فرت بعثة السفارة الإسرائيلية لدى مصر إلى تل أبيب، السبت، على خلفية مهاجمة مقرها في القاهرة، في عملية اقتحام أسفرت عن إصابة نحو 450 شخصاً بجراح، أعلنت على إثرها السلطات المصرية حالة الاستنفار.ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية إن السفير، يستحاق ليفانون، عاد برفقة 80 من أعضاء البعثة الدبلوماسية في مصر، فيما ظل القنصل الإسرائيلي في "مكان آمن" بالقاهرة لتصريف أعمال السفارة. وأعلنت وزارة الداخلية رفع درجة الاستعدادات الأمنية، وإلغاء عطل كافة قوات الأمن في أعقاب الأحداث.إلى ذلك، ارتفع عدد المصابين، أثناء محاولة المتظاهرين اقتحام السفارة الإسرائيلية وهدم الجدار الخرساني المحيط بالمبنى، والمصادمات التي اندلعت مع قوات الأمن، إلى 448 جريحاً، كما توفي أحدهم بسكتة قلبية، وفق ما أكد مصدر عسكري.وكان المحتجون أمام السفارة الإسرائيلية في القاهرة قد تمكنوا من هدم الجدار الخرساني المحيط بالمبنى الذي يضم السفارة باستخدام المعاول، كما تمكن عدد منهم من إنزال العلم الإسرائيلي، للمرة الثانية خلال شهر عن المبنى. وكانت تعزيزات أمنية وعسكرية مكثفة قد أرسلت ليل الجمعة، للمنطقة المحيطة بالسفارة ومديرية الأمن، لمحاولة السيطرة على الأحداث، والحيلولة دون قيام المتظاهرين بمحاولة لاقتحام المبنى السكنى الذي يقع فيه مقر السفارة.وقد تم الدفع بعشرات الآليات العسكرية وتشكيلات الأمن المركزي للسيطرة على الموقف بمنطقة السفارة. واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع كما أطلقت طلقات نارية تحذيرية في الهواء خارج السفارة، فيما قام المحتجون بإضرام النار في سيارة للشرطة أمام مقر مديرية أمن الجيزة المجاورة.ويشار إلى أن السلطات المصرية كانت قد قامت ببناء الجدار الخرساني أمام السفارة الإسرائيلية بارتفاع حوالي مترين ونصف المتر، إثر مظاهرات مطالبة بطرد السفير الإسرائيلي، في أعقاب مقتل خمسة من الجنود المصريين برصاص القوات الإسرائيلية في سيناء في أغسطس الماضي. ومن جانبها قالت إسرائيل، وعلى لسان الناطق باسم وزارة الخارجية، يغال بالمور، إن قرابة 3 آلاف متظاهر نجحوا في هدم الجدار المحيط بمبنى السفارة.وذكر عسكري مصري بالسفارة لCNN أن عناصر أمن المقر صدرت لهم أوامر بتفادي الدخول في مواجهات مع المحتجين. وأوضح نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيالون، إن الحكومة الإسرائيلية تتوقع من الجانب المصري القيام بواجبه بحماية السفارة، لافتاً إلى أن وزارته إلى جانب وزارة الدفاع، تقومان بسلسلة مشاورات واتصالات مع الجانب المصري والأمريكي والأوروبي، وفق الإذاعة الإسرائيلية.