خسر برميل النفط من قيمته ما يقارب سبعة دولارات من أعلى مستوى وصل إليه منذ أسبوعين عندما تجاوز سعره مستويات 53.73 دولار للبرميل، ووصل خلال تعاملات هذا الأسبوع إلى 46.48 دولار للبرميل، وتوضح نماذج قوية أن أسعار النفط مقبلة على التراجع في ظل وجود ما يعرف فنيا ب «دبل توب» على مستويات 51 دولارا للبرميل ويدل النموذج على أنه إشارة فنية تؤكد انعكاس السعر نحو الاتجاه المنخفض والاتجاه نحو القاع المحصور بين هاتين القمتين عند مستويات 40 دولارا للبرميل في حين أن مستويات 40 دولارا للبرميل هي من المستهدفات حاليا بالانخفاض أكثر وسط توقعات تدعم وصول المؤشر إلى هذا المستوى. ويؤكد كبير المحللين في إحدى شركات البورصة رائد الخضر أن هناك ضغطا متواصلا على النفط زاد من حدته ظهور بيانات أمس التي شكلت ضغطا إضافيا على سعر البرميل بعدما جرى الإعلان عن أكبر فائض سجله التاريخ على مخزونات النفط التي تجاوزت حاجز ال 14 مليون برميل. وأضاف: «عانى النفط من عدم وضوح الصورة الكاملة بشأن توصل منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» لاتفاق واضح يفضي إلى تجميد أو خفض أسعار النفط في ظل غياب الالتزام المؤكد بمثل هذا الاتفاق من دول منتجة خارج «أوبك»، وقد بدأت معدلات التفاؤل لدى المستثمرين والمضاربين تتضاءل تدريجيا في هذا الجانب لاسيما وأن البيانات الصادرة تؤكد استمرارية الضغط والارتفاع الكبير في إنتاج النفط». وتطرق في حديثه إلى وجود حالة غياب لليقين بشأن الأسعار نتيجة تزامن ظروف عدة منها السياسة الاقتصادية التي ستسفر عن انتخابات الرئاسة الأمريكية، وبطء التعافي للاقتصاد الصيني الذي يعد ثاني أكبر اقتصاد بالعالم في وقت تواجه فيه بريطانيا وأوروبا مشكلات في الاقتصاد جعلتها تتخذ قرارات هدفها الخروج من الأزمة والركود إجمالا. واتفق محلل الأسواق المالية نزار أحمد مع رائد الخضر بشأن انخفاض تأثير التصريحات التي خرجت عن كبار منتجي الطاقة المتضمنة على أن أسعار النفط ستبدأ في الارتفاع وتعود إلى ما فوق مستويات 50 دولارا للبرميل في ظل أسباب داعمة غير رئيسية مثل تراجع الدولار الأمريكي الأمر الذي يقلل من فرصة ارتفاع النفط إلى مستويات ما فوق 60 دولارا للبرميل لكن في ظل البيانات النفطية التي تظهر حالة من التشاؤم ونحن في نهاية العام ولم نتمكن من الخروج من ضغط أسعار النفط بالاتجاه المنخفض. في المقابل، صعد النفط في العقود الآجلة أمس (الخميس) بدعم أنباء عن هجوم على خط أنابيب نفط نيجيري وضعف الدولار الأمريكي وذلك بعد أربعة أيام من التراجع بسبب شكوك في إمكانية احتواء تخمة المعروض العالمي من النفط الخام، إلا أن انتهاء تأثير الحدث سيجعل المؤشر يكمل مساره الهبوطي ما لم يحدث تأثير إضافي. وانخفض النفط في العقود الآجلة لأدنى مستوى في خمسة أسابيع أمس الأول بعد بيانات أظهرت أن مخزونات الخام الأمريكية زادت بمقدار قياسي في الأسبوع الماضي مما فاقم الشكوك في قدرة «أوبك» على الحد من مستويات الإنتاج القياسية للنفط. يذكر أن أعضاء «أوبك» سيجتمعون يوم 30 نوفمبر الجاري للاتفاق على خفض الإنتاج بعد عامين من تخمة هائلة في المعروض العالمي وتدني الأسعار مما أضر بميزانيات المنتجين، لكن كثيرا من المراقبين في السوق يشكون في إمكانية التوصل لاتفاق ملموس أو تطبيقه.