واصلت أسعار الدولار ارتفاعها أمام الجنيه المصري في السوق السوداء. وسجلت مستويات قياسية تاريخية جديدة إذ وصلت إلى 16.70 جنيه أمس (الجمعة)، بفارق 40 قرشاً عن أسعار أمس الأول (الخميس)، لتقترب الورقة الخضراء من ضِعف سعرها الرسمي في البنوك المصرية البالغ 8.88 جنيها، وسط حالة من الغموض حول موعد تطبيق الإصلاحات الاقتصادية المرتقبة. وأوضح متعاملون في أسواق المصرفية أن سعر الدولار يرتفع كل ساعة دون أن يعرف أحد السبب، متوقعين أن يستمر مسلسل الارتفاع التاريخي للورقة الخضراء على ما هو عليه حتى اتخاذ قرار بشأن تعويم أو تخفيض العملة المصرية. ولفتوا إلى ضرورة أن يصاحب التعويم إصلاحات اقتصادية تحمي الطبقات الاجتماعية متوسطة ومحدودة الدخل، وإلا سيواصل الدولار ارتفاعه في السوق الموازية، وهذا ما أكد عليه الخبير المصرفي محمد هاني، الذي قال: «من المتوقع وصول سعر الدولار إلى 18 جنيهاً، إذا لم تتخذ الحكومة المصرية إجراء عاجلاً، كما أن أي تباطؤ يعنى مزيداً من الإضعاف للعملة المحلية». على الصعيد ذاته، ارتفعت أسعار الذهب أمس ليسجل عيار 21 الأكثر تداولاً نحو 570 جنيهًا، فيما وصل عيار 24 إلى نحو 700 جنيه. في حين تراجعت معدلات الإقبال على المشغولات الذهبية من قبل الأهالي خلال الفترة الأخيرة، بسبب الزيادات الكبيرة التي شهدتها أسعار الذهب أخيراً. في المقابل، أكدت الشركة الشرقية للدخان التي تحتكر صناعة السجائر في مصر أمس (الأربعاء) أنها تواجه صعوبات كبيرة في توفير العملة الصعبة لشراء المواد الخام الأساسية وهو ما قد يضطرها للتوقف عن العمل. وأظهر التقرير السنوي للشرقية للدخان عن 2015-2016 أن مخزون «عدد من المستلزمات الرئيسية للصناعة التي ليس لها بديل محلي (انخفض) إلى أقل من 6 أشهر، وهو ما يعني أنه في حال استمرار هذا الوضع لفترة طويلة ستتعرض الشركة للتوقف عن الإنتاج والبيع لسلعة مهمة للمستهلك».