ودع الوسط التعليمي ومعلمي وطلاب مدرسة عبدالرحمن الداخل الثانوية بالشرائع بمكةالمكرمة معلم الاجتماعيات نوار النفيعي أثر تعرضه لجلطة حادة في الدماغ وصلي عليه في المسجد الحرام ودفن بمقبرة الشرائع بعد صلاة الظهر أمس الاول عن عمر ناهز 58 عاماً. المتوفي جمع بين انضباط العسكرية وحب طلب العلم حيث يروي ابنه مهند تفاصيل وفاته ويقول في أثناء حلول صلاة الفجر أوقظنا أبي من النوم وعندما وقف مترجلا سقط على الأرض وأغمي عليه بعد ذلك تم نقله إلى مستشفى الملك فيصل بالششه وأدخل إلى العناية المركزية لمدة أربعة أيام ثم توفي هناك . وأضاف مهند أن أبي لم يلتحق بالتعليم إلا متأخر وعمل معلم 18 سنة وكان في بداية حياته التحق بالسلك العسكري بالحرس الوطني بالفوج الخامس بمحافظة القصيم وأكمل تعليمه الابتدائي والمتوسطة في المنطقة الوسطى ثم انتقل إلى مكةالمكرمة لإكمال دراسته الثانوية و الجامعية وواصل مسيرته التعليمية بإصرار في تحقيق حلمه أن يكون دكتور ومعيد في جامعة أم القرى ولم يكن يمل في طلب العلم وفعلاً انهى درجة البكالوريوس تخصص الاجتماعيات وتم تعيينه معلم . ولفت مهند أن المرحوم في المرحلة النهائية لحصولة على درجة الماجستير وعنوانها (الدر المنتخب في تكملة تاريخ حلب ) ولكن قضى نحبه وهو في بحر 58 عام قبل أن يتحقق حلمه والحمد لله واسأل الله أن يرحم أبي رحمة واسعة . ومن جانبه أوضح مدير الأشراف التربوي بشرق مكة الدكتور عبدالرازاق الغامدي ان المعلم نوار النفيعي عرفته معلما جاد في عمله راقي في تعامله أحبه طلابه وزملاءه المعلمين ويشيد الجميع بحسن خلقه وبموته فقد التعليم أحد أبنائه المخلصين نسأل الله له الرحمة وأن يجعل ما قدمه في الميدان التربوي في موازين حسناته كما أشاد المرشد الطلابي عبدالله الروقي أحد المعاصرين للمرحوم بحسن تعامله مع زملائه والطلبة وأولياء الأمور وكان قدوة في الكلمة الطيبة وكبر سنه أضاف له الوقار والاحترام من الجميع وكان محب للعلم والانتظام في عمله . وتحدث عنه عضو المجلس البلدي الاستاذ بريك العصيمي واحد الذين زاملوا الراحل وقال انه كان رجل ربما يعتبر بقية الباقية الذين عرف عنه طيبة النفس وحبه لزملائه وعمله ما كان يتضجر من العمل ولم نجد منه الا الابتسامة حاضرة في كل الأوقات وكان حضوره للمدرسة في مقدمة المتواجدين وحريصاً على الحضور مبكراً ولا أذكر أنه يوماً من الأيام أن شخصاً زعل منه أو أخذ في خاطره عليه والدليل وجدنا كل الذين عمل معهم متواجدين في يوم الدفن وكانت صدمة فراقه واضحة على محياهم أيضا قليل الكلام جميل الفعال سنفتقد لمعلم زرع فينا حب العمل وطلب العلم وواصل تكميل دراسته وهو ابن العقد الخامس وأسأل الله أن يتجاوز عنه ويسكنه فسيح جناته . ومن جانبه تحدث المشرف التربوي لمادة الاجتماعيات الدكتور محمد الشريف ان ما عرفته عن الزميل الراحل الاستاذ نوار النفيعي رحمة الله منذ سنوات معلما لمواد الاجتماعيات وبعدد من المدارس فلمست فيه صفاتاً نبيلة كالأدب والجدية والالتزام في تدريسه وتعامله مع طلابه كما تجد فيه الطيبة والبساطة في حديثه . كما قال أحد زملاء المرحوم الاستاذ فايز السويهري لقد زاملته أكثر من ست سنوات فكان رحمه الله بشوشاً في حديثه باسماً عند اللقاء طيب المجالسة وكان مجلسه من خير المجالس الأخوية وكان على خلق رفيع كان كريماً شهماً بل كان من