لخطأ الذي وقعت فيه إدارة نادي النصر بمنع مشاركة ثلاثة لاعبين دفعة واحدة أمام الاتحاد أول أمس ضمن ذهاب مسابقة كأس الملك للأبطال جاء وكما يقال (ليزيد الطين بله). أكاد اجزم أن الخطأ الإداري الذي حدث لم يكن ناتجا عن قلة خبرة أو دراية ومعرفة لدى الأستاذ سلمان القريني مدير عام إدارة الكرة الذي عمل لسنوات طويلة بالمنتخبات السنية إنما يمثل قمة العشوائية بالعمل والفوضوية التي يعيشها الفريق جراء عدم وجود الرجل المناسب بالمكان المناسب. احترم شخص الأستاذ سلمان القريني وأقدر تعاونه مع الجميع ولكن الاجتهاد بمثل تلك الأمور لا يمكن أن يحدث بشكل قاطع حيث شكل هذا الاجتهاد حرمان الفريق من صانع الألعاب خالد الزيلعي الذي يعتبر أحد أهم اللاعبين المتميزين بالفترة الأخيرة بخارطة الفريق.لم يكن الخطأ عاديا بل كان جسيما وأضعف قوة خط الوسط أيضا بغياب المحترف الأرجنتيني فيكتور فيقاروا إضافة إلى عدم مشاركة قائد الفريق حسين عبدالغني وهو ما جعل من المدير الفني للفريق المؤقت السيد قوميز بأن يعد طريقة جديدة لهذا اللقاء بساعات قليلة جدا وإشراك بدلاء بالأصل كانوا خارج حساباته. الثلاثي الذي طالهم الوقف من القريني وضح تأثير عدم مشاركتهم على نتيجة المباراة النهائية. المؤسف أن الفريق بالأصل متهالك فنيا ومعنويا وجاء ذلك الخطأ كما قلت في البداية ليزيد الطين بله لدى الجماهير النصراوية التي زاد غضبها وسخطها على العمل الإداري بالفريق التي راحت تتساءل عن كيفية عودة النصر بهذه الطريقة العشوائية. وعلى النقيض تماما وجدنا الاحترافية والعمل المنظم والدقة في فهم اللوائح والأنظمة في نادي الهلال فلم يتركوا للاجتهاد فرصة وعمدوا إلى إشراك أحد أهم المحترفين وذلك للمحافظة على قوة الفريق وعدم الاستهانة بخصمهم. هذا التباين بين عمل الإدارتين في الهلال والنصر يؤكد من جديد أن الفارق كبير جداً فهل ترى جماهير النصر عملا إداريا متميزا يوازي العمل الإداري المتميز في نادي الهلال. أتساءل فقط. بين الهلال والنصر لا أدري لماذا وضعت النصر في مقارنة مع الهلال (فنياً لا وجه مقارنة أصلاً) وهنا أقصد العمل الإداري في الناديين وقد يكون لتنافس جماهير قطبي العاصمة سببا في ذلك ربما ولكن أتذكر أن الأمير عبدالرحمن بن مساعد غاب عن الهلال لفترة طويلة وحل نائبه سمو الأمير نواف بن سعد وضل العمل قائما على أكمل وجه وإن لم تخنّي الذاكرة أيضاً غاب قبله الأمير نواف بن سعد لفترة واستمر العمل كما هو بشكله المتميز واستمرت المحافظة على العمل والمنهجية المرسومة والإستراتيجية الناجحة للفريق. وعلى النقيض تماماً في نادي النصر غاب الرئيس فتدهور حال الفريق وأصبح يأكل بالخمسات والأربعات بوجود نائبه الذي يفتقد إلى فن القيادة الإدارية حيث أثبت ذلك على أرض الواقع ولم يستغل الظرف الطارئ الذي تسبب بسفر الرئيس ليقنع الجميع بما يقوم به من عمل أو دور جوهري ومؤثر داخل الكيان ليؤكد أن النصر بحاجة إلى وجود شخصية قيادية احترافية تدرك جيداً المحافظة على العمل وعلى السير بذات المنهجية المرسومة. أعتقد أن أول خطوات التصحيح التي ينوي الأمير فيصل بن تركي البدء بها فور عودة سالماً معافىً بإذن لله من خارج المملكة هي إبعاد نائبه ومدير عام إدارة الكرة قبل أن يبحث أي أمور فنية تخص الفريق الكروي الأول. أما استمرار الثنائي في الموسم المقبل فهي أولى خطوات العودة للخلف والمنافسة على الهبوط وعندها لن تفيد جميع الحلول مع الجماهير التي بدأت تطالب باستقالة الرئيس من حيث يوجد الآن. أسألوا الهلاليين عن سبب عدم تأثرهم بغياب الرئيس ونائبه في أوقات متفرقة وعن كيفية استمرار الفريق بحصد الانتصارات المتتالية ليحقق آمال وطموحات جماهيره بالصعود لمنصات التتويج للموسم الثاني على التوالي محافظاً على ما حققه في الموسم الماضي.