إن معركة الموصل ليست نهاية المطاف، وهنا أتكلم عن الهدف من تحركات ما يعرف بميليشيات الحشد الشعبي في العراق، والمدعوم من إيران ويأتمر بأمرها، والذي مازلت حتى الآن لا أعرف ما هي الصفة القانونية لهذه الميليشيات في داخل الدولة العراقية، صحيح أن الحكومة العراقية قد صرحت بأن معركة تحرير الموصل من عناصر داعش كما يزعمون تتولاها قوات الجيش العراقي، وأعتقد أن الغرض من هذا التصريح عدم إثارة الطائفة السنية وتفادياً من انضمام أفرادها إلى داعش خوفاً مما قد يحل بهم لو سقطوا بيد ميليشيات الحشد، وهذا الشيء يُقلق القائمين على الأمر في بغداد في أنه قد يُعقد الأوضاع في الموصل، ويُصعب مهمة الجيش العراقي، وحتى لا يتكرر ما فعلته تلك الميليشيات في الفلوجة والرمادي، من قيامها بالقتل الطائفي والتصفية المذهبية، وهذا ما أثبتته منظمات حقوق الإنسان الدولية، ولكن الواقع على الأرض يقول إن ما تقوم به ميليشيات الحشد أخطر بكثير من ذلك، وهو تنفيذ مخطط المشروع الصفوي بالسيطرة على العراق وسورية، وعندما مُنع الحشد الشعبي من المشاركة في معركة تحرير الموصل، قام بالاتجاه إلى المناطق الغربية من مدينة الموصل وصولاً إلى الحدود السورية، والسيطرة على مدينة تل لعفر في محافظة نينوى، والآن يقوم بالسيطرة على قرى تل عزو، محمد زيد، هزيل، تل بنات، تل حائط، الخنيسي، أم حجارة، مغير العبد، قرية الزميلة، عماش، أم حجار المحاذية للحدود السورية، بحجة تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي، يقابله تحرك لقوات النظام السوري مسنوداً بالميليشيات الشيعية المدعومة من إيران في الداخل السوري، للالتقاء بالحشد في منطقة ما على الحدود بين الدولتين، وذلك لقطع الطريق على أي قوات من المعارضة المدعومة من أمريكا أو أي تدخل عسكري تركي، وذلك لإنشاء ممر بري وهذا تطور خطير، فهل بدأ تبلور ما يعرف بالهلال الشيعي على الأرض؟!، وتحت نظر أمريكا المتوثبة ورضا روسيا، وحيرة تركيا، وإسرائيل المنتظرة، فأصبح الأمر الآن في عهدة السعودية لتتصدى لهذا المخطط، مع دول مجلس التعاون والأردن، وفي انتظار تبلور نتائج القمة السعودية الأمريكية، وكذلك اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والإسلامية مع الرئيس الأمريكي ترمب التي عقدت في الرياض إلى واقع ملموس، فدعونا ننتظر، فالأيام القادمة حُبلى بالكثير.