لا شيء ينخر عظام الأوطان أكثر من الفساد بشتى صوره وأشكاله، ولا شيء أقدر على الإصلاح إلا إذا كان هناك رأي حصيف، وكانت الشجاعة مقرونة بالرغبة لتحقيق ذلك الرأي. يقول المتنبي: الرأي قبل شجاعة الشجعان.. هو أولُ وهي المكان الثاني وها هو الرأي السديد يأتي محكماً ومضمونه هو الحرب على الفساد والفاسدين، وها هي الشجاعة تتجلى في أفضل صورها لتحقيق ما عقد العزم عليه خادم الحرمين الشريفين ملك الحزم والعزم، ويأتي الحسم على يد ولي عهده الأمين الذي توعد الفاسدين بعبارته الشهيرة «لن ينجو أي شخص دخل في الفساد أياً كان»، وعلى وقع هذا الوعد ها هو يشن حرباً ضروساً على الفساد والفاسدين، في خطوة تهدف لتطهير الوطن من هذا المرض الفتاك الذي تغلغل في كل مفاصل الدولة، ولكن عندما تكون إرادة القائد أكبر من تحايل الفاسدين؛ فإن النتائج تكون مبهرة، والمستقبل يكون واعداً، وعندها يأخذ الوطن موقعه الحقيقي بين بلدان العالم المتقدمة، إذ لا تقدم، ولا تنمية، ولا ازدهار في ظل وجود الفساد. إن الشعب بكل أطيافه يقف جنباً إلى جنب مع الأمير محمد بن سلمان، والكل يؤازره ويشد على يده، والدليل على ذلك هي الفرحة العارمة التي امتلأت بها قلوب الشعب عندما علم بإيقاف العديد ممن طالتهم شبهة الفساد، فوطننا بحاجة ماسة لمثل هذا الموقف العظيم والنبيل من سيدي خادم الحرمين، وولي عهده الأمين، وكم نتطلع لرؤية وطننا وهو في طليعة البلدان التي اجتثت الفساد وقضت على آمال وأحلام الفاسدين، وإنني على ثقة بأنه لن يجرؤ أحد بعد اليوم على مقارفة الفساد، أو السكوت عن الفاسدين، وهذا بشير خير بازدهار تفرح له نفوس المحبين للوطن، وتموت كمداً كل الأنفس الشريرة التي كانت تتمنى لنا المزيد من الانغماس في مستنقع الفساد الآسن. تحية إجلال وإكبار نرفعها لقائدنا خادم الحرمين الشريفين الذي عودنا على مواقف الحزم، وتحية إجلال وإكبار نزفها أيضاً لولي العهد الأمين الذي نرى فيه مستقبلاً واعداً لوطننا الغالي علينا، ونسأل الله أن يوفق قادتنا لكل خير، وأن يحميهم من كل شر، وأن يجعلهم سيوفاً مرهفة على أعناق الفاسدين، وتقطع كل الأيادي التي تحاول العبث بمقدرات البلاد وثرواته، وسيبقى الشعار المرفوع ما قاله سمو ولي العهد حفظه الله: «لن ينجو فاسد مهما كان منصبه».