وليد ابو مرشد عندما ترتدي الهواية ثوب الاحتراف، وتقفز المتعة على المعاناة، يصبح المنتج حالة خاصة من الإبداع.. والحديث هنا عن الشاب فيصل عبدالهادي عسيري، الذي ورث هواية تربية الحيوانات عن والده، وتبنى إنشاء حديقة حيوان خاصة في منطقة عسير، وجمع فيها نحو200 نوع من الحيوانات منها ما هو أليف وما هو مفترس. وفي حديثه إلى "الوطن"، قال عسيري: إنه ورث هذه الهواية عن والده الراحل، حيث كان يعنى بتربية الأغنام، و الأرانب، والوبران، والحمام، والدجاج. وأضاف أنه نشأ على حب الحياة الفطرية، وكبُر وكبرت أحلامه في محاولة لإيجاد متنفس خاص بالمتنزهين وزوار المنطقة، فأنشأ أول حديقة حيوانات خاصة في منطقة عسير في "ممشى أبها"، ورحل حاليا إلى أسفل عقبة "ضلع" ليسعد - على حد قوله - مئات الزوار يوميا وخصوصا في موسم الشتاء، حيث الدفء في تهامة. وقال العسيري: عند مشاهدة الحيوانات والوقوف عند أقفاصها فإن خيالك يجنح، وتراودك بعض التخيلات من حيث أسلوب حياتها في الطبيعة وكيفية حصولها على غذائها وأوقات راحتها وأوقات لعبها، وأطمح للفتة من أمانة عسير بتخصيص قطعة أرض تحت مسمى "حديقة حيوانات أبها". وتابع: أتطلع لإنشاء أكبر حديقة خاصة في المملكة، لتخدم المنطقة الجنوبية بأكملها. ولفت العسيري، إلى أنه يمتلك أكثر من 200 نوع من الحيوانات المفترسة والأليفة، والبعض منها نادر ويحتاج ظروفا بيئية من حيث الرطوبة والحرارة سواء أكانت مرتفعة أم منخفضة، وأنه استطاع الحصول على أكثرها من سوق "الخوبة" في منطقة جازان، وبعضها يقتنيه عن طريق الحدائق في الرياضوجدة. وبين أنه من خلال حديقة الحيوان تستطيع مشاهدة صغار الحيوانات والاستمتاع بها ومعرفة كيفية قيام الأم بحماية وتغذية أطفالها، وأكد أنه استطاع توليد الكثير منها، خصوصا السلاحف البرية والبرمائية، وبعض الطيور، متمنيا إلى الزائر مشاهدة الحياة البرية عن قرب لبعض الحيوانات التي تعيش في المناطق البرية والصحراوية الجافة والغابات الرطبة مثل الأسد، والنمر، والوشق، والفهد، والراكون. وأشار العسيري إلى أنه في حديقته يستطيع الزائر مشاهدة جميع أنواع الحيوانات في مكان واحد من أصغر حيوان وهو العقرب إلى أكبر حيوان في حديقته "الحمار". وقال: هوايتي هذه لا تقتصر على إمتاع الزائر في حديقتي الخاصة، فأنا أشارك في كل العروض التي تكون الحيوانات المفترسة مشاركة بها، خصوصا في أوقات المعارض الصيفية، حيث تستعرض بعض الفرق نشاطاتها ضمن مهرجان عسير. ولم يشأ العسيري أن يخوض كثيرا في ربحية مثل هذه المشاريع، مكتفيا بقوله إن الدخل من هذه الحديقة يعود إليها في صورة مصاريف أعلاف ولحوم، ومصاريف عمالة، وإيجارات أراض، وأن معدل ما ينفقه عليها شهريا نحو50 ألف ريال، مبينا أن بعض هذه الحيوانات يمرض، ولا يلبث أن ينفق لعدم توفر مختصين بيطرين، حيث إن جميع الصيدليات البيطرية والأطباء البيطريين المتاحين ليس لديهم إلمام تام بأمراض الحيوانات المتوحشة، وما يستطيعون تقديمه هو العناية فقط بالحيوانات الداجنة والأليفة.