لا يزال النظام الإيراني يمارس دوره التخريبي في المنطقة وبخاصة في اليمن وسوريا حيث يضطلع بدور مهدد للأمن والاستقرار عبر مده الجماعات الإرهابية الطائفية بالصواريخ والأسلحة التي يوفرها الحرس الثوري المصنف إرهابيا. كما مثلت جرائم الميليشيات الطائفية في سوريا عنوانا بارزا للإرهاب المدعوم من إيران عبر تدخل ميليشيا حزب الله في الأزمة مع بداية الثورة عام 2011. حينما بدأت عناصره مشاركة النظام في اقتحام المناطق الخارجة عن سيطرته وارتكابه المجازر بحق المدنيين بالإضافة لإرسال الحزب قيادات مهمتها تدريب عناصر النظام على الاقتحامات والمداهمات والتدريب على الأسلحة والمعدات العسكرية التي أصبح النظام يحضرها من إيران. نظام إرهابي ويُصنّف النظام الإيراني عالميا بأنه الراعي الأول للإرهاب الدولي من خلال الجرائم العديدة والكثيرة والعمليات الإرهابية التي ارتكبها ضد مواطنيه وضد شعوب المنطقة والعالم، حيث أسس العديد من المنظمات الإرهابية في الداخل والخارج، منها ميليشيات حزب الله في لبنان وحزب الله الحجاز في السعودية ودول الخليج وحزب الله وعصائب أهل الحق وعشرات الميليشيات الطائفية في العراق، وكذلك الحوثيون في اليمن، إضافة إلى دعم وتواطؤ نظام طهران مع منظمات إرهابية دولية أخرى مثل القاعدة التي آوت عددا من قياداتها ولا يزال عدد منها في إيران. صواريخ الحوثي وسبق أن كشف تقرير للأمم المتحدة أن إيران تسلح جماعة الحوثي في اليمن منذ عام 2009، وهو ما يعزز اتهامات دول عربية وغربية لنظام طهران بدعم الحوثيين الذين سيطروا على مفاصل الدولة اليمنية. واستند ذلك التقريرالذي أعده خبراء في الأممالمتحدة، وقدم إلى لجنة العقوبات الخاصة بإيران في مجلس الأمن الدولي، إلى تحقيق في حادثة مصادرة السلطات اليمنية عام 2013 شحنة أسلحة كانت تحملها سفينة الشحن الإيرانية «جيهان»، والتي أفادت المعلومات حولها، إلى أنها تتسق مع نماذج شحنات أسلحة إلى اليمن عبر البحر تعود إلى عام 2009. ويسرد التقرير مثالا على محاولة زورق إيراني شحن مئات الصواريخ المضادة للطائرات المروحية والدبابات إلى الحوثيين. وقال التقرير إن سفينة صيد إيرانية جرى احتجازها في فبراير 2011 من جانب السلطات اليمنية، وكانت تحمل 900 صاروخ مضاد للدبابات إيراني الصنع وكانت الشحنة موجهة للمتمردين الحوثيين. ويؤكد تقرير الأممالمتحدة أن إيران هي مصدر تلك الشحنات، وأن المتلقين المحتملين هم الحوثيون، أو ربما آخرون في الدول المجاورة. معلومات أمريكية وفي السياق، وبعد إحباط مشروعها للسيطرة على اليمن وتحويله إلى مركز لزعزعة استقرار منطقة الخليج لجأت إيران وعبر وكلائها المحليين إلى الصواريخ الباليستية لمهاجمة الأراضي السعودية للتغطية على تلك الهزيمة، واستمرت في تهريب الأسلحة للانقلابيين، في تحدٍ واضح للقرارات الدولية. وبعد تأكيدات الحكومة الشرعية والتحالف العربي أن إيران استمرت بخرق قرارات مجلس الأمن بشأن حظر توريد الأسلحة للانقلابيين وأرسلت شحنات متواصلة من الأسلحة والقذائف الصاروخية لم تكن بحوزة الجيش اليمني قبل الانقلاب والسيطرة على مخازنه. وأكد قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتيل، أن لدى المتمردين الحوثيين في اليمن قدرات عسكرية متطورة بمساعدة من إيران تهدد حرية الملاحة في مضيق باب المندب الاستراتيجي. الجنرال فوتيل أوضح أن الحوثيين «وعلى غرار مضيق هرمز، نشروا بدعم من إيران صواريخ للدفاع عن الساحل، ومنظومة رادارات، فضلا عن ألغام وقوارب متفجرات تم جلبها من مضيق هرمز». وتابع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي أن هذه القدرات «تهدد التجارة، والسفن، وعملياتنا العسكرية في المنطقة». وجاءت التأكيدات الأمريكية تلك بعد تأكيد قوات الجيش اليمني أن إيران استخدمت الجزر اليمنية النائية لاستمرار تهريب الأسلحة إلى الانقلابيين وأنها تمكنت خلال الفترة الماضية من تهريب صواريخ إيرانية الصنع وإرسال خبراء لمساعدة الانقلابيين على تحديث منظومة الصواريخ الباليستية القديمة والتي تم شراؤها أثناء الحقبة السوفيتية. جرائم إقليمية من جانبه أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال جوزيف دانفورد، في يونيو الماضي أن إيران مازالت تقوم بإرسال صواريخ كروز، ومعدات متقدمة مضادة للسفن تصل إلى المتمردين الحوثيين في ساحل البحر الأحمر في اليمن. وقال الجنرال دانفورد في مقابلة صحفية سابقة: إن إيران لا تزال تقوم بعملية إرسال الصواريخ للمتمردين في اليمن عبر الممرات المائية التي تعتبر مهمة للتجارة العالمية، مشيرا بأن الأنشطة البحرية الإيرانية في المياه الدولية والخليج تشكل تهديدًا بالنسبة للولايات المتحدة. وبين رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، أنه «لم يرَ أي تغيير في سلوك إيران، فالحرس الثوري وفيلق القدس التابع له لا يزال يواصل دعمه للميليشيات في لبنان من خلال حزب الله، ودعم الميليشيات في سوريا وبسط نفوذه في العراق». تأكيدات يمنية من ناحيته سبق أن أكد رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر، أن تدخلات إيران المستمرة في شؤون بلاده زادت الأوضاع تعقيدا. وأوضح بن دغر، ان إيران تمد المتمردين الحوثيين بأسلحة حديثة ومتطورة، الأمر الذي أطال أمد الأزمة في اليمن، وجعل الميليشيات ترفض التعاطي مع الحلول السلمية، وتواصل الاختطافات والقتل والاعتقالات في أوساط اليمنيين.