ليس أقسى على الرجل من أن يرى أفراد أسرته يعيشون على الكفاف محرومين من أساسيات الحياة، وهو عاجز عن أن يقدم لهم العون، ففي هذا الوضع، يفضل أن يتوارى عن الأنظار، يكفكف دموعه، حتى لا يراه أحد في ذلك الموقف الضعيف، وهذا الحال يعيشه المواطن الثمانيني «أبو أمل»، الذي يقف مكتوف اليدين، لا يستطيع الوفاء بالضروريات لابنتيه المطلقتين، وأحفاده، وزوجته، في ظل راتب تقاعدي زهيد، فضلا عن تكالب الأمراض المزمنة وتداعيات الشيخوخة على جسده النحيل. ولم تقتصر معاناته على رؤية أفراد أسرته يعيشون الحرمان من أبسط حاجاتهم، بل بات الطرد من السكن يتهددهم لعجزه عن سداد الإيجار، حتى بلغت المتأخرات عليه 54 ألف ريال. وقال أبو أمل: «قلبت الدنيا عليّ ظهر المجن، ولم أتوقع أن أصل لهذا الحد من المعاناة، فليس أقسى على الرجل من أن يرى أفراد أسرته في حاجة، وهو عاجز عن أن يقدم له العون، فأنا طاعن في السن، ولا حول لي ولا قوة تجاههم»، مبينا أنه اضطر للاقتراض لتدبير شؤونه الأسرية، حتى بلغ ما عليه 208 آلاف ريال. ورغم الظروف القاسية التي يعيشها أبو أمل وأسرته، إلا أنه يتمسك بكثير من الأمل والتفاؤل في أن يجد من يقف معه، ويخرجه من الحلقة المفرغة من المعاناة التي يعيشها وعائلته، بتوفير سكن خيري يؤويه وزوجته وابنتيه المطلقتين وأحفاده، ومساعدته في قضاء دينه، خصوصا أنه بلغ من الكبر عتيا ولم يعد قادرا على العمل.