بدأ مساء الخميس النشاط الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته السادسة والعشرين في فندق الرياض ماريوت، بعقد ندوة «الغرب والإسلام فوبيا.. رؤية المفكرين». جانب من ندوة «الغرب والإسلام فوبيا.. رؤية المفكرين» (اليوم) وشارك في الندوة التي أدارها وكيل وزارة الشؤون الإسلامية د. عبد الله اللحيدان، د. رشيد الخيون (من العراق) بورقة عمل حملت بين طياتها النشأة التاريخية وعلاقة المسلمين بغيرهم ومصطلح «الإسلاموفوبيا»، فيما بين د. سعيد اللاوندي (من مصر) أن ظاهرة «الإسلامو فوبيا» جديدة تأثرت بالأحداث الإقليمية والدولية التي شهدتها المنطقة، موضحا النظرة الغربية التي ينظر بها العالم الغربي خصوصاً في أوروبا وأمريكا إلى المسلمين. كما استعرض التأثيرات لأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 وما تبعها من تهم ألصقت بالإسلام والمسلمين. وعرف د. مفرح القوسي مصطلح «الإسلامو فوبيا»، لافتا إلى الجهود التي قامت بها الهيئات الرسمية والمؤسسات العلمية والمراكز البحثية في العالم الإسلامي للتصدي لهذه الظاهرة، مشيدا بالجهود التي قدمها مهرجان الجنادرية بعقد هذه الندوة. من جانبهما، تحدث كل من د. أنوار صديقي (من باكستان) ود. سيد عطا الله مهاجراني (من إيران) عن مصطلح «الإسلامو فوبيا»، ولفتا إلى أهمية توضيح الصورة الحقيقية للإسلام واستغلال الفرص من خلال نشر تعاليم الدين الإسلامي الصحيح في الإعلام الغربي. بعدها طرح د. طارق متري التجاهل التاريخي للعداء للإسلام والمسلمين والأحداث التاريخية الدالة على ذلك وما صاحبها من أحداث سياسية وثقافية والمشكلات التي كان يواجهها المهاجرون المسلمون كما عقدت مساء الخميس الندوة الثانية تحت عنوان «الإسلام فوبيا.. رؤية السياسيين». وشاركت في الندوة وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون سابقا في موريتانيا رئيسة حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم الناها بنت حمدي ولد مكناس بورقة عنوانها «الإسلام فوبيا وخلط بين المفاهيم»، أكدت فيها أن مصطلح «الإسلام فوبيا» سابق لأحداث 11 سبتمبر وما تبعها، التي زادت الكراهية والعداء للإسلام وغزو بعض الدول الإسلامية الذي زاد تعقيد العلاقة بين المسلمين والغرب، بالإضافة إلى الهجمات الإعلامية. وأكدت أهمية دعم مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين أتباع الديانات من أجل التوصل إلى مدونة تعايش سلمي وتعاون وطيد يحول دون تنامي «الإسلام فوبيا». ورأت أن انتشار ظاهرة «الإسلام فوبيا» وأضرارها بمصالح المسلمين في عدد من الدول الغربية، لن يتم التغلب عليها إلا بتبيان علمي يؤكد أن الإسلام دين قائم على التسامح وقبول الآخر والتعددية. بعدها طرح د. طارق متري التجاهل التاريخي للعداء للإسلام والمسلمين والأحداث التاريخية الدالة على ذلك وما صاحبها من أحداث سياسية وثقافية والمشكلات التي كان يواجهها المهاجرون المسلمون في الستينيات بالولايات المتحدة وتأثر وسائل الإعلام، بالإضافة إلى السياسيين للوقوف في العداء ضد الإسلام. ثم تحدث الرئيس حارث سيلازدتش عن طبيعة العلاقة بين مصطلح «الإسلام فوبيا» والعداء الذي يجده المسلم من الغرب، مشيرا إلى الأحداث التي حدثت في البوسنة والهرسك وما تعرض له الكثير من البوسنيين في ذلك الوقت. عقب ذلك ألقى وزير الدولة للشؤون الخارجية د. نزار مدني مشاركته، وأشار فيها إلى ما أصاب الدولة الإسلامية من تجريد الأمة الإسلامية من مخزونها الفكري ما جعلها في مفترق الطرق بسبب التحولات التي طرأت مؤخرا. ولفت إلى المرتكزات التي قام عليها مفهوم «الإسلام فوبيا»، ومن ذلك رواسب العداء للمسلمين والصراع حول القيم منذ زمن بعيد، إضافة إلى وسائل الصراع التي ساعدت على تعميق الصورة النمطية في ذهن الإنسان الغربي خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. عقب ذلك فتح باب الحوار والمداخلات التي شارك فيها عدد من المثقفين والحضور تناولت عددا من الرؤى والأفكار حول موضوع الندوة.