في عام 2009 تم تكليف أرامكو ببناء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، أي أن أكبر شركة نفط في العالم على مدى 16 عاما متوالية، بدأت المنافسة على عقود البناء، وهذا ربما يكون التفسير المنطقي لبيع أرامكو شركة بترومين التابعة لها لمستثمرين: سعودي وهندي. نعم، لم تعد أرامكو متفرغة للنفط وحده، فباعت بترومين بمليار ريال إلا ربع، مع أن الدخل السنوي لبترومين يقدّر بضعف قيمة بيعها!! بالطبع هذا أمر غير مفهوم، لكنه ليس مربط الفرس. في هذا العام يطرح المستثمران: الهندي والسعودي 30% من قيمة أسهم بترومين للاكتتاب، لكن حساب الاكتتاب الخاص ببترومين، أي الثلاثين في المائة فقط يقول إن بترومين أصبحت قيمتها 10 مليارات ريال بعد أن كانت قبل ثلاث سنوات لا تساوي أكثر من 750 مليون ريال فقط، ودخلها يقارب مليارين إلا ربع. فقيمة الأسهم المطروحة للاكتتاب أي 30% تساوي أربعة مليارات إلا ربع، أي خمسة أضعاف قيمة بترومين قبل ثلاث سنوات! وسيبقى مع المستثمرين: الهندي والسعودي 70% من قيمة الشركة بعد أن يكونا قد استعادا قيمة ما دفعاه خمسة أضعاف من جيب المواطن والمقيم من هواة الاكتتاب. ويبقى أن كل هذا ليس هو مربط الفرس، فأرامكو باعت الشركة بأقل من نصف دخلها السنوي لحكمة قد لا يعيها ذوي الدخل المهدود، وليس المحدود فقط، من أمثالي. آخر أخبار استثمارات أرامكو، التي لم تعد مجرد شركة نفط، هو ملعب مدينة جدة الذي ستشرف على بنائه بمقابل 37 مليار ريال، كما تقول الصحف، وتزيد على هذا المبلغ القليل من "الهلل" الذي يساوي 500 مليون. أي أن ملعب جدة يساوي عشرة مليارات دولار أمريكي، وهو مبلغ معقول حين نقيسه على تكلفة استاد رياضي كعش الغراب في الصين الذي يتسع لمائة ألف متفرج وتكلفة بنائه لم تتجاوز نصف مليار دولار. نعم، ملعب جدة سيتم بناؤه بموازنة تكفي لبناء أكثر من عشرين استادا رياضيا ضخما في الصين، لهذا أقول إن التكلفة معقولة جدا، خصوصا إذا عدنا لتفاصيل بيع أرامكو شركة بترومين، حينها يتضح قصور فهمنا للحكمة المحاسبية الجبارة لشركة وطنية يبدو أنها لا تدري أن هناك عملات صغرى تحت ورقة المليار ريال، الذي يبدو أنه ريال أرامكو، وبدءا منه تبدأ الحساب صعودا حتى خراب مالطا! (حامد بن عقيل) صحيفةعناوين