لم تقتصر معاناة أبو الهنوف على رؤيته ابنته عاجزة عن الحركة بطريقة طبيعية إثر إصابتها بتشوه في العمود الفقري والكتف أثر على حركتها منذ الطفولة، بل أدخله علاجها في حلقة مفرغة من الديون، خصوصا أنه لم يجد بدا من الاقتراض والاستدانه لعلاجها في ألمانيا بمبلغ تجاوز 460 ألف ريال. وفوجئ أبو الهنوف بعد عودته من المرحلة الأولى للعلاج بإصدار قرار بسداد كامل المبلغ من مكتب الفصل في منازعات الاوراق المالية التجارية بالرقم 2942/1427 أو الدخول السجن. وأوضح أنه تقاعد بعد اتمام 35 عام في الخدمة بأحد القطاعات الحكومية المدنية، مؤكدا أن حصيلة ما جمعه طوال خدمته لا يكفي لدفع ايجار منزله وإعالة اسرته المكونة من 14 فردا بينهم ثلاثة يعانون من داء السكري منذ ولادتهم اضافة الى مصاريف الرعاية للهنوف. وأفاد أنه باتت مهددا بالسجن في أي لحظة، لافتا إلى أنه اضطر إلى بيع سيارته الخاصة التي يستخدمها لنقل أسرته لسداد جزء من مبلغ الدين الذي يطالبه به أحد الدائنين لكثرة ما واجهه من الحاح الدائن الشديد ومضايقاته. وبين أن ابنته الهنوف تحتاج إلى عملية ثانية لاستكمال علاجها واتمام تقويم الجزء الأعلى من العمود الفقري والكتف حسب تقرير الاطباء الصادر من المستشفى الذي اجرى العملية الاولى وتكلفتها اضافة الى مصاريف الاقامة تفوق ال600الف ريال، مؤكدا أنه لا يملك من المبلغ شيء. وألمح إلى أنه يتألم يوميا وهو يرى الهنوف وهي تكفكف دموعها إثر وضعها، وتخشى ألا يتحقق الأمل المرجو من العملية الأولى ما لم تجر العملية الثانية، حتى تتمكن من الحركة بطريقة طبيعية كمثيلاتها.