كر وفر بين أسعار النفط ونظيرتها في أسواق الأسهم والمعادن وبقية الأسواق الاقتصادية، فمنذ بدء تذبذب وانهيار أسواق النفط العالمية منذ منتصف العام الماضي بدأت أسواق الأسهم تشهد تقلبات حادة تتناسب عكسيا مع مؤشرات النفط وأخباره السوقية، فتعاظمت تبعا لذلك خسائر الأسواق وسجلت العام الماضي مستويات قياسية في تراجعاتها وقيمها. وعلى الصعيد المحلي احتل المؤشر السعودي العام المركز التاسع في حجم الخسائر بين أسواق الأسهم العربية، حيث حقق خسائر في عام 2014 تعادل 0.39%، وكان أقل مستوى له عند 7225.83 نقطة والأعلى عند 11159.50 نقطة، فيما كان الإغلاق السنوي عند 8,333.30 نقطة. ودعا الخبراء تجار المدى القصير للاستفادة من الفشل في الكسر أدنى 8040 نقطة ووضع أوامر شراء فوق 8450 نقطة والتي سوف تكمل عكس الاتجاه على المدى القصير وتدفع الأسعار الى أعلى لإعادة اختبار المنطقة حول 9000 نقطة. فيما ينبغي على تجار المدى المتوسط والطويل الانتظار لارتداده أعلى من 9000 نقطة للشروع في صفقات شراء جديدة واستهداف 9660 و10500 نقطة. أما في حال العكس وحدث الاختراق تحت 8040 نقطة، فعندها سوف تؤجل أي فرصة للارتداد على المدى القريب، وسوف يحدث تسارع في الزخم الهبوطي، فيما على الجانب الهبوطي سوف تتجه الأسعار نحو الدعم 7800 نقطة ومستوى التصحيح عند 7600 نقطة. وعلى صعيد حركة النفط اليومية، فقد واصل خسائره أمس ونزل من جديد لأقل مستوى في خمسة أعوام ونصف العام بعد أن هوى أمس 5% جراء عدة عوامل فاقمت من المخاوف بشأن تخمة الامدادات. وسجل برنت مستوى منخفضا جديدا منذ مايو 2009 عند 52.28 دولار للبرميل، وتعافى قليلا إلى 52.83 بانخفاض 28 سنتا، وسط تفاقم القلق من زيادة المعروض بعد أن خفضت السعودية أكبر منتج في أوبك أسعار بيع النفط الشهرية إلى المشترين الأوروبيين. وانخفض الخام الامريكي 41 سنتا إلى 49.63 دولار. وكان قد نزل في وقت سابق لأقل مستوى منذ ابريل 2009 عند 49.32 دولار. وقال بيارني شيلدروب كبير محللي السلع الأولية لدى إس.إي.بي في أوسلو «لا تبدي السعودية بادرة تراجع.. المخزونات تواصل ارتفاعها وعلاوة سعر التسليم الآجل على سعر التسليم الفوري في ازدياد». وزادت السعودية سعر البيع إلى آسيا لكن بعض المحللين يقولون إن خفض سعر الشحنات المتجهة إلى أوروبا يبرز حرص المملكة الشديد على حماية حصتها السوقية. وكان خام برنت تراجع إلى 51.23 دولار للبرميل أمس، وهو أدنى مستوى له منذ مايو 2009. وقد عصفت تراجعات النفط خلال تعاملات امس الأول بأداء المؤشرات الأمريكية، والتى انعكست على تعاملات نيكاي الياباني خلال تعاملات الأمس. وخسر داوجونز الصناعي 1.86% متخليا عن 331 نقطة ليصل الى مستويات 17501.6 نقطة، وتراجع ستاندرد اند بورز 500 الى مستويات 2020.58 خاسرا 37.6 نقطة منخفضا 1.83%، وهبط ناسداك 1.57%. وتجاوزت خسائر نيكاي الياباني قبيل اغلاق تعاملات الأمس 450 نقطة ليصل الى مستويات 16949 نقطة منخفضا 2.6%. وهبط خام «ويست تكساس» الأمريكي بنسبة 5% خاسرا 2.65 دولار ليصل الى 50.04 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى منذ 28أبريل 2009، وانخفض خام «برنت» 5.9% متخليا عن 3.31 دولار ليصل الى 53.11 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى منذ مايو 2009. وانخفض مؤشر «فوتسي 100» البريطاني 131 نقطة ليصل الى 6417 نقطة بنسبة 2%، و تراجع مؤشر «كاك» الفرنسي 141 إلى 4111 نقطة بنسبة 3.3%، وهبط مؤشر «داكس» الألماني 292 نقطة إلى 9473 نقطة بنسبة 3%. وكانت مؤشرات الأسهم الأمريكية افتتحت على هبوط أمس الأول، وعمقت الأسواق من خسائرها بعد مرور حوالي 3 ساعات من التداولات. وعززت بيانات تظهر أن انتاج روسيا سجل أعلى مستوى في حقبة ما بعد الاتحاد السوفيتي في عام 2014 وان العراق سجل اعلى صادرات منذ عام 1980 في حين دفع الغموض الذي يكتنف مستقبل اليونان السياسي المستثمرين للعزوف عن المخاطرة والإقبال علي شراء السندات التي تمثل ملاذا آمنا. وتوقع مسح أولي لرويترز امس الأول ان يكون مخزون الولاياتالمتحدة من الخام والمنتجات ارتفع في الاسبوع المنتهي في الثاني من يناير ما قد يؤدي لهبوط أكبر للأسعار. ومن المقرر أن تعلن الولاياتالمتحدة اليوم بيانات المخزونات النفطية الأمريكية، وسط توقعات بشأن احتمالية زيادة المخزون، ما يرفع من المعروض النفطي في الأسواق. وحسب بورصة نيويورك التجارية، تمت تجارة العقود الآجلة للنفط الخام في فبراير على USD50.26 للبرميل، ارتفع بنسبة 0.44%. وقد تمت المتاجرة مسبقا على جلسة ارتفاع USD50.37 للبرميل. النفط الخام قد يجد نقاط الدعم على USD49.68 والمقاومة على USD55.11. وهبط مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسة أخرى، بنسبة 0.09% للمتاجرة به على USD91.57. في الوقت نفسه على نايمكس، ارتفع سعر نفط برنت لشهر فبراير بنسبة 0.94% لتتم المتاجرة به على USD53.51 للبرميل، بينما فرق النقاط (السبريد) بين عقود نفط برنت والنفط الخام يقف على USD3.25 للبرميل. ولا تزال أسعار النفط على تراجعها وسط تشاؤم البعض بتواصل تلك الوتيرة في ظل فقد خامي نايمكس وبرنت حوالي 54% منذ منتصف العام الماضي. وتبدو الأسباب المكررة في هذا الصدد تتعلق بوفرة المعروض وتجاوزه للطلب بجانب إحجام «أوبك» التي تتحكم في 40% من الإمدادات العالمية عن خفض سقف إنتاجها، وهو ما أسهم في تفاقم وتيرة الهبوط. ومع ارتفاع صادرات العراقوروسيا من الخام بجانب دخول إنتاج بعض الحقول في غرب إفريقيا وأمريكا اللاتينية خصوصا من البرازيل إلى السوق سيصبح الوضع أكثر تعقيدا. ليس هذا فحسب بل هناك توقعات بوصول عدة آلاف اضافية من براميل النفط يوميا من كندا باتجاه الولاياتالمتحدة بجانب ارتفاع وتيرة الصادرات من إقليم كردستان. وأيضا تسابق كبار المنتجين لا سيما السعودية، روسيا، الكويت، وكذلك العراق في الحفاظ على حصص سوقية مما يعني الضغط على الأسعار، في ظل عدم وجود بوادر على خفض يلوح في الأفق للإنتاج. لكن الأبرز في الأمر ما نقلته «أسوشيتد برس» حيث التوصل لاتفاق مبدئي بين الولاياتالمتحدة وإيران بشأن أسلحتها النووية، وهو ما يفتح الباب أمام رفع العقوبات النفطية. وفي هذه الحالة فإن «مورجان ستانلي» يرى أن رفع العقوبات سيعني ارتفاع وتيرة صادرات الخام من ايران بحوالي 500 ألف برميل يوميا في غضون أشهر قليلة وبالتالي زيادة المعروض. ومن جهته، قال البنك المركزي التركي أمس، إن هبوط أسعار النفط سيواصل الحد من تضخم أسعار الطاقة في البلاد الشهر المقبل وإن مؤشرات التضخم الأساسي ما زالت تتحسن. وذكر البنك في تقرير شهري أن قطاع الطاقة سجل أكبر انخفاض لمعدل التضخم في ديسمبر حين هبط تضخم أسعار المستهلكين 0.44% على أساس شهري. وأضاف المركزي التركي ان معدل التضخم تراجع أيضا في قطاعات أخرى.