عاد السفير الاسرائيلي في القاهرة إلى إسرائيل اليوم بعدما اقتحم مصريون المبنى الذي يضم السفارة الاسرائيلية في القاهرة لتدخل مصر بذلك في أصعب أزمة دبلوماسية منذ الاطاحة بالرئيس المصري السابق حسني مبارك. ونقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية عن عبد الحميد أباظة مساعد وزير الصحة للشؤون الفنية والسياسية قوله ان عدد المصابين في الاحداث التي وقعت أمس أمام السفارة ومديرية أمن الجيزة ارتفع الى 1049 مصابا وان ثلاثة أشخاص توفوا. وأضاف أن جميع الحالات مستقرة وأن الاصابات حدثت بسبب التزاحم والتراشق وسقوط أجزاء من جدار كان قد بني أمام السفارة واستخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. وحثت الولاياتالمتحدة مصر على حماية السفارة بعدما ألقى متظاهرون وثائق خاصة بالسفارة من نوافذ المبنى وأنزلوا العلم الاسرائيلي للمرة الثانية خلال شهرين. وقدمت واشنطن مساعدات عسكرية لمصر بمليارات الدولارات منذ أن أبرمت القاهرة معاهدة سلام مع اسرائيل عام 1979. وقال محيي علاء وهو متظاهر يبلغ من العمر 24 عاما وكان في المظاهرة أمس وتحدث بالقرب من الموقع الذي تناثرت فيه قطع اسمنتية وبقايا طلقات "استعدنا كرامتنا." وأضاف "لا نريد أموال الامريكيين." وتعكس التصريحات استعدادا متناميا لدى الكثير من المصريين للتعبير عن الغضب والاحباط من اسرائيل بسبب تعاملها مع الفلسطينيين بعد عقود من العلاقات الرسمية بين مصر واسرائيل. وأطلقت الشرطة المصرية أعيرة نارية في الهواء والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين أشعلوا النار في اطارات بالشارع وأضرموا النيران في سيارتين على الاقل بالقرب من السفارة التي تقع في أدوار عليا من مبنى سكني يطل على النيل. ونقلت حالة وفاة من بين الحالات الثلاث الى مستشفى العجوزة القريب التي رأى فيها مراسل رويترز جثة بها ثقب في الصدر. ومع بزوغ الفجر ظل نحو 500 متظاهر موجودين بالمنطقة وألقى عدد قليل منهم الحجارة على سيارات وأفراد الجيش والشرطة لكن الشرطة دفعتهم بعيدا تدريجيا وأمنت المنطقة. وكان مصريون اعتصموا لايام الشهر الماضي أمام السفارة بعد مقتل خمسة أفراد أمن مصريين على الحدود في عملية اسرائيلية ضد مسلحين قالت اسرائيل انهم فلسطينيون ودفع الامر مصر الى التلويح لفترة قصيرة بسحب سفيرها في تل أبيب. وكان المتظاهرون نظموا مظاهرة حاشدة أمام السفارة الشهر الماضي بعد احتجاجات على مقتل أفراد الامن الخمسة في سيناء. واستمرت احتجاجات يوميا على نطاق أصغر. وقتل المصريون الخمسة في عملية اسرائيلية على الحدود لملاحقة مسلحين قتلوا ثمانية اسرائيليين. ولم تعتذر اسرائيل رسميا عن الواقعة وقالت انها مازالت تحقق في الامر. وكان مصري تسلق المبنى السكني الذي توجد فيه السفارة الشهر الماضي وأنزل العلم الاسرائيلي من فوقها ووضع علما مصريا مكانه. واستمرت الاحتجاجات دون أعمال عنف حتى أحداث الامس. وردا على الاحتجاجات اليومية أمام السفارة أقامت السلطات المصرية جدارا أمام المبنى وسرعان ما كتب المتظاهرون عبارات منددة باسرائيل على الجدار ورسموا العلم المصري عليه. وهدم متظاهرون أمس الجدار بعد مظاهرة حاشدة في التحرير خرجت للمطالبة باصلاحات أسرع في البلاد وتطهير أعمق للمسؤولين الذين عملوا مع مبارك الذي يواجه اتهامات من بينها الاشتراك في قتل المتظاهرين. وقال مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان نتنياهو سيدلي ببيان الساعة الثامنة والنصف مساء بالتوقيت المحلي اليوم عما حدث عند السفارة. وغادر السفير الاسرائيلي في القاهرة اسحق ليفانون وطاقم السفارة وأفراد عائلته القاهرة ووصلوا الى اسرائيل اليوم لكن مسؤولا اسرائيليا قال ان دبلوماسيا اسرائيليا ظل في مصر لرعاية السفارة. وقال التلفزيون الرسمي المصري ان رئيس الوزراء عصام شرف ترأس اجتماعا