يعد معرض جدة الدولي للكتاب، الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام ومحافظة جدة سنوياً، علامة فارقة في تاريخ الثقافة بالمنطقة الغربية، إذ استطاع أن يجمع في نسخته الأولى أكثر من مليون عنوان من 24 دولة حول العالم والمئات من دور النشر، ولعله في نسخته الثانية لهذا العام يكسب الرهان في إجمالي الإيرادات والمبيعات ونوعية الثقافة المقدمة من أمسيات وندوات وورش عمل تثري وترتقي بالثقافة السعودية. من جهته، أكد محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد عبر وجوده المستمر في المعرض ومتابعته الميدانية والمستمرة للمعرض تحديه لكسب رهان الثقافة في هذه النسخة، وكشف مصدر ل «عكاظ» أن المعرض لا يوجد به مدير، ولكن اللجان المتخصصة تديره من خلال متابعة كل اختصاص للمهمات المنوطة بها، ولكن يبدو أن وجود الأمير مشعل باستمرار في المعرض يدلل على إدارته ومتابعته لكافة تفاصليه سواء الثقافية والأدبية منها أو الأمنية وإيجاد بيئة مناسبة للزوار. وتصدرت دور النشر «مدارك، المتوسط، طوى، الساقي، أثر، الانتشار العربي، جداول» إقبال زوار معرض جدة الدولي للكتاب عشية الافتتاح ويوم أمس الذين توافدوا عليه منذ الساعة الرابعة عصرا وشهد إقبالا كبيرا وازدحاماً على بوابات المعرض ما يؤكد تعطش عروس البحر الأحمر وسكانها للكتاب كون جدة حاضنة للثقافة والأدب وتعد من أوائل مدن المملكة تصديرا للمثقفين والأدباء الذين ساهموا بشكل فاعل في المشهد الثقافي السعودي. وبرغم تأخر عمل لجان المعرض مع فعاليات أخرى متزامنة مع المعرض مثل مؤتمر فكر ودورة فوزية أبو خالد في الجمعية بالمنطقة الشرقية إلا أن إدارة المعرض واللجنة الثقافية استطاعت أن تجمع تنوعا ثقافيا يثري المعرض وزواره. وتجمع الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض المثقفين من كافة أنحاء المملكة ومنهم عبدالعزيز الخزام من حائل وعبدالرحيم الأحمدي من الرياض وهيلدا إسماعيل من المنطقة الشرقية ومسفر الغامدي وعبدالله ثابت من جدة والدكتور فيصل الطميحي من جازان، فيما يقدم الفنان عبدالله إدريس في المعرض التشكيلي تجربة ثرية عبارة عن تحويل النص الكتابي إلى نص بصري وذلك بأعمال تجريدية اقتربت كثيرا من الجو العام للمعرض ولم تخرج عن النسق الجمالي للكتاب في توظيف بعض الخامات واللدائن على عدد من الكتب والروايات التي أحدث ضجة في عالم الأدب العربي مثل كتب جبران خليل جبران. فيما يقدم الفنان أحمد حسين الذي خرج عن المألوف والشكل أعمالا مفاهيمية بحتة تبحث عن الذات وتخاطب مهارات التفكير العليا لدى زوار المعرض فتجده موجودا باستمرار في ركنه داخل المعرض مجيبا عن استفسارات الزوار الذين أدهشهم المنظر.