تشهد شعوب العالم، بأن إيران ما زالت تمعن في استهداف المدنيين في مناطق جنوب المملكة (جازان، نجران، عسير)، وما يتبعها من محافظات ومراكز وقرى وهجر، على طول الحدود مع اليمن، بهدف القتل والتخريب، مستغلة أدواتها الانقلابية وميليشياتها الإرهابية داخل اليمن، والمتمثلة في الحوثيين والحرس الجمهوري التابع للمخلوع علي صالح. ومنذ انقلاب المتمردين على الشرعية اليمنية، وتصدي المملكة وحلفائها، بحزم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لتجاوزاتها بناء على دعوة من الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، وإيران تضاعف من دعمها للانقلابيين، بهدف إطالة أمد الحرب، اعتقادا من نظامها الإرهابي، أنها قادرة على استنزاف المملكة، وزعزعة أمنها واستقرارها. ولم يتوقف دعم النظام الإيراني للميليشيات الحوثية عند ضخ الأموال، بل تجاوزه إلى تزويدها بالصواريخ الباليستية والكاتيوشا والمضادة للدبابات، إضافة إلى القنابل المتنوعة، والإسهام في إقامة مصانع وورش في الداخل اليمني لتجميع هذه الصواريخ، بعد أن نجحت في إدخال عدد من عناصر الحرس الثوري وحزب الله إلى صعدة، وبعض المحافظات الموالية لعبدالملك الحوثي، وأمنتها في الكهوف والمغارات التي يصعب الوصول إليها. ويدرك اليمنيون قبل السعوديين، أن التدخل الإيراني في اليمن، واستماتته في دعم الميليشيات الحوثية، ليس من أجل اليمن ومستقبله، وإنما لاتخاذ اليمن السعيد منطلقا لإرهاب جديد، يتمثل في تكوين حزب على غرار «حزب الله الإرهابي»، يهدّد من خلاله أمن المملكة وشعبها الذي كان وما زال مرتبطا مع الشرفاء في اليمن بعلاقات أخوية، ترتكز على وشائج القربى، التي تمتد لمئات السنين. ولأن المملكة التي تقود تحالف إعادة الشرعية إلى اليمن، كانت تسعى إلى إيجاد حلول سلمية تعيد لليمن وحدته، وأمنه واستقراره، إلا أن الحوثيين فهموا الرسالة كما هي عادتهم، على أنها وهن أو ضعف، فاستمروا في غيهم، ودمروا اليمن، وجوعوا شعبه، واستهدفوا المناطق السعودية الجنوبية بخطط وأسلحة إيرانية يرسمها وينفذها خبراء «حزب الشيطان» اللبناني و«الحرس الثوري» الإيراني. ويؤكد عدد من سكان المناطق الجنوبية، أنه ما كان للحوثيين، أن يطلقوا مثل هذه الصواريخ والقذائف، لولا إن إيران تدعمهم بالأسلحة النوعية، والخبراء، والأموال الطائلة. وقالوا إنهم يعتبرون أن إيران هي العدو الأول قبل الحوثيين، الذين وضعوا أنفسهم في مكانة «الخسة»، بعد أن باعوا اليمن وشعبه للنظام الإيراني، فلم يعد لهم من كرامة أو احترام أو تقدير ليس على مستوى اليمن فحسب، وإنما على مستوى الشعوب العالمية، التي تنظر لهم على أنهم عصابات تعوث في الأرض فسادا. وقالوا إن صواريخ إيران التي ترسل من داخل اليمن لن تثنيهم عن الثبات في مساكنهم، والتصدي لكل من يحاول العبث بأمن الوطن ومقدراته.