أشارت التقديرات الأولية لدى الجانب الإسرائيلي بشأن الطائرة بدون طيار التي أسقطت، امس السبت، أنها أطلقت من لبنان من قبل حزب الله أو خبراء إيرانيين. وبحسب معلومات حصل عليها مكتب "العربية" بالقدس، فقد اختير مسار الطيران بعناية، باستغلال المجال الجوي فوق البحر المتوسط غربا والتوجه جنوبا، ومن ثم الانعطاف إلى سماء غزة، لاستغلال حقيقة أن إسرائيل تبعث بطائرات بدون طيار طوال الوقت فوق غزة، وذلك بغرض خلق بلبلة، والإيهام بأنها طائرة إسرائيلية. وتم الكشف عن كون الطائرة إيرانية الصنع، ووصولها إلى جنوب إسرائيل يكشف قدرة تحكم ملاحية لم تكن معروفة لدى حزب الله، فالطائرتان السابقتان اللتان أدخلهما سابقاً حزب الله إلى شمال إسرائيل من نوع "أبابيل" لم تحتاجا إلى قدرات ملاحية خاصة. أما الهدف من العملية فكان مزدوجا، بحسب ما أوردت التحليلات الإسرائيلية، وهو جمع معلومات استخباراتية عن مواقع حساسة في إسرائيل وفحص القدرات الإسرائيلية للكشف والاعتراض. وقد اعتبر الجيش الإسرائيلي أن الدفاعات الجوية والرادارات كشفت سريعا الطائرة التي واكبتها المقاتلات بهدف تصويرها والتحقق من طبيعة مهمتها قبل أن تسقطها جنوب جبل الخليل. وتدرس إسرائيل الرد بحذر لأنه قد يشعل حربا إقليمية ولهذا تأخر تسمية جهة مصدر الطائرة. وقال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق، إن قوات سلاح الجو الإسرائيلية أسقطت طائرة دون طيار بعد أن عبرت إلى جنوب إسرائيل إلا أنه لم يوضح من أين جاءت الطائرة. وقال الجيش في بيان مقتضب إنه "تم رصد طائرة دون طيار اخترقت المجال الجوي الإسرائيلي هذا الصباح ورصدها السلاح الجوي الإسرائيلي حوالي الساعة العاشرة صباحا 07.00 بتوقيت غرينتش". وتابع البيان أن "الجنود يمشطون المنطقة التي سقطت فيها الطائرة في القطاع الشمالي من صحراء النقب لتحديد مكانها والتعرف على هويتها". وأفاد مكتب قناة "العربية" بالقدس، من جهته، أن "سلاح الجو الإسرائيلي قام بإسقاط طائرة بدون طيار فوق مناطق غير مأهولة في النقب، وما زال يفحص أجزاء الطائرة لمعرفة معلومات أكثر عن هوية الصنع". وتقع صحراء النقب قرب الحدود الجنوبية الإسرائيلية مع قطاع غزة ومصر والأردن والضفة الغربيةالمحتلة.