أعلن مكتب المدعي العام الدولي في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، في لايشندام في هولندا، القاضي دانيال بلمار أمس، أنه يدرس عناصر سلمها شخصياً ممثلون ل «حزب الله» الى المدعي العام التمييزي في لبنان القاضي سعيد ميرزا في 13 تموز (يوليو) الماضي. وقالت مصادر قضائية ان بلمار كان طلب على إثر إعلان الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله في إطلالة تلفزيونية في 2 تموز (يوليو)الماضي وقائع عن الفساد في لجنة التحقيق الدولية وعن صلات لها بإسرائيل، شملت عرض لقطة فيديو للمحقق في اللجنة غيرهارد ليما يتلقى مالاً وصفه بأنه رشوة، تزويده بما لدى «حزب الله» من وقائع، في بيان أصدره في 4 تموز، وأنه ألحق طلبه هذا بطلب رسمي الى القاضي ميرزا الذي هو صلة الوصل بين لبنان والمحكمة الدولية، والذي نقل الطلب الى «حزب الله». وأوضحت المصادر ل «الحياة» ان القاضي ميرزا تلقى من مسؤولين في «حزب الله» في 13 تموز الماضي شرائط الفيديو والوثائق التي كان نصرالله عرضها على شاشة التلفزيون وكل ما يتصل بها. وكان نصرالله أشار الى نقل لجنة التحقيق الدولية العام 2009 أجهزة كومبيوتر (97) عبر إسرائيل مقدماً نسخة لبيان جمركي إسرائيلي عن مرور هذه الأجهزة عبر الدولة العبرية. وكان نصرالله طلب في 28 تشرين الأول (أكتوبر) 2010 من أي موظف في الدولة اللبنانية أو أي مسؤول عدم التعاون مع التحقيق الدولي معتبراً المحكمة والتحقيق مسيّسين. كما ان نصرالله كان عرض معطيات في 9 آب (أغسطس) 2010 عن فرضية اتهام إسرائيل باغتيال الرئيس رفيق الحريري فطلب بلمار الحصول على الوثائق والأفلام التي عرضها على شاشة التلفزيون، فقدم الحزب للقاضي ميرزا نسخة عن المؤتمر الصحافي الذي عقده نصرالله. لكن بلمار اعتبر ان جواب حزب الله «منقوص» مطالباً بتزويده بما تبقى من مواد أشار اليها نصرالله في حينه. وأعلن مكتب بلمار أمس بعد كشفه عن نبأ تلقيه «عناصر» من «حزب الله» عبر المدعي العام في لبنان، أنه «يواصل متابعة جميع الخيوط في إطار التحقيق». ويأتي تسليم المعطيات الأخيرة من قبل «حزب الله» بعد إعلان نصرالله إثر صدور القرار الاتهامي في حق 4 من قيادييه وعناصره في جريمة اغتيال الحريري، رفض الحزب التعاون مع المحكمة. وأصدر «حزب الله» مساء أمس بياناً نفى فيه «بشكل قاطع ان يكون ممثل عنه قد سلّم شخصياً أي مستندات أو وثائق، في إطار التحقيق في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لأي أحد في مكتب المدعي العام السيد بلمار، كما ذكرت العديد من وسائل الإعلام نقلاً عن السيد بلمار». وأوضح «أن الصحيح ان حزب الله كان قد أعطى نسخاً عدة عن الخطاب الأخير لأمينه العام السيد حسن نصرالله، وما ورد فيها من وثائق لمدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا، وبناءً على طلب ميرزا شخصياً كما حصل سابقاً بالنسبة لمؤتمر القرائن». واعتبر «حزب الله» أنه «يقدم ما لديه للقضاء اللبناني لا غير، لأن موقفه من المحكمة الدولية ومؤسساتها واضح ومعلن ونهائي».