دمشق، سوريا (CNN) -- نقل ناشطون أن قوات الأمن السورية قتلت 15 شخصاً، في جمعة "لن نركع"، عندما تصدت لاحتجاجات شعبية متواصلة عمت أنحاء مختلفة من البلاد تنادي برحيل الرئيس، بشار الأسد، تزامناً مع دعوة وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، دول العالم بوقف علاقاتها التجارية مع سوريا. وأجمعت ثلاث منظمات هي: "لجان التنسيق المحلية في سوريا" و"آفاز" بجانب "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، ومقره لندن، على حصيلة القتلى. ونظراً لقيود تفرضها الحكومة السورية على دخول وسائل الإعلام الدولية، فأن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من الحصيلة." وتتواصل المسيرات الاحتجاجية المناهضة لنظام دمشق في أنحاء مختلفة من البلاد رغم حملات القمع العسكرية التي تكاثفت مع بداية شهر رمضان. والجمعة، حولت الدبابات السورية وجهتها إلى بلدة "خان شيخون" موسعة من عمليتها العسكرية التي تقوم بها ضد التظاهرات المناوئة للنظام، فيما أفادت تقارير بسقوط قتلى في عدد من المدن السورية، ومنها مدينة حلب. وقال شاهد عيان في حلب، التي انسحبت منها وحدات الجيش هذا الأسبوع، أن عناصر أمن بملابس مدنية على متن حافلات فتحوا النار على محتجين عقب صلاة الجمعة في مساجد المدينة. وأشار إلى أن أنباء تحدثت عن سقوط ضحايا إلا أن الحصيلة لم تتضح. وذكر آخر أن العناصر الأمنية بادرت إلى فتح نيرانها بمجرد انتهاء الصلاة في المسجد الذي أدى به الجمعة، مضيفاً: "لضمان عدم خروج المصليين للتظاهر، ما أن خرجوا حتى بدأت حملة اعتقالات عشوائية." ميدانياً، اقتحم الجيش والأمن السوريان الجمعة بلدة خان شيخون، وأعلن فيها عن سقوط سيدة قتيلة برصاص الأمن، فيما قتل آخر في سقبا، وذلك قبيل انطلاق جمعة "لن نركع" التي دعا إليها المعارضون السوريون، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقتل شخصان في حي الصاخور في حلب، حيث أفادت التقارير بخروج الآلاف فيه للتظاهر ضد النظام. كذلك خرجت التظاهرات في مناطق من مدينة اللاذقية الساحلية وبأعداد كبيرة، كما خرجت التظاهرات في باب السباع والخالدية في حمص، والقامشلي و دير الزور والبوكمال، في شرقي سوريا، وفقاً لما أظهرته لقطات فيديو نشرت على موقع يوتيوب. وأظهرت لقطات نشرت على موقع يوتيوب خروج مظاهرات في مدينة حماة، وأحياء من العاصمة دمشق إلى جانب عدد من المدن الواقعة في ريف دمشق. وكان الجيش السوري قد واصل عملياته العسكرية ضد البلدات والقرى والمدن التي تشهد مظاهرات حاشدة تدعو لإنهاء حكم الرئيس بشار الأسد، فدخلت وحدات منه إلى مدينة سراقب شمال غربي البلاد، وقال ناشطون إن الجيش اقتحم المدينة مطلقاً النار بمختلف الاتجاهات، وقامت وحدات منه باقتحام المنازل والمحلات التجارية بحثاً عن أشخاص شاركوا في الاحتجاجات الأخيرة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن لديه تقارير حول اعتقال 200 ناشط من سراقب، مضيفاً أن هوياتهم ستظل قيد الكتمان خشية على سلامتهم. أما في محافظة حمص، فقد شهدت مدينة القصير القريبة من الحدود مع لبنان مقتل خمسة أشخاص بعمليات للجيش، بينما قتل ثلاثة في دير الزور، ونقل المرصد السوري أيضاً أن عمليات دهم جرت في مدينتي درعا والسويداء، كما ترددت أصوات طلقات نارية في حي بابا عمرو بمدينة حمص. دمشق: مقتل ثلاثة من رجال الأمن وبدورها، أعلنت السلطات السورية، السبت، مقتل ثلاثة من عناصر الأمن بحوادث إطلاق الجمعة. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية، سانا، أن "مجموعات مسلحة" بينهم قناصة، قامت بإطلاق النار عشوائياً، الجمعة، في مدينة دوما بريف دمشق وحي الصاخور في حلب ومدينة اريحا بريف إدلب ما أسفر عن مصرع ثلاثة من عناصر حفظ النظام واثنين من المدنيين وإصابة ضابطين بجروح وعدد من عناصر حفظ النظام والمدنيين. وأوردت سانا أن بعض مناطق ريف حمص وريف إدلب وريف دمشق ومنطقة الرمل الفلسطيني باللاذقية قد شهدت تجمعات عقب صلاة الجمعة تفرق معظمها من تلقاء نفسه، طبقاً للمصدر. وتصدى النظام السوري لانتفاضة شعبية تطالب بسقوط نظام الرئيس، بشار الأسد، بحملة قمع عسكرية، أوقعت مئات القتلى، وأنحت دمشق بلائمة العنف، الذي أودى بحياة مدنيين وعناصر أمن على حد سواء، على "مجموعات إجرامية مسلحة." قال نشطاء حقوقيون سوريون، إن نحو 2100 شخص قتلوا، واعتقل نحو 26 ألف شخص منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، منهم 12 ألفا ما زالوا داخل السجون حتى الآن. (المزيد) أمريكا تطالب بوقف العلاقات التجارية مع سوريا وعلى الصعيد الدبلوماسي، دعت كلينتون دول العالم وقف علاقاتها التجارية مع سوريا وطالبت الدول التي تستورد النفط والغاز السوري، وتلك التي تزود نظام دمشق بالأسلحة، إلى الوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية في مؤتمر صحفي الجمعة إن الأسد فقد شرعيته لقيادة الشعب السوري وأن البلاد أفضل من دونه. وأضافت: "وحشية نظام الأسد المستمرة أدت إلى تعبئة الرأي العام الدولي، وإلى تصعيد سلسلة من الإدانة، وليس فقط من قبل دول العالم، ولكن بصفة خاصة من دول المنطقة. فبعد صدور بيان مجلس الأمن، شاهدنا هذا التعاقب السريع في حركة المواقف من الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي والمملكة العربية السعودية وتركيا وغيرها. وستواصل الولاياتالمتحدة العمل مع شركائها لتحويل هذا التوافق المتنامي من أجل زيادة الضغط وعزلة نظام الأسد".