نشرت مجلة ليبرالية أمريكية فيديو أخذ سراً للمرشح الجمهوري ميت رومني يقول فيه إنه سيهمل في حملته الانتخابية حوالي نصف الشعب الأمريكي الذي يعتمد على المعونات الحكومية والذي سيصوت لأوباما كما قال رومني. أصبح هذا الفيديو هدفا لحملة أوباما والديمقراطيين الذين شددوا على أن رومني لا يتعاطف مع الطبقة الوسطى ولا يفهم إلا الأغنياء. والفيدو الذي سجل قبل أشهر بعد أن حصل رومني على الترشيح الجمهوري، يظهره مع مجموعة من المؤيدين الأغنياء خلال عشاء لجمع التبرعات في مدينة بوكا راتون في فلوريدا يتحدث عن استراتيجيته الانتخابية. وكانت تكلفة حضور العشاء 50 ألف دولار للشخص الواحد. وقال رومني: "هناك 47% من الأمريكيين سيصوتون للرئيس مهما حدث، هؤلاء يعتمدون على المعونات الحكومية ويعتقدون أنهم ضحايا، وأن الدولة مسؤولة عن العناية بهم، ويؤمنون بأن الرعاية الصحية والطعام والمأوى كلها حقوق مستحقة". وتابعَ رومني قائلاً إنه لن يستطيع أن يقنع هؤلاء بالتصويت له وبأنه سيركز على 5 إلى 10% من الأمريكيين المستقلين، قائلا إن من لا يدفع الضرائب لا يقدر رسالته التي تعد بخفضها. تصريحات غير "أنيقة" ودافع رومني عن تصريحاته في مؤتمر صحافي ليلة أول أمس الاثنين، إلا أنه اعترف أن تصريحاته لم تكن "أنيقة". في مقابلة أمس الثلاثاء على قناة فوكس نيوز المحافظة قال رومني إن تصريحاته تبين الفرق الفلسفي بينه وبين الرئيس أوباما، مضيفاً: "أؤمن بالعمل الحر وليس بإعادة توزيع الموارد". واختلف النقاد مع تشخيص رومني للشعب الأمريكي وقالوا إن نسبةَ الأمريكيين الذين لا يدفعون الضرائب هي أقل من النسبة التي ذكرَها، وإنهم في الأغلب من كبار السن، أو من العاملين الفقراء وليسوا من الكسالى الذين لا يريدون العمل. إلا أن المراقبين مثل براد بليكمان، وهو مستشار سياسي جمهوري ومسؤول سابق في البيت الأبيض، قال إن الجدلَ هو إشارة على الاختلافات الايديولوجية بين الحزبين، مضيفاً: "هناك استقطاب كبير بين الناخبين؛ الجمهوريون يؤمنون أن الأمل بالتغيير يأتي من الفرد، أما الديمقراطيون فيؤمنون أن الحكومة هي الطريق للنهوض الاقتصادي". وتلعب تصريحات رومني على الأغلب في صالح الدمقراطيين، الذين يقولون إن المرشح الجمهوري لا يفهم مشاكل الأمريكيين العاديين. وتظهر استطلاعات الرأي، و للمرة الأولى خلال الحملة الانتخابية، أن نسبة الأمريكيين الذين يثقون بأوباما لإصلاح الاقتصاد هي أعلى من نسبة الأمريكيين الذين يثقون برومني. فشل عملية السلام وفي نفس الفيديو الذي نشرته مجلة موثر جونز تطرق رومني إلى قضايا السياسة الخارجية مع مجموعة من داعميه في فلوريدا والتي هي ولاية حاسمة انتخابيا ويكثر فيها الناخبون اليهود. وحمل رومني الفلسطينيين مسؤولية فشلِ عملية السلام، مضيفاً أنه سيكون من الصعب إنشاء دولة فلسطينية في الضفة الغربية بسبب التحديات الأمنية لإسرائيل. واعترف رومني أن في حملته مسؤولو علاقات عامة عملوا لحملة رئيس الوزراء الإسرائيلي بيبي نتنياهو. كما قال رومني إنه، إن تم انتخابه رئيسا، فسيؤجل القيام بأي خطوات تتعلق بعملية السلام.