منذ اعلان الدول الداعية لمكافحة الارهاب مقاطعتها لنظام استمرأ العبث بمقدرات المنطقة، ودعم مخططات الفوضى والارهاب، سلكت قطر نهجا مرتبكا، وهي تبعث الرسائل المتناقضة، وتنتهج أكثر من سياسة، في ضرب من التخبط الغريب، والسياسة العبثية، لكنها بدت كما لو انها تتحرك في رمال ناعمة، فوجدت نفسها تغرق اكثر فأكثر، وتزداد انكشافا، أمام الرأي العام الاقليمي والدولي، رغم ان الوقت كان ضدها تماما فيما لم تكن دول المقاطعة على عجلة من امرها، كما قال الاستاذ عادل الجبير وزير الخارجية ان الدول الاربع مستعدة لان تستمر لسنوات في مقاطعتها حتى تفي قطر بمتطلباتها وتوقف سياساتها العدوانية، ولعل آخر مثال على هذا النهج المرتبك والمواقف المزدوجة ما بثته وكالة الانباء القطرية من تحريف لفحوى الاتصال الذي تلقاه سمو ولي العهد من امير قطر، دقائق فقط فصلت بين المكالمة وخبر "قنا"، غير ان بوناً شاسعاً بين فحوى الاتصال وما ادعته الوكالة، في صورة مكررة لنهج الدوحة عبر عشرين عاما، سياسة مراوغة ومتقلبة، وحديث نهار تكذبه سياسات الظل والكواليس المعتمة، غير انه من المدهش ان تتمسك الدوحة بهذه الألاعيب والسيرك السياسي، وقد وضعت الدول الاربع كل الاوراق على الطاولة وجست أصابعها مواضع الداء والعطب في السياسة القطرية بالادلة والبراهين، كما وبينت طرق العلاج وشروط العودة الى الصف الخليجي والعربي، وكل هذا وسط دعم اقليمي ودولي واسع. على ماذا تراهن قطر، وكم تحتاج من الرسائل الواضحة لتدرك ان كل السبل التي انتهجتها للتنصل من التزاماتها لم تعد تجدي، وكل محاولات الهروب للأمام وخلط الاوراق والاستقواء بقوى خارجية لن تزحزح الدول الداعية لمكافحة الارهاب عن موقفها الحازم، ماذا بقي في جعبة نظام الحمدين، لتجنب لحظة الحقيقة، والاقرار بأن سياسات الخفاء وتحريك اصابع الشر اصبحت مكشوفة، وعلى مرأى من العالم، وهل تعتقد الدوحة ان ملاذها سيكون في احضان دولة منبوذة، هل اوحى لها غرورها، انها في الميزان الجيوسياسي والاستراتيجي، قد تكون اكثر اهمية من الدول الاربع، لحظة الاختيار واقامة التحالفات. النظام القطري يدرك انه في زاوية ضيقة الآن، ولعله سيدرك لاحقا أن المراوغة ليست سياسة، وان تزييف الحقائق ونسج الاكاذيب لن يغير من واقعه شيئا، كان الاتصال لحظة امل للشعب القطري العزيز المغلوب على امره، غير ان وكالة الاكاذيب، أبت الا ان تمضي على خطى نظامها في التحريف والخداع، وتبديد آخر فرصة لبناء الثقة التي تهاوت جراء سنوات من نقض العهود والطعن في الظهر، لكن لا يخلو الأمر من جانب مشرق، فلعل هذا الاتصال يكون آخر لعبة يلجأ اليها نظام أصبح عارياً للجميع.