وَقُوْرٌ عَلَىْ ظَهْرِ الْفَلَاةِ كَأَنّهُ طَوَاْلَ الَّليَالِيْ مُفْكِرٌ بِالْعَوَاقِبِ هكذا يصف ابن خفّاجة (الجبل)، وهو الشاعر البستاني كما يلقّبه الأندلسيون. * الجبل في كرة القدم السعودية هو النادي الشامخ الكبير (الهلال) الذي يتسلّقه المتسلقون فيصلون إلى أهدافهم وقد لا يصلون، وتُطاوِلُهُ الأندية الأخرى، ثم ما تلبث أن تصطدم بثباته، فتتلاشى وتغيب، وهو ثابت شامخ لا يغيب عن السماء. وهذا ترسيخٌ للمقولة الشهيرة «الهلال ثابتٌ والبقية متحركون». * أمس الأول فاز العميد على الزعيم الذي يشكل الفوز عليه حدثاً كبيراً، ليس في السعودية فحسب، بل في الخليج العربي، وفي باقي الدول العربية، وفي آسيا الكبيرة. * تذكرت بيت ابن خفاجة الذي وصف الجبل بالوقور المفكر بعواقب الأمور، فتذكرت الهلال النادي الكبير بجماهيرته الطاغية ورجالاته الذين لا يدعونه لقمة سائغة لفرق الظل تفترسه ثم تهبط للدرجة الأولى. * العام الماضي، هبط نجران إلى «الأولى»، وهزم الأهلي والنصر، وقبل الماضي كانت القادسية تقبع في غياهب «الأولى» فأخرجت الأهلي من أهم البطولات (كأس خادم الحرمين الشريفين). * لا يضير الهلاليين فوز العميد البطل، فالاتحاد هو شريك الهلال في الأمجاد السعودية في القرن الجديد، أما المتباكون على أمجاد الزمن الغابر المزعومة فلا عزاء لهم. * مرت سنوات طويلة لم يهزم الاتحادُ الهلالَ في بطولة الدوري سوى العام الماضي وهذا الدور من هذا العام، وما تزال الأمور في بدايتها، والعبرة بالنهايات. * الاتحاد فريق كبير يهزم الهلال، وقد هزمه الهلال بالخمسات والأربعات بالأمس القريب، لكن هذه الهزائم لا تنزّل قدر هذين الناديين الكبيرين اللذين حملا على عاتقيهما مجد البطولات السعودية القارية في القرن الحديث، وشاركا أندية آسيا المنافسة الشريفة في غيبة من بقية الفرق السعودية التي يتسلق بعض إعلامييها على شموخ الهلال والاتحاد. * تجلت أمس روح اللاعبين الصغار في الاتحاد فهزمت كبرياء لاعبي الزعيم وغطرستهم. * لن يفوز الهلال بالدوري إلا إذا استبعد «العواجيز» وتخلّصت إدارته من (الأسطورة الوهمية) واللاعب المخلص وابن النادي، واستبدلت سوء الأجانب بشبابٍ قادرين على إحداث التغيير في الفريق الأزرق البطل. * أخشى على جيل الاتحاد الصاعد الجميل مما حدث لنصر الراحل عبدالرحمن بن سعود رحمه الله، حين كان يستعد للموسم الرياضي ليفوز على الهلال لعرقلته فقط، وفي النهاية يتوج الهلال بطلاً والنصر تمر عليه السنين العجاف ويرحل بخفي حنين، فهل يعي الاتحاديون هذا الأمر المهمّ؟. وقفة: اليوم تهتف قلوبنا مع الأخضر الشاب؛ لاستعادة المجد والارتقاء على هامة القارة الصفراء.