[frame="1 100"] خاطب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المشاركين في المؤتمر العالمي عن ظاهرة التكفير، بالتأكيد أن اجتماعهم يعد في طليعة الأعمال الملحة، حيث الحوار مرتكز على الكتاب والسنة. وقال في الكلمة التي ألقاها عنه النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز أمس: لقد غرر ببعض أبنائنا فئات نعلم ما وراءها من إرادة السوء بهذه البلاد، فضلاً عن فئة أخرى تتلقف ما يرد على فكرها من نظريات التطرف والضلال، وحسبنا أن مجتمعنا الإسلامي ينبذ بفطرته السليمة الأفكار الضالة، ولن نقبل بأي فكر ينال من ثوابتنا، ولن نصادر أحداً في حرية فكره، ما دام في إطاره المعتدل، وعليه فلن نرضى المساس بقيمنا الراسخة ومحاولة تغيير وجداننا الوطني. وشدد خادم الحرمين على أن "قضايانا الاجتماعية هي في دائرة الحوار والنقاش بين أبناء الوطن الواحد، وغالب الأطروحات في هذا لا تخرج عن أن تكون قضايا اجتماعية يقررها المجتمع"، مشيراً إلى أن كل متسبب في فتح أبواب التيه المهلك سيكون على محك السؤال والحساب. من جهة أخرى، أكد النائب الثاني على حرص خادم الحرمين وولي العهد، لتحقيق كل ما يصبو إليه شعب المملكة في كل المجالات، وأضاف في لقائه بأهالي المدينةالمنورة: الحمد لله الدولة قادرة على تحقيق الكثير من احتياجات المواطنين في شؤون حياتهم والدولة ليست بخيلة على شعبها. أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رفضه لأي فكر ينال من ثوابتنا التي انعقد عليها وجدان كل مواطن. وقال خادم الحرمين في كلمته التي ألقاها نيابة عنه النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز بالمؤتمر العالمي لعلاج ظاهرة التكفير بالمدينةالمنورة أمس: لن نصادر أحداً في حرية فكره، ما دام في إطاره المعتدل، وعليه فلن نرضى المساس بقيمنا الراسخة ومحاولة تغير وجداننا الوطني، المتآلف على فطرته السوية، ونهجه الوسطي المعتدل، من قبل أي إنسان، فهذا هو دستورنا، وهذه هي عقيدتنا .. وفيما يلي نص الكلمة: الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: يسرني أن أخاطبكم في هذه المناسبة المباركة، على هذا الثرى الطيب، وقد انتظم عقد علمائه ومفكريه للتباحث حول موضوع في غاية الأهمية، حفلت به نصوص الشريعة الإسلامية تحذيراً وتنديداً وتنكيلاً. أيها الإخوة الكرام: إن اجتماعكم اليوم على محاور هذا المؤتمر العالمي عن ظاهرة التكفير، الذي نستشرف نتائجه وتوصياته، يعد في طليعة الأعمال الملحة، حيث الحوار قائم ومرتكز على الكتاب والسنة، الذي حذر أشد التحذير من الانزلاق في مسائل التكفير بغير علم ولا هدى، وهو مسلك فئة ضلت سواء السبيل، وانحرفت عن جادة الحق، التي بينها لنا أهل العلم، على أصول الشريعة وقواعد الإسلام، فلم يتركوا في هذا زيادة لمستزيد، ولا ثغرة لمستدرك، وهم الذين نفوا عن كتاب الله تحريف المغالين، وتأويل الجاهلين. ورُب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل علم يكون له فتنة، ومن يُرِد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا. مكامن وأسرار إن من استقرأ تاريخنا الإسلامي، واستنطق فصوله ومشاهده، واضطلع على أسباب قبول الإسلام والتصالح معه عبر التاريخ، يعلم الحقيقة، ويدرك مكامن وأسرار هذا الدين القويم، الذي نهى شرعنا الحنيف عن الغلو والتطرف فيه، والتقول على شرع الله بالكذب، أو التأويل أو التكلف. لقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم: "إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم، الغلو في الدين" وهذا الغلو هو مدخل ضلال الناس، وخروجهم عن الإطار الشرعي، والمحكم لدين الله، الذي استقر بحمد الله في قلوب العالمين علما وإدراكا. إن هذا الانتشار لدين الإسلام بعالميته ونبل مقاصده، لم ولن يكون بمفاهيم التطرف والغلو وأدوات التخريب والتدمير والاعتداء على النفوس البريئة التي قال الله تعالى في مقترف جرمها: "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا"، وقال تعالى: "ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالد فيها غضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما"، وقال صلى الله عليه وسلم "من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة"، ولا يشك مسلم أدرك حقيقة الإسلام أن الاعتداء على النفوس البريئة بالتأويلات الفاسدة يتحقق في قول رسولنا صلى الله عليه وسلم حيث قال: "اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة". فكر أصيل إن ما نطرحه في هذا الشأن هو بيان وتبرئة لفكرنا الإسلامي الأصيل، واعتدال منهجه وسمو مقصده، ويكفي أن من لا يدين بدين الإسلام بوسطيته واعتداله، قد اكتوى بأدوات التطرف لديه، وهي المحسوبة على فكره ومنهجه، فالتطرف لا وطن له ولا دين، ونحن نؤكد من وحي شرعنا العظيم أن دين الله الوسطية بين الغالي فيه والجافي عنه، وهو معنى قول الحق سبحانه "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا"، وقول النبي صلى الله عليه وسلم "هلك المتنطعون". لقد أرسل الله تعالى نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم شاهدا ومبشرا ونذيرا، وبعثه بالحنيفية السمحة وبالرحابة والسعة، وبمكارم الأخلاق والعفو والصفح والرحمة بالناس، وإحسان الظن بهم، حتى قال بعض السلف "لا تظن بكلمة خرجت من أخيك، سواء وأنت تجد لها في الخير محملا، فكيف إذا ارتد السوء إلى التفسيق ثم التكفير، وعلى إثره القتل والتدمير، وهي حلقات متصلة يجر بعضها بعضا. أمور يسيرة لقد حذرت شريعة الله من التساهل في الحكم على الآخرين في أمور يسيرة لا تبلغ حد التفسيق، فضلا عن التكفير، حتى ثبت عنه صلى الله عليه وسلم قوله "من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما" وهذا الحكم الشرعي في منتهى الخطورة، وحري بالمراجعة والعظة، وإذا كان سباب المسلم فسوقا، فكيف بتكفيره؟ والمتأمل في الشروط والضوابط التي أوضحها علماؤنا في مسائل التكفير يقف أمام حواجز وموانع بالأدلة الشرعية تمنع من الانزلاق في هذا المنحدر الخطير. لقد عانينا كما عانى غيرنا من مجازفات التطرف وضلال الفكر، وليت الأمر توقف عند هذا الحد، فلن يضرونا فيه إلا أذى، كما قال سبحانه وتعالى "لن يضروكم إلا أذى"، لكن تطور هذا الأمر إلى أعمال تخريبية، إفسادا في الأرض وإهلاكا للحرث والنسل ومكرا بالليل والنهار في مد من الضلال، لا بد لنا من مواصلة التصدي له، ومناجزته بكل قوة وحزم، ولن نفرح في هذا بشيء، كما نفرح بهداية من ضل سواء السبيل، وهو منهجنا مع كل موقوف على ذمة هذه القضايا، ومن جانب الصراط السوي وكابر الحق ورده، فمرده إلى الشرع المطهر الذي نعتز بتحكيمه والاهتداء بهديه. نظريات التطرف لقد غرر ببعض أبنائنا فئات نعلم ما وراءها من إرادة السوء بهذه البلاد، فضلا عن فئة أخرى تتلقف ما يرد على فكرها من نظريات التطرف والضلال وحسبنا أن مجتمعنا الإسلامي ينبذ بفطرته السليمة الأفكار الضالة، والأساليب المتطرفة، ولن نقبل بأي فكر ينال من ثوابتنا التي انعقد عليها وجدان كل مواطن فينا، ولن نصادر أحدا في حرية فكره، ما دام في إطاره المعتدل، وعليه فلن نرضى المساس بقيمنا الراسخة ومحاولة تغير وجداننا الوطني، المتآلف على فطرته السوية، ونهجه الوسطي المعتدل، من قبل أي إنسان، فهذا هو دستورنا، وهذه هي عقيدتنا، وسنكون مع غيرنا أرحب من غيرنا بنا، والأيام دلائل وشواهد على أقوالنا وأفعالنا، وسنكون في مجتمعنا الدولي أداة سلم وسلام وبر وصلة ووئام ندعو بخير البشرية ونعادي مد الشر ونقاومه، ونبرأ إلى الله من أي قول أو فعل يحسب على مفاهيمنا ونحن منه براء، وسجلنا مفتوح لكل طالب حق منصف متجرد، ولقد عانينا مثل غيرنا من أضرار ومفاسد الفكر الضال، ولن يهدأ لنا بال حتى يستقيم على الطريق، أو نستأصله من أرضنا الطاهرة، فلا مكان بيننا لهذا العنصر الدخيل، أما قضايانا الاجتماعية الأخرى فهي في دائرة الحوار والنقاش بين أبناء الوطن الواحد، وغالب الأطروحات في هذا لا تخرج عن أن تكون قضايا اجتماعية يقررها المجتمع السعودي، ولها الصدارة في النفس. وسيكون كل متسبب في فتح أبواب التيه المهلك على محك السؤال والحساب، دنيا ودين، والله خسيب وطليب كل ضال مضل وفاسد مفسد. وسنواصل بعون الله ملاحقة فئة الضلال والفساد، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، ونسأل الله أن يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر، ويدلنا على خير أمرنا، ويلهمنا رشدنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، كما أسأل الله تعالى أن يسددكم، ويبصركم في أعمال هذا المؤتمر، ويجعل التوفيق والصواب حليفكم، والاحتساب مقصدكم، ولا يحرمكم الأجر والثواب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته النهي عن الغلو وكان النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز افتتح مساء أمس بقصر أمير منطقة المدينةالمنورة بسلطانة فعاليات "مؤتمر ظاهرة التكفير ، الأسباب ، الآثار، العلاج " الذي تنظمه جائزة نايف العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة بمشاركة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بحضور عدد من الشخصيات العالمية. وألقى امين عام الجائزة الدكتور ساعد العرابي الحارثي كلمة قال فيها ان السمو والكمال والشمول والتوسط والرفق والرحمة ورفع الحرج والنهي عن الغلو والتحذير من التطرف هذه كلها من ابرز سمات الدين الحنيف ، وبذلك ضمن الاسلام للناس العيش في امن وامان واخاء واستقرار. ظاهرة مستفحلة ثم ألقى المشرف العام على الجائزة الأمير سعود بن نايف، كلمة قال فيها: جميعا يعلم خطورة ظاهرة التكفير ماضيا وحاضرا وكما ان من المتفق عليه ان فتنة التكفير اول الفتن التي ظهرت في الاسلام ، التي مزقت جسد الامة الاسلامية ، وفي عصرنا هذا استفحلت هذه الظاهرة في مجتعنا الاسلامي والعربي ، وكان لابد من دراسة ذلك ادراكا من الجائزة بخطورة ظاهرة التكفير. النائب الثاني: حريصون على تحقيق كل ما يصبو إليه شعب المملكة المدينةالمنورة: سفر العزمان، واس أكد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، حرص خادم الحرمين الشريفين وولي العهد على تحقيق كل ما يصبو إليه شعب المملكة في كل المجالات ، مشيراً إلى أن هذا أمر واجب وحق لكل مواطن. جاء ذلك في كلمته التي ألقاها خلال استقباله أمس في ديوان إمارة منطقة المدينةالمنورة، مشايخ وأئمة المسجد النبوي الشريف وأهالي المنطقة، الذين تشرفوا بالسلام عليه. وعبر الأمير نايف بن عبد العزيز عن سعادته باللقاء بهم، وقال إن لأهل المدينةالمنورة مكانة عالية في نفوس جميع المسلمين عامة وأبناء المملكة خاصة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد. وقال: إخواني الأعزاء استمعت من سمو أمير منطقة المدينة وأعضاء مجلس المنطقة إلى الكثير عن الموضوعات المدرجة على جدول أعمال المجلس، وقد أسعدني ما تهيأ في المدينة وما سيتهيأ بمشيئة الله مستقبلاً، ونهنئكم ونغبطكم على سكنى هذه المدينة مدينة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، التي شع منها الإسلام، وهي أفضل مدينة بعد مكةالمكرمة. وبين أنه جرى إنجاز الكثير من المشاريع بالمدينةالمنورة وسيتم إنجاز عدد من المشروعات التي تلبي احتياجات المواطن. وقال: هذا واجب على كل مسؤول، وعلي أن ألتقي بإخواني المواطنين بكل مناطق المملكة وأشارك كل أمير منطقة فيما يهم منطقته، والحمدلله الدولة قادرة على تحقيق الكثير من احتياجات المواطنين في شؤون حياتهم، والدولة ليست بخيلة على شعبها، وهذا ما نلمسه نحن المسؤولين من توجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين، والحمدلله رغم الظروف المحيطة بنا نحن مستقرون، وكل آمن على نفسه وعرضه وماله وحريته التي لا تضر بالآخرين أو تخالف شرع الله. وأوضح الأمير نايف بن عبد العزيز أنه لا فضل لأحد على المملكة، وأن ما جرى بهذه البلاد جاء من خيرات هذا الوطن، داعياً الله عز وجل أن يثبت الجميع على الإيمان به والاعتماد عليه. بعد ذلك شرف الأمير نايف بن عبدالعزيز مأدبة الغداء التي أقامها أمير منطقة المدينةالمنورة تكريماً لسموه ، ثم تسلم هدية تذكارية من أمير منطقة المدينةالمنورة . وكان الأمير نايف بن عبدالعزيز، قد ترأس في إمارة منطقة المدينة المنورة بعد ظهر أمس الجلسة الأولى لمجلس المنطقة في دورتها الثالثة للعام 1432 - 1433 . وفي مستهل الجلسة التي حضرها مستشار النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ومساعد وزير الداخلية للشؤون العامة الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز والمشرف العام على مكتب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء عبدالرحمن بن علي الربيعان، ومستشار النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الدكتور ساعد العرابي الحارثي، رحب الأمير عبدالعزيز بن ماجد بالنائب الثاني معرباً عن اعتزاز المجلس وتشرفه برئاسة سموه الكريم لجلسة مجلس المنطقة التي تمثل دعماً كبيراً للمجلس وأعضائه. وأشار أمير المدينةالمنورة إلى أن زيارة الأمير نايف بن عبد العزيز للمنطقه تتزامن مع حلول ذكرى اليوم الوطني للمملكة، وهي مناسبة عظيمة يتوقف معها المواطن ليسترجع التضحيات التي بذلت لتأسيس هذا الكيان العظيم، وتحقيق الأمن والأمان والتنمية على مدى العقود الماضية . عقب ذلك استعرض المجلس الإجراءات التي تمت حيال إنفاذ الأمر السامي بشأن مشاريع الإسكان، إضافة لجهود المنطقة في مراقبة الأسعار والحد من ارتفاعها وتوفر السلع والنتائج الإيجابية التي تحققت حتى الآن . كما استعرض أمير المدينةالمنورة رؤية مجلس المنطقة المستقبلية حيال الخدمات التي يعمل المجلس على تحقيقها، ومن ضمنها استكمال منظومة درء مدن وقرى المنطقه من أخطار السيول، وتعميم مشاريع تصريف مياه الأمطار والمضي قدماً في إحلال المنشآت التعليمية المستأجرة إلى منشآت حكومية، إضافة إلى تطوير الخدمات الصحية وإيجادها في كافة التخصصصات، فضلاً عن الاستمرار في إنفاذ البنى التحتية.[/frame]