مايكل "دي أندريا" المعروف باسم الأمير المظلم أو آية الله مايك، الألقاب التي حصل عليها خلال عمله ضابطا لوكالة المخابرات المركزية التي أشرفت على مطاردة أسامة بن لادن. وقاد حملة الضربات الأمريكية من دون طيار التي قتلت الآلاف من الميليشيات المسلحة والمدنيين في افغانستان واليمن. ولكن "دي أندريا"، لديه الآن وظيفة جديدة، وهي القيام بإدارة العمليات السرية ضد النظام في طهران، ووفقا لمسؤولين استخباراتيين حاليين وسابقين، يعتبر أول علامة رئيسية على أن إدارة ترمب تتمسك بالخط المتشدد الذي اتخذه الرئيس ضد إيران خلال حملته الانتخابية. ويعتبر الدور الجديد ل"دي أندريا" هو واحد لعدد من التحركات داخل الوكالة التي تشير إلى نهج أكثر قوة للجاسوسية والعمليات السرية تحت قيادة مايك بومبيو، الجمهوري المحافظ وعضو الكونجرس السابق. كما عينت الوكالة أخيرا شخصية في منصب رئيس جديد لمكافحة الإرهاب، والذي بدأ فعلياً في الدفع لمزيد من الصلاحيات للقضاء على الميليشيات المسلحة. وكانت إيران تعتبر واحدة من أصعب الأهداف لوكالة الاستخبارات الأمريكية، بسبب أن الوكالة لديها قدرة محدودة للغاية على الوصول الى البلاد، وليس هناك سفارة أمريكية مفتوحة لتقديم غطاء دبلوماسي، حيث إن اجهزة المخابرات الإيرانية قضت نحو أربعة عقود في محاولة لمكافحة العمليات السرية والتجسسية الأمريكية. إن التحدي المتمثل في بدء تنفيذ وجهات نظر الرئيس ترمب يقع على كاهل "دي أندريا"، المدخن الشره والذي تحول إلى الإسلام، بعد أن التقى زوجته المسلمة خلال عمله في الوكالة خارج الولاياتالمتحدة وتحول إلى الإسلام ليتزوجها. ولدى "دي أندريا" سمعة قوية وسجل حافل يدعمه كون أنه الرجل الوحيد في ال"سي آي إيه" الأكثر مسؤولية عن إضعاف القاعدة. والمعروف عن "دي أندريا" أنه يحب العمل جداً ودقيق الملاحظة، وذو شخصية قوية، ومناسب ليكون المشرف على الملف الإيراني. نشأ دي أندريا في ولاية فرجينيا الشمالية في عائلة لها صلات مع وكالة الاستخبارات الأمريكية تمتد لجيلين. ويرى المراقبون أن تعيين "دي أندريا" علامة على أن المخابرات الخاصة تخطط لاتخاذ خط أكثر عدوانية تجاه إيران. ولكن آراءه الشخصية بشأن إيران ليست معروفة علنا، كما أنه ليس من وظيفته صنع السياسة ولكن لتنفيذها، وقد أثبت أنه ضابط عمليات شرس. ففي السنوات التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر، شارك بعمق في عمليات الاعتقال والاستجواب، وقد تولى مركز مكافحة الإرهاب التابع للوكالة في مطلع عام 2006، وأمضى السنوات التسع المقبلة في توجيه البحث عن الميليشيات المسلحة في جميع أنحاء العالم. ولعب "دي أندريا" دورا محوريا عام 2008 في مقتل عماد مغنية، رئيس العمليات الدولية لحزب الله اللبناني. وفي الوقت نفسه، قام بتصعيد برنامج الطائرات من دون طيار داخل باكستان واليمن. وأصبحت الطائرات من دون طيار أداة مكافحة الإرهاب المفضلة للرئيس باراك أوباما، الذي وافق شخصيا على الضربات التي تستهدف القادة المتشددين. والكثير في الوكالة يدينون له بالقيام بدور أساسي في إضعاف تنظيم القاعدة. ويؤكد مسؤولون سابقون في الوكالة أن وظيفة "دي أندريا" الجديدة التي تشرف على العمليات الخاصة في إيران هي أكثر ملاءمة لمواهبه. وبالرغم من وصف الرئيس ترمب إيران بأنها "الدولة الإرهابية الأولى" وتعهد خلال الحملة بتفكيك أو تعديل الاتفاق الذي وقعته إيران مع ست قوى عالمية، فإن الرئيس لم ينفذ تهديده بعد، لكنه وبطرق أخرى استدعى خطه الثابت المتشدد ضد إيران. فقد عين ترمب في مجلس الأمن القومي "صقورا" حريصين على احتواء إيران ولديهم دافع لتغيير النظام، والذي من المرجح أن يتم وضع الأساس له من خلال العمليات السرية لل"سي آي إيه". وهؤلاء الصقور الجدد هم: 1 الجنرال ماكماستر، مستشار الأمن القومي، وكان قائد لواء خلال السنوات الأولى من الحرب في العراق، والذي يتهم عملاء إيرانيين ساعدوا المتمردين العراقيين المسؤولين عن مقتل عدد من جنوده. 2 ديريك هارفي، مدير رفيع المستوى للشرق الأوسط في المجلس، يعتبر أيضا من الصقور في الإدارة. 3 ازرا كوهين واتنيك، كبير مديري الاستخبارات الأمنية، والمسؤول الرئيسي في البيت الابيض لوكالة الاستخبارات، وقد ذكر مسؤولون في وزارة الدفاع والمخابرات أنه قد أبلغ مسؤولين آخرين في الإدارة الأمريكية أنه يريد استخدام جواسيس أمريكيين للمساعدة في طرد الحكومة الإيرانية. وكان بومبيو، الذي يمثل جنوب وسط كنساس في مجلس النواب، من بين أشرس منتقدي الكونغرس في صفقة إيران. وقبل شهرين من الانتخابات، نشر مقالا في مجلة "فورين بوليسي" بعنوان "الأصدقاء لا يتركون الأصدقاء يعملون مع إيران". وتعهد خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ التي عقدت في يناير الماضي أنه إذا ما بقيت الصفقة قائمة، فإنه سيبقى مراقبا شرسا لضمان التزام طهران بهذه الشروط. وقال خلال الجلسة إن "الإيرانيين محترفون في الغش والخداع". **نقلا عن صحيفة نيويورك تايمز