يُختتم في أبوظبي، اليوم (الأربعاء)، منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، وسط تركيز الجلسة الأولى لليوم الثالث على جهود التصدي لظاهرة «الإسلاموفوبيا». ثلاث ورش شهدتها الجلسة الافتتاحية لليوم الثالث والأخير، الأولى بعنوان «الإسلاموفوبيا اليوم»، والثانية «الخوف من الإسلام من منظور المسلمين في الغرب»، فيما الثالثة «الإسلاموفوبيا والإعلام ووسائل الاتصال». وتحدث في الجلسة كل من د. خولة حسن، مستشارة في المجلس الإسلامي وأستاذة في إمام أون لاين في بريطانيا، ود. جوزيف مسعد أستاذ تاريخ الأفكار في جامعة كولومبيا، ود. نصر محمد عارف رئيس قسم الحضارة الإنسانية بجامعة زايد، ود. عائشة العدوية رئيسة جمعية الكرامة. وفي كلمتها أكدت د. خولة حسن أن البريطانيين تصدوا لظاهرة العداء للإسلام والمسلمين، خصوصا بعد العمليات الإرهابية الأخيرة في لندن وغيرها من المدن الأوروبية. ودعت خولة حسن، المسلمين إلى إعداد بيتهم الداخلي عن طريق محو الأمية والجهل، وإلغاء بعض الممارسات التي تشجع على الإرهاب والتطرف والتي من شأنها أن تروج لأفكار خاطئة عن الدين الإسلامي، قائلة: «علينا ترتيب بيوتنا من الداخل لمواجهة الكراهية الخارجية على أن نتمسك بهويتها الإسلامية المتسامحة». من جانبه قال د. جوزيف مسعد إن ما يعبر عنه مصطلح «الإسلاموفوبيا» ليس جديدا، إذ يعتبر الداعمون لهذا المصطلح أن هوية المسلمين هوية عابرة للأوطان، فوضعوا المقيمين في الغرب تحت المراقبة أو حتى طردهم إن لزم الأمر. أما د. نصر محمد عارف، فرأى أن مسألة الاستشراق جاءت لحماية الغرب من الإسلام والمسلمين، وليس كما يعرف اليوم بالدفاع عن الإسلام. وأوضح أن هناك 3 نماذج للخوف من الإسلام والمسلمين، أولها الأوروبي، الذي جاء من الخوف من مسألة الهجرة وانتشار الإسلام والإرهاب، وهناك النموذج الأمريكي كان متخوفا بسبب اليمين المسيحي وتشدده ضد الإسلام، بالإضافة إلى النموذج الأسترالي الذي بدأ الخوف من الإسلام يظهر لديهم بعد ظهور حالات إرهابية. وأكد عارف أن مواجهة «الإسلاموفوبيا» لا تكون بالاجتماعات والمنتديات، لكن عبر الثقافة الشعبية التي من شأنها أن تشكل وعيا بدين الإسلام، لافتا إلى أن السينما من أهم المجالات التي من شأنها أن تقدم صورة إيجابية عن الإسلام. وفي مداخلتها لفتت د. عائشة العدوية إلى أن العداء ضد الإسلام ليس مصطلحا جديدا في أمريكا، بل يعود إلى القرون الوسطى. وقالت: «يجب أن تكون هناك علاقة بين كل الأديان، مثل ما شاهدناه في دولة الإمارات العربية المتحدة التي نجحت في تجميع كل الديانات على أرضها ومتعايشين بسلام وأمان وسعادة». ورأت العدوية أن حل ظاهرة التصدي للإسلاموفوبيا، يكمن في التمسك بالعقيدة والهوية ثم السعي إلى حل الإشكاليات والعوائق من أجل التطور، مستطردة: «يجب أن نكافح حتى ننهي هذه المصطلحات العدائية من بينها مصطلح الإسلاموفوبيا، وعلينا أن نبني عالما يسوده السلام والعدالة الاجتماعية من أجل الأجيال المقبلة».