لبى مئات الآلاف نداء التظاهر في عدد من المدن السورية أمس في «جمعة لن نركع»، وأطلقت قوات النظام النار لتفريقهم فأدى ذلك إلى مقتل 16 شخصا وسقوط عشرات الجرحى، بينما طالبت الولاياتالمتحدة دول العالم بمقاطعة نظام بشار الأسد تجاريا. وأفاد ناشطون أن خمسة مواطنين قتلوا وسقط عشرات الجرحى في دوما في ريف العاصمة دمشق حيث شارك أكثر من عشرة آلاف شخص في مظاهرة استمرت نصف ساعة قبل أن تطلق قوات الأمن النار على المتظاهرين. ومن جهته ذكر التلفزيون السوري الرسمي أن عنصرين من قوات الأمن قتلا برصاص مسلحين في المدينة نفسها. وفي حلب سقط أربعة قتلى وثلاثة جرحى في الصاخور برصاص قوات الأمن التي أطلقت النار على متظاهرين خرجوا من عدة مساجد عقب صلاة الجمعة. كما قتل شخص برصاص قناصة بالقرب من مسجد رابعة العدوية في حمص. وكذلك سقط قتيل وأصيب العشرات بجروح واعتقلت قوات النظام عشرات الشبان في دير الزور. وقتل شخص في سقبا في ريف دمشق وامرأة في بلدة خان شيخون في محافظة إدلب. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تظاهرات خرجت في حماة من مساجد الصحابة، عثمان بن عفان وحمزة في منطقة طريق حلب واتجهت إلى شارع مدرسة عثمان الجوراني وتعرضت لإطلاق رصاص كثيف من قبل عناصر الأمن المتمركزين في المدرسة. وهو ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة ثلاثة. وأفاد أن تظاهرة أخرى شارك فيها حوالى ثمانية آلاف شخص جرت في حي الرمل الجنوبي في اللاذقية. وتحدث المرصد عن تظاهرة في الزبداني في ريف دمشق، مبينا أن أعدادا كبيرة من قوات الجيش والأمن حاصروا الطرق المؤدي إلى مسجد الجسر الكبير فخرجت تظاهرة من باب الجامع تطالب بإسقاط النظام ونصرة المدن المحاصرة. وقال إن قوات الأمن اعتقلت الكاتب والشاعر عبد الرحمن عمار (68 عاما) في بلدة القصير في منطقة حمص للضغط على ابنه الناشط المعروف لتسليم نفسه. وفي الوقت نفسه تواصلت الضغوط على النظام السوري لوقف قمع المحتجين. فقد حثت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون دول العالم إلى وقف علاقاتها التجارية مع سوريا، وذلك في إطار تصعيد أمريكي للضغوط على الرئيس السوري بشار. وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي مع نظيرها النرويجي يوناس غار ستوري أمس: «ندعو الدول التي لا تزال تشتري النفط والغاز السوري والدول التي لا تزال ترسل الأسلحة إلى الأسد، والدول التي يوفر دعمها السياسي والاقتصادي له الراحة لارتكاب أعماله الوحشية، إلى اتخاذ القرارات التي ستدخلها التاريخ من الباب الصحيح». وأضافت: أن «الرئيس الأسد فقد شرعيته لقيادة (البلاد)، ومن الواضح أن سوريا ستكون أفضل بدونه». ومن جانبه دعا الرئيس التركي عبد الله غول نظيره السوري إلى عدم التأخر في الاصلاحات الديموقراطية حتى فوات الأوان. وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن غول قال في رسالة إلى الأسد: «لا أريد أن يأتي يوم تشعرون فيه بالأسف وأنتم تنظرون وراءكم لأنكم تأخرتم كثيرا في التحرك أو لأن تحرككم كان قليلا جدا»..