يقول عباس العقاد رحمه الله: ( الإرادة كالسيف يصدئه الإهمال، ويشحذه الضرب والنزال)، فمن لا يستخدم إرادته ويركَنُ إلى الخمول والكسل، يفقد قوته وقدرته على الحركة , لذا فأن السلبيات تكون متوالدة فينا في اليوم اكثر من مره قد تكون من صراعات شخصية , أو اصطدامات مع أشخاص في الحياة ,أو من تقلباتنا اليومية ,أو من احتكاكنا باُناس سلبيين , وكما جاء في كتب علم النفس أن الطاقة السلبية تؤثر في البناء العام للأنسان وربما تجعل من هالته الروحية ضعيفة غير صاعدة لتكوين علاقات اجتماعية سوية بشكلها الطبيعي , وفي العديد من البرامج العلمية يوصون من التخلص من الأنماط السلبية "القولية والفعلية" الراكنة المؤثرة في سلوكيات الأفراد ووأد تقدمهم في الحياة حتى وان كانوا مصاحبين لك من الدرجة الأولى من الأهل والأصدقاء , إما أن تغير فيهم انتقالاتهم السلبية إليك , أو اعتزالهم حتى تتمكن من السيطرة على قذف كل مافي جعبتك من سلبيات ناتجة من علاقاتك الاجتماعية بهم , لتتمكن فيما بعد من التصدي لذبذباتهم وفق مايتراءى لك ! لذلك قررت في أحد الليالي أن اعمل تجريد لكل شيء في حياتي كتجربة , ابتداءً بنفسي وانتهاءً بعلاقاتي الاجتماعية , خصوصاً أن حياتي تضج بزوائد سلبية أرهقت كاهلي ! مثل الأشياء المعلقة المجهولة التي أصبحت مع مرور الزمن تكبر من تل إلى هضبة إلى جبل ! رغم انني من اشد المتمسكات بمقتنياتي القديمة ولكنها نزوة التجريد طالت عقلي الذي أمر فقمت بالتنفيذ , حتى أن قائمة الأسماء في هاتفي شملها التجريد في حذف بعض الأسماء المكتنزه التي سببت ضيق في ذاكرة الشريحة خصوصاً أن هذه الأسماء لم تعد تنفعني ولم اعد انفعها وهذه الحقيقة , فوجودهم في قائمة الأسماء مثل تحفة اثرية في قصر عصري ! لا أخفي عليكم أنني تلك الليلة التي اسميتها ليلة التجريد شعرت بشعور غريب , وكأن شيء ثقيل كان فوق رأسي قد ذهب وتدحرج في وادي عميق لأبعد الحدود ,وشعرت براحة نفسية من تخلصي لزوائدي السلبية وحقيقة جميلة هي تجربة القمع ,والسحل , والتجريد لكل زائد سلبي معلق في حياتي ! لونظرت لحياتك كالحديقة التي لا يكفي أن تزرع فيها الأزهار والنباتات الجميلة, لأنها ستموت إذا لم تقم بعملية أخرى مهمة وهي إزالة الحشائش والنباتات الضارة والحشرات المؤذية من تربتها، فعندما تتخلص من كل السلبيات في حياتك التي تعوق تقدمك نحو أهدافك، فإنك تستطيع أن تتبنى أفكارًا إيجابية تحقق لك ما تريد .. يذكر أن هناك ثلاجه كبيرة تابعة لشركة لبيع المواد الغذائية ,ويوم من الأيام دخل عامل إلى الثلاجة, وكانت عبارة عن غرفة كبيرة عملاقة دخل العامل لكي يجرد الصناديق التي بالداخل ,فجأة وبالخطأ أغلق على هذا العامل الباب ,طرق الباب عدة مرات ولم يفتح له أحد وكان في نهاية الدوام وفي آخر الأسبوع حيث أن اليومين القادمين عطله فعرف الرجل أنه سوف يهلك لا أحد يسمع طرقه للباب!! جلس ينتظر مصيره , وبعد يومين فتح الموظفون الباب ,وفعلاً وجدوا الرجل قد توفي ووجدوا بجانبه ورقه كتب فيها ماكان يشعر به قبل وفاته وجدوه قد كتب أنا الآن محبوس في هذه الثلاجة أحس بأطرافي بدأت تتجمد أشعر بتنمل في أطرافي أشعر أنني لا أستطيع أن أتحرك أشعر أنني أموت من البرد وبدأت الكتابة تضعف شيئا فشيئا حتى أصبح الخط ضعيف الى أن أنقطع , العجيب أن الثلاجه كانت مطفأه ولم تكن متصلة بالكهرباء إطلاقاً !! برأيكم من الذي قتل هذا الرجل؟؟ لم يكن سوى (الوهم) الذي كان يعيشه القاتل , كان يعتقد بما أنه في الثلاجة إذن الجو بارد جداً تحت الصفر وأنه سوف يموت واعتقاده هذا جعله يموت حقيقة !! لذلك (أرجوكم) لا تدعوا الأفكار السلبية والإعتقادات الخاطئه عن أنفسكم أن تتحكم في حياتكم, نجد كثير من الناس قد يحجم عن عمل ما من أجل أنه يعتقد عن نفسه أنه ضعيف وغير قادر وغير واثق من نفسه وهو في الحقيقة قد يكون عكس ذلك تماماً ..!! نبض * نحنُ لانحتفظ بالنفايات في بيوتنا , ولو قسنا السلبيات كالنفايات لتخلصنا منها مباشرة من عقولنا ! = بقلم أ. صباح الاسمري كاتبة صحيفة نجران نيوز الالكترونية =