الحفاوة التي حظي بها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تعكس أمرين، الأول حجم وأهمية الضيف السعودي، والأمر الثاني عمق العلاقات السعودية الأمريكية، التي وصفها العديد من المراقبين الأمريكيين بالإستراتيجية وأنها عادت لتكون صفحة جديدة لعلاقات ترتكز على الشراكة الأمنية والسياسية بين الرياض وواشنطن. ولعل لقاء الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في البيت الأبيض، في ظل ما تمر به المنطقة من اضطرابات، يشير إلى مسار سعودي أمريكي طويل من أجل الاستقرار في المنطقة، خصوصا أن إيران كانت حاضرة في هذه المباحثات للحؤول دون تمدد قوى الشر ونشر الفوضى، وهو ما أكده البيت الأبيض في بيان رسمي عقب المحادثات بين الجانبين. حرص الأمير محمد بن سلمان أن تكون زيارته ناجحة ومكتملة العناصر بلقاء صناع القرار في الإدارة الأمريكية وعلى رأسهم الرئيس ترمب، وبالفعل كانت مأدبة الغداء على شرفه أشبه بجلسة محادثات، جمعت نائب الرئيس مايك بنس، مستشار الأمن القومي هربرت، ماك، كبير مستشاري الرئيس ستيف بانون، صهر ترمب ومستشاره جاريد كوشنر، مستشارة ترمب للشؤون الاقتصادية دينا باول.. لتنتهي الزيارة بجرعة كافية من التنسيق العالي بين السعودية وأمريكا على الأقل لأربع سنوات من رئاسة ترمب.