لمجموعة الازمة الوزارية ثم توجه للقاء المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد منذ الاطاحة بمبارك في 11 فبراير . وذكر التلفزيون المصري أن المجلس رفض استقالة شرف اليوم بعد أحداث الامس. وتعيش اسرائيل أزمة مع تركيا وذلك بعد الهجوم على سفينة تركية للمساعدات كانت في طريقها لغزة ومقتل تسعة أتراك في العملية الاسرائيلية. ولم يكن المصريون يستطيعون أيام حكم مبارك اظهار هذا الحجم من العداء لاسرائيل دون أن يواجهوا ردا أمنيا قمعيا. وكانت العلاقات المصرية الاسرائيلية دعامة من دعائم السياسة الخارجية لمبارك وساعدته في الظهور بصورة الوسيط الاقليمي في المنطقة. ودعا الرئيس الامريكي باراك أوباما مصر "لاحترام التزاماتها الدولية وحماية امن السفارة الاسرائيلية." وقال لنتنياهو ان واشنطن ستتخذ خطوات لحل الازمة. وقال مسؤول اسرائيلي ان السفير وأفراد عائلته وطاقم السفارة غادروا القاهرة في طائرة واحدة وان طائرة ثانية أجلت ستة من أفراد الامن الاسرائيلي كانوا ظلوا يحرسون السفارة مع احتشاد المتظاهرين أمام المبنى. وأرسلت قوات مصرية لنقل أفراد الامن الاسرائيليين. وقال نتنياهو في بيان "ان تعامل السلطات المصرية في نهاية الامر بحزم أمر جدير بالثناء. ولا يمكن لمصر أن تقف مكتوفة الايدي أمام هذه الضربة القاسية لنسيج العلاقات مع اسرائيل وهذا الانتهاك الصارخ للاعراف الدولية." ووجه الشكر أيضا لواشنطن. وأدان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاحداث عند السفارة الاسرائيلية وحث السلطات المصرية على "الالتزام بمسؤولياتها بموجب ميثاق فيينا لحماية الممتلكات الدبلوماسية والعاملين في السلك الدبلوماسي." وقبل الانتقال الى السفارة حاول المتظاهرون المصريون اقتحام مبنى مديرية أمن الجيزة وألقوا الشرطة بالحجارة وأضرموا النيران في أربع سيارات على الاقل. وأحرق المتظاهرون أيضا مبنى عام اخر قريب. وقالت حركة 6 ابريل التي ساعدت في الاطاحة بمبارك ان العنف ضد سيارات الشرطة والممتلكات الاخرى مدبر ممن يحاولون تشويه صورة الثورة المصرية وألقت الحركة باللوم في الامر على مؤيدي مبارك. وانتقد سياسيون ونشطاء العنف على الرغم من تأييدهم للمظاهرة ضد اسرائيل. ودعا حمدين صباحي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية الجيش المصري الى اتخاذ موقف جدي يتماشى مع الغضب الشعبي تجاه اسرائيل لكنه قال ان العنف يسيء الى صورة الثورة المصرية. رئيس الوزراء الإسرائيلي يهدد مصر: ما حدث في السفارة لن يمر مرور الكرام هدد رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحكومة المصرية على الحادثة التي وقعت الليلة الماضية للسفارة الإسرائيلية بالقاهرة قائلاً أنه لا يجوز أن تمر مصر مرور الكرام على هذا المساس الخطير بنسيج العلاقات السلمية مع إسرائيل والانتهاك السافر للأعراف الدولية. وأكد نتنياهو في تصريح له أن الاعتداء على السفارة الإسرائيلية أمر خطير جدا معرباً في الوقت ذاته عن سروره لإنقاذ حراس السفارة الستة مشيداً برباطة جأشهم إلى حين إخراجهم من مقر السفارة. وأشار إلى أن السلطات المصرية اتخذت في نهاية الأمر الخطوات اللازمة لإنقاذ حراس السفارة مما يستحق الشكر والتقدير. إعلان حالة الاستنفار الأمني في مصر بعد اقتحام مكاتب السفارة الاسرائيلية أعلنت وزارة الداخلية المصرية حالة استنفار الأمنى بجميع أقسام الشرطة بالقاهرة الكبرى نتيجة تطور الأحداث الجارية التى شهدتها البلاد من إشعال النيران فى إحدى المبانى التابعة لوزارة الداخلية ومحاولة اقتحام مديرية أمن الجيزة. وقد جاءت حالة الاستنفار عن طريق تعزيز التواجد الأمنى أمام أقسام الشرطة الحيوية وقطع جميع الإجازات للضباط والأفراد تخوفاً من محاولة اقتحام أقسام الشرطة أو مديريات الأمن على غرار إشعال النيران فى مبنى تابع لوزارة الداخلية.