لم تمض على كلمة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان «لن ينجو أي متورط في قضية فساد كائناً من كان أميراً أو وزيراً» سوى ستة شهور، إلا وتم توقيف قائمة أسماء «رؤوس كبيرة» تشمل أمراء ومسؤولين تورطوا في قضايا فساد وغسل أموال واختلاس، وصفقات سلاح غير نظامية، إذ تم الإعلان عن احتجازهم بالتزامن مع تشكيل خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز لجنة مكافحة الفساد ليل السبت. وبعد إعلان هذه القرارات التي استقبلها المجتمع السعودي بالفرح والتباشير بعهد زاهر من النزاهة، زادت في عمق الترابط والتلاحم بين الحكومة والشعب الذي يثق بقيادته، القيادة التي وعدت شعبها بأنها تقف بالمرصاد لكل خائن لوطنه، ولكل مستغل لمنصبه ولكل لص يسرق من خزانة الدولة لمصالح شخصية وباسم المشاريع الوهمية. «لن ينجو كائن من كان» عبارة سيوثقها التاريخ في سماء الوطن الذي يسعى إلى النزاهة والتقدم والحضارة في ظل رؤية 2030، تلك العبارة أصبحت تتردد على كل لسان مواطن يفخر بولاة أمره، يثق بأن الوطن في أيد أمينة وأن القيادة لا ترضى بالفساد وسلب الأموال من غير وجه حق. ولأن الفرح الذي عم أرجاء الوطن ليلة الأحد تسلل ليلاً، جعل الجميع يتبادلون هذه الأخبار التي بعثت في نفوسهم الطمأنينة والراحة، واثقين بحكومتهم بأنها حينما تقول تفعل، وتردع الغير من محاكاة السلوك نفسه حتى لا يطوله العقاب، كما جفا النوم عيون وسائل التواصل الاجتماعي وتصدرت «الهاشتاغات» أعلى نسبة تداول، فمن الملك يحارب الفساد مروراً بلن ينجو أحد، ووصولاً وليس آخر بمحمد العزم يجتث المفسدين. أسماء كثيرة متورطة في قضيا فساد، وربما لا تكون هي آخر القائمة، فاللجنة التي شكلها خادم الحرمين لا تنام عينها والمتورطون سيخضعون للتحقيقات أمام هذه اللجنة برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان، وعضوية كل من رئيس هيئة الرقابة والتحقيق ورئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، ورئيس ديوان المراقبة العامة والنائب العام ورئيس أمن الدولة. ولأن الفساد قضية تشغل كل مواطن فهو الذي ينهش في عصب ازدهار البلدان ويشل تقدمها ونموها تسعى القيادة التي تبنت رؤية 2030 إلى محاربته، والقضاء عليه بادئاً ذي بدء حتى لا يعوق تطورها ولا يقف حائلاً بينها وبين عملية الإصلاح التي تتخذها الدولة في سبيل رقي الوطن والمواطن.