(CNN) -- رفض حزب الله تقديم المعطيات الموجودة لديه حول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، والتي جرى عرضها مؤخراً، إلى المحكمة الدولية الخاصة بالنظر في القضية، وإن كان قد أعرب عن استعداده لتقديمها إلى السلطات اللبنانية التي لها الحرية في التصرف بها. وجاء موقف الحزب الذي كان أمينه العام، حسن نصرالله، قد تحدث عن نية لاتهام عناصر فيه بتنفيذ الاغتيال، على لسان ممثله بالبرلمان، النائب مواف الموسوي، الذي قال إن حزب الله "لا يثق بالمحكمة ولا بالتحقيق الدولي،" خاصة وأن نصرالله كان قد اعتبرها "إسرائيلية." وقال الموسوي إن حزب الله "لا ينوي تقديم المعطيات والقرائن الموجودة لديه إلى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان،" تلبيه لطلب مدعي عام المحكمة، القاضي الكندي الأصل، دانيال بلمار. وأضاف الموسوي أن نصرالله: "أعلن المعطيات والقرائن وهي باتت ملكاً للرأي العام ولكل مطلع، وهي معروضة على الملأ، أمَّا نحن فلا نثق بالمحكمة الدوليّة ولا بالتحقيق الدولي". وتابع قائلا: "طبعاً نحن مستعدون لتقديم هذه القرائن إلى القضاء اللبناني، فهو تابع للدولة اللبنانيّة، ومن الطبيعي أن يطلع على هذه المعطيات،" ورداً على سؤال حول إعطاء السلطات اللبنانيّة هذه المعطيات للمدعي العام، اكتفى الموسوي بالقول: "يصطفلوا (كما يريدون) هذا شأنهم،" وفقاً لما أورده تلفزيون المنار التابع للحزب. وكان بلمار قد طلب من السلطات اللبنانية تزويده بكل "القرائن" التي عرضها نصر الله مؤخراً، كما طلب من الأمين العام للحزب "ممارسة سلطته" لتسهيل التحقيق. ودعا المدعي العام للمحكمة، في بيان صدر عن مكتبه الأربعاء، "كل من لديه معلومات ذات صلة بالموضوع إلى تقديمها إلى مكتبي"، كما شدد على قوله: "إنني أرحب بأي معلومات قد تقربنا من الحقيقة، كما أنني أؤكد للذين يقدمون هذه المعلومات، أنها سوف تقوَّم تقويماً دقيقاً." وذكر البيان أن مكتب المدعي العام يتابع تحقيقه "بعيداً عن الأضواء"، و"وفقاً لأرقى معايير العدالة الدولية، وبطريقة حيادية وموضوعية، ويهتدي مكتب المدعي العام بالأدلة من دون سواها"، كما أكد أن "له وحده المسؤولية عن التحقيق، ويعمل باستقلال تام، كما لا يمكن لأحد التأثير على وجهة التحقيق." وتابع البيان أن مكتب المدعي العام طلب من السلطات اللبنانية تزويده ب"كل المعلومات"، الموجودة لدى الأمين العام لحزب الله، مشيراً إلى أن الطلب يشمل أشرطة الفيديو التي عرضت خلال المؤتمر الصحفي، الذي عقده نصر الله الاثنين، بالإضافة إلى "أي مواد أخرى، من شأنها أن تساعد في كشف الحقيقة." وجاءت دعوة بلمار بعد المؤتمر الصحفي الذي عقده نصرالله الاثنين، وكرر فيه اتهام إسرائيل باغتيال الحريري في فبراير/شباط عام 2005، قائلا إنها حاولت إقناع الجميع بأن حزب الله متورط. وقال نصرالله، الذي تحدث في مؤتمر صحفي عبر شاشة كبيرة، دون أن يحضر شخصيا، إن إسرائيل عمدت منذ 13 سبتمبر/أيلول عام 1993 إلى محاولة إقناع رفيق الحريري بأن حزب الله يحاول اغتياله. وأوضح نصر الله أن جهازا أمنيا يتبع للحزب تمكن من اعتقال عميل إسرائيلي عام 1996 يدعى أحمد نصرالله، الذي أوصل معلومات إلى جهاز حماية الرئيس رفيق الحريري، بناء على تعليمات من إسرائيل، مفادها أن حزب الله يحول اغتياله. واستعرض الزعيم الشيعي فيلماً عن من سماهم بالعملاء لإسرائيل، يوضح تواريخ اعتقالهم وأدوارهم، لكنه لم يقدم أدلة دامغة كما وعد مسبقا عن تورط إسرائيل باغتيال الحريري، إلا أنه فال إنها كلها "قرائن ومعطيات،" تقودنا إلى اتهام إسرائيل. وقال إن اليوم الذي سبق اغتيال الحريري وهو 13 شباط/فبراير عام 2005، سجل نشاطا ملحوظا لتحليق طائرات التجسس والاستطلاع الإسرائيلية، كما شهد يوم الاغتيال تحليقا من قبل طائرة "أواكس،" إسرائيلية.