بددت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحلام عصابات تصنيع وترويج الخمور بالعاصمة الرياض بعد متابعة استمرت قرابة الأسبوع داخل الأودية والشعاب، حيث استغلت العصابات وعورة الأماكن وجنح الظلام لإنشاء مصانع خمور داخل مياه المجاري. وكشف المشرف على وحدة العمليات والدوريات الميدانية بمنطقة الرياض الشيخ عادل بن طاهر المقبل في تصريح ل»الجزيرة» أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمدينة الرياض وردتها معلومات حول قيام عمالة وافدة تعمل بطرق غير نظامية وتمارس تصنيع وترويج الخمور (العرق) داخل الأودية والشعاب، وكذلك تستغل هذه العمالة أبناء جلدتها العاملين في الرياض بصفة نظامية ويعمل بعضهم سائقي سيارات أجرة بهدف ترويج الخمور. وقال الشيخ المقبل: تم إعداد خطة محكمة بعد رصد المواقع وشراء كميات من الخمر من أفراد العصابات، بعد أن تكشف لنا وجود (5) مصانع بمواقع مختلفة منها بالسلي جنوب شرق العاصمة الرياض والأخرى غرب الرياض، مستغلين مياه المجاري والأحراش للتخفي بها وكذلك بعدها عن أعين الرقيب، مشيرًا إلى أن هذه العصابات تمارس التصنيع والترويج أثناء الليل، حيث توجد العصابات من بعد صلاة المغرب وحتى طلوع الفجر ومن ثم يسلمون الكميات الجاهزة من الخمور للبيع لأبناء جلدتهم سائقي الأجرة الذين يقومون ببيعها داخل الأحياء الشعبية التي تكثر فيها العمالة المستهدفة. مقاومة عنيفة من العصابة وبيَّن الشيخ المقبل أن الجهود أسفرت عن القبض على (13) شخصًا من جنسية وافدة جميعهم يديرون ال(5) معامل بعد تشكيلهم مجموعات تنشط في ترويج وتصنيع هذه السموم الخطرة منذ عدة أشهر، وأكّد أن عملية الإطاحة بالعصابة التي استمرت عدة أيام متفرقة لقيت مقاومة شديدة من أربع مجموعات، حيث استخدمت العصابات سواطير و(شواكيش) و(مطارق حديدية) و(كريركات) و(مساحي)، محاولين الفرار من قبضة رجال الهيئة لكن تم تطويقهم والقبض عليهم جميعًا بالرغم من وعورة الأماكن واستغلالهم لجنح الظلام، فيما أصيب عدد من رجال الهيئة إصابات طفيفة عولجت بالموقع. وقال الشيخ المقبل: تولت الفرقة العاشرة من الهيئة تحديد ساعة القبض عند الساعة الواحدة والنصف منتصف الليل بعد التنسيق مع اثنين من العصابة لشراء (10) صناديق خمور بمبلغ (12) ألف ريال، وتم تحديد الموقع ببطن أحد الأودية ولحظة الشراء تم القبض عليهم وحدثت مقاومة عنيفة للغاية وعثر بحوزتهم على كميات من الخمور وتمت السيطرة على المصنع الذي وضعته العمالة داخل مياه المجاري على مسافة بعيدة داخل الأشجار، حيث وضعت العمالة طريقًا سريًا للوصول للمصنع. وفي موقع آخر تم تحديد عملية شراء من عصابة أخرى تدار من قبل وافد عربي تم الاتفاق معه على بيع وشراء كميات وبعد تورطه في علاقته بعصابات الترويج طلب منه تحديد كمين لعصابة أخرى وأبدى تعاونه وعند تمكينه من الاتصال صاح بأعلى صوته: الهيئة ألقوا القبض علي وحطم جواله بقصد ضياع المعلومات وإخفائها التي بداخل جواله والوصول للعصابة الأخرى إلا أن قدرة الله ساقت أفراد الهيئة للوصول لهم والقبض عليهم بالجرم المشهود. كميات كبيرة معدة للبيع وفي موقع آخر توفرت معلومات عن وجود مصنعين للخمور بحيي الحائر وطويق داخل مياه المجاري تمت الإطاحة بعصابة مكونة من (5) أشخاص وهم يديرون مصنعًا للخمور بحي الحائر داخل مياه المجاري وعثر على المصنع بأدواته وكذلك عثر على (15) برميلاً تحت الإعداد و(8) صناديق جاهزة للبيع وكمية من سكر وكميات من الخميرة و(6) أسطوانات غاز وعدد من قدور الضغط، وكانت المجموعة الرابعة من الهيئة بقيادة الشيخ محمد شباب قد نجحت في الإطاحة بهم بعد رصد وتحرٍ استمر أربعة أيام، حيث صنفت هذه العصابة بالخطيرة والحذرة ومصنعهم من أكبر المصانع وأكثر إنتاجًا وتم القبض عليهم وإتلاف المصنع، أما المصنع الآخر فتم القبض على ثلاثة أشخاص يديرونه بحي طويق داخل الأودية وعلى مياه المجاري. وقال الشيخ المقبل: توالت عمليات القبض على عصابات التصنيع والترويج، حيث تمت الإطاحة بشخصين داخل مصنع خمور بمياه المجاري وصنف هذا المصنع ب(الصغير) ينتج يوميًا (30) كرتونًا بدخل يومي يقدر بأكثر من (36) ألف ريال. وبيَّن الشيخ المقبل: بالمتابعة المتواصلة والدقيقة من قبل معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ الذي حال سماعه للعصابات أعطى توجيهاته بالمتابعة والقبض وإنقاذ المسلمين من هذه المحرَّمات التي تدمر عقول شباب الوطن وتسهم في تفكيك الأسر، مشيرًا إلى أن الرئيس تابع جميع عمليات القبض من البداية وحتى النهاية وفي ساعات متأخرة من الليل، فيما أبدى إعجابه بالجهود التي بذلت من قبل رجال الهيئة. انتشار الفشل الكلوي والكبد الوبائي وكشف الشيخ المقبل في سياق حديثه ل»الجزيرة « عن توفر معلومات لديهم عن انتشار بعض الأمراض مثل الفشل الكلوي والكبد الوبائي من مجموعة أشخاص مصابين بهذه الأمراض سببها تعاطيهم للخمور، مستشهدًا بتحريم الخمور بقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ}، وهذا دليل على أن الله سبحانه وتعالى لم يحرم شيئًا إلا وفيه ضرر واضح على صحة الإنسان، فيجب علينا الحذر من التعاطي أو التساهل في ترك انتشار هذه السموم تعبث بمجتمعنا. وقال الشيخ المقبل: إن تعاون المواطنين ضد هؤلاء المجرمين من العمالة السائبة والمخالفة في البلد من خلال عدم تأجيرهم أو نقلهم أو إيوائهم أو تسهيل ظروف وجودهم يسهم بعد الله في عدم نشر مخاطرهم على مجتمعنا. وطالب الشيخ المقبل بتعاون أصحاب المحال التجارية والمواد الغذائية إذا لاحظوا شراء كميات كبيرة من السكر والخميرة من قبل العمالة إبلاغ الجهات الأمنية وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقال: لا ننسى دور خطب الجوامع فلهم مهام جسام في المشاركة في نشر الوعي لدى المجتمع. تعاون مع الأمانة لجز الأشجار وطالب الشيخ المقبل أمانة منطقة الرياض بالتعاون معهم لجز الأشجار النابتة داخل مياه المجاري التي تستغلها العمالة في التخفي وتصنيع الخمور، مبينًا أن هناك تعاونًا سابقًا بين الهيئة والأمانة بعد توجيه من قبل أمير منطقة الرياض أسهم في انحسار مصانع الخمور بشكل كبير جدًا، مؤكدًا قدرة الهيئة واستعدادها للتعاون مع الأمانة لاجتثاث هذه العصابات التي تدمر اقتصادنا وعقول أبنائنا. وفي السياق نفسه تحدث رئيس المجموعة الرابعة بالهيئة محمد شباب قائلاً: من أصعب الحالات التي تواجه رجال الهيئة هي مصانع الخمور داخل المجاري لعدة أسباب من بينها أن هذه العصابات تمارس التصنيع والترويج بالليل وفي مواقع خطرة للغاية داخل الأحراش ومياه المجاري، حيث تنتشر الثعابين والحشرات الخطرة وكذلك الوصول لها صعب جدًا لوعورة الطريق واستخدام العصابات للأسلحة البيضاء. وقال رئيس المجموعة الرابعة بعد متابعة لعصابة مكونة من ثلاثة أشخاص استغرقت عملية المتابعة أربعة أيام وتم تحديد ساعة القبض بعد شراء كمية كبيرة من الخمر بعيدًا عن المصنع قرابة (15) كيلومترًا ثم تحديد عملية الشراء بالقرب من المصنع وتم القبض عليهم وعثر على (17) برميلاً تحت الإعداد و(6) أسطوانات غاز وكميات من السكر والخميرة وتم القبض بعد مقاومة بالسواطير والكريك، مشيرًا إلى أن هذه العصابة استغلت المكان لوفرة المياه وبعده عن أعين المارة وسهولة الهروب بين الأشجار والجبال الوعرة. وقال محمد شباب: في أثناء العملية تم قتل ثعبان كاد أن يلدغ عضو الهيئة، فيما أتلفت أجهزة جوالات عضو آخر أثناء السير داخل مياه المجاري التي وصل ارتفاعها إلى قرابة المتر، فيما تعرضوا لإصابات من الأشجار وأدوات حديدية وضعت بهدف إعاقة الوصول للمصنع. واختتم تصريحه بمطالبة المواطنين بالتعاون مع الهيئة والجهات ذات العلاقة فبما يسهم للحد من هذه التجاوزات الخطيرة للعمالة المخالفة التي تصنع خمورًا تتسبب في أمراض خطيرة ومعصية للرب. مشاهدات من الحدث - الإطاحة بعصابات خمور المجاري. - الهيئة تطيح ب(13) وافدًا قدموا للمملكة متسللين. - أعمالهم تنطلق من بعد صلاة المغرب حتى أذان الفجر. - رصدت الهيئة عمالة نظامية تمارس تحويل المبالغ المالية لهذه العصابات المخالفة مقابل عمولات مالية. - الأحياء الشعبية والأسواق موقع إستراتيجي لترويج الخمور وكسب عملاء لعصابات الترويج. - العصابات تتقاسم الأودية والشعاب بينها دون التعدي على الآخر وكذلك مواقع الترويج. - يشكل عصر يوم الجمعة فرصة للعصابة للبحث عن زبائن جدد. - بعض العصابات تستغل النساء في تصنيع الخمور داخل المنازل. - قدرة الله أنجت عضو هيئة من لدغة ثعبان كبير. - العصابات تضع عوائق حديدية وأشجار لمنع الوصول لمصانع الخمور. - المواقع تقسم بينهم حسب قبائلهم وعاداتهم في أوطانهم. - مياه المجاري تتلف هاتفين لعضو هيئة ووثائقه بعد دخوله المياه وصولاً لمصنع داخل مسافات بعيدة.