اخترقت طائرة من دون طيار مجهولة المصدر صباح أمس الأجواء الإسرائيلية وحلّقت فيها لمسافة بعيدة قبل أن تعترضها طائرات إسرائيلية وتُسقطها. وعلى رغم عدم وجود اي شواهد على مصدر الطائرة، وُجهت أصابع اتهام الى حركة «الجهاد الاسلامي» التي نفت قطعياً علاقتها بالحادث، في حين قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك «ننظر بخطورة بالغة لهذا الحادث، وسنبلور ردنا على هذا التصعيد في وقت لاحق». وحسب الرواية الرسمية الإسرائيلية للحادث، صرحت الناطقة باسم الجيش أفيتال ليبوفيتش بأنه «تم رصد طائرة من دون طيار فوق البحر المتوسط في منطقة قريبة من قطاع غزة قبل أن تدخل الأجواء الإسرائيلية، وتابعتها طائرات لسلاح الجو». واضافت «تمت ملاحقتها منذ البداية حتى اتخذ قرار باعتراضها وإسقاطها لأسباب عملانية وأمنية فوق غابة ياطر شمال (صحراء) النقب، وهي منطقة غير مأهولة». وقالت إن إسرائيل لا تعرف نقطة انطلاق الطائرة، وأن تحقيقاً فتح في الموضوع. ورفضت توضيح كيفية إسقاط الطائرة التي قالت انها لم تكن تنقل متفجرات، لافتة الى ان «جنوداً إسرائيليين موجودون في المكان، وهم يجمعون بقايا الطائرة». وكانت الرواية الأولية للحادث مختلفة، إذ نقلت وكالة «سما» عن مصادر اسرائيلية قولها ان الطائرة مفخخة وتحتوي على كميات كبيرة من المتفجرات، وانه تم إسقاطها في منطقة ترقوميا جنوب الخليل، مشيرة الى ان الجيش شكل لجنة تحقيق في أسباب فشل الرادارات الاسرائيلية المنتشرة على حدود قطاع غزة في توجيه طائرات الى اسقاط الطائرة الا بعد مرور وقت طويل، ما اتاح لها اختراق الاجواء والوصول الى مسافات بعيدة. وهذه ليست المحاولة الاولى التي تقوم بها طائرة من دون طيار لاختراق الاجواء الاسرائيلية، اذ كان الجيش أسقط في تموز (يوليو) عام 2006 فوق المياه الإقليمية الاسرائيلية طائرة من دون طيار ل «حزب الله» لم تكن مزودة سلاحاً او متفجرات. وفي 12 نيسان (ابريل) عام 2005، تمكنت طائرة اخرى من دون طيار ل «حزب الله» من التحليق فوق جزء من شمال اسرائيل، من دون إسقاطها. وكانت اسرائيل اتهمت قبل عام ونصف العام فصائل المقاومة الفلسطينية بالحصول على نماذج طائرات صغيرة من دون طيار انتجت في ايران وتوجد كميات كبيرة منها لدى «حزب الله». وقال مراسل القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي امس أن الجيش أسقط طائرة من دون طيار تتبع لحركة «الجهاد الاسلامي» زودتها بها إيران، موضحا ان مطلقي الطائرة كانوا يقومون بتجريبها، فقطعت الحدود متجهة إلى جنوب الضفة الغربية. يأتي ذلك في وقت نقلت اذاعة الجيش امس عن مصادر امنية اسرائيلية قولها انها تنظر بقلق شديد الى خطاب الامين العام لحركة «الجهاد» رمضان شلح الذي هدد فيه بإنهاء التهدئة على حدود قطاع غزة عندما طالب بوقف التهدئة المجانية المعطاة للإحتلال. غير ان الناطق باسم الجيش الاسرائيلي رفض الادلاء بتفاصيل عن الجهة التي تقف وراء اطلاق الطائرة، مشيرا الى ان الاعتقاد السائد هو انها لم تنطلق من قطاع غزة، ولم تكن مزودة متفجرات بل كانت في مهمة استخبارية. من جانبها، نفت مصادر قيادية في حركة «الجهاد» في غزة ل «الحياة» اي علاقة للحركة بحادث الطائرة، في حين لم يستبعد مصدر مقرب من «الجهاد» ان تكون المقاومة الفلسطينية تمتلك هذا النوع من الطائرات وتقوم بتجربته لاستخدامه، في اطار الدفاع عن النفس، في أي مواجهة محتملة مع اسرائيل، خصوصاً في ظل التهديدات الاسرائيلية المتزايدة ضد قطاع غزة اخيرا. ورجح مصدر فلسطيني مستقل ان تكون «حماس» هي التي أطلقت الطائرة، وان التصريحات الاسرائيلية ضد «الجهاد» وشلّح تبرير لتوجيه ضربات الى الحركة.