قال الرئيس الامريكي دونالد ترامب، خلال مؤتمر صحفي اجراه من حديقة الورود اليوم الخميس، على أن جولته الخارجية الأولى منذ توليه زمام الرئاسة في الولاياتالمتحدة سيستهلها بزيارة المملكة العربية السعودية. وأوضح ترامب أن زيارته القادمة للمملكة تهدف إلى إنشاء أرضية جديدة للتعاون مع زعماء الدول الإسلامية من أجل مكافحة الإرهاب. واستطرد: "السعودية هي من تتولى شأن اثنين من أكثر الأماكن قدسية في الإسلام (الحرمين المكي والنبوي)، ومن هناك سنقوم بوضع أسس جديدة للتعاون والدعم مع حلفائنا المسلمين لمحاربة التطرف والإرهاب والعنف، ولكي نتبنى مستقبلاً أكثر عدالة وأملاً للشباب المسلم في بلدانهم". وبين أن هدف الولاياتالمتحدة "ليس هو فرض على الآخرين كيفية العيش، وإنما إنشاء تحالف من الأصدقاء والحلفاء الذين يدعمون مكافحة الإرهاب وتوفير الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط التي مزقتها الحرب". وولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان، قد قام بزيارة الولاياتالمتحدة بعد تولي ترامب الرئاسة، وحظيت زيارته اهتمام بالغ من قبل الجانب الامريكي، والذي حضر اجتماعه أهم الشخصيات ومنهم مستشار الأمن القومي الجنرال ماك ماستر،و ثلاثةُ مستشارين للرئيس الأميركي، وهم جاريد كوشنر، وهو صهر الرئيس ترمب ومسؤول ملف السلام في البيت الأبيض، ودينا حبيب باول، وهي مستشارة اقتصادية للرئيس وتعمل على المبادرات الجديدة، وستيف بانون وهو مستشار سياسي للرئيس، ويعتبر منظّر ترمب العقائدي. والذي كان من اللافت أن هذه المجموعة من المستشارين حضرت اجتماع البنتاغون على غير العادة، وكان مؤشر واضح على أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تريد النظر إلى العلاقات مع المملكة العربية السعودية ومع قضايا الشرق الأوسط والعالم الإسلامي بمقاربة جديدة تمتاز بالحزم وتنوّع الوسائل والتي تبلورت بزيارة الامير محمد بن سلمان. وأطلق على الأمير محمد بن سلمان "مهندس العلاقات الامريكية، ولم تكن زيارته زيارة عادية، ولا تقتصر على المشاريع الاستثمارية في سياق رؤية السعودية 2030 المعلن عنها في نيسان 2016 بل هي استثنائية بالمعني الحرفي للكلمة، وسيترتب على أساسها نوع العلاقة المستقبلية، وكذلك الاستراتيجية الأميركية في المنطقة". وسبق لترامب أن أعلن عن خططه لزيارة السعودية في اواخر شهر مايو/أيار الجاري على أن يتجه بعد ذلك إلى حضور قمة حلف الناتو في بروكسل وقمة مجموعة السبع الكبرى G7 في جزيرة صقلية الإيطالية. هذا، وأشار البيت الأبيض في تصريحات صادرة عنه اليوم إلى أن الرئيس الأمريكي يسعى إلى توحيد جهود أتباع "الأديان السماوية الثلاثة في مكافحة الإرهاب والتعصب، إضافة إلى كبح جماح إيران". ويأتي هذا الاهتمام الامريكي بعد زيارة ولي ولي العهد التي حرص المسؤولون الامريكيون على حضورها والاطلاع على مستقبل العلاقة السعودية الامريكية والخطط المستقبلية للسعودية وفق رؤية 2030 والتي عادت بأثرها بحرص الامريكين بتحديد السعودية كأول وجهة للرئيس الخامس والأربعون لأمريكا .