساب والمحاسبة كيف لا ونحن في عهد الحزم والعزم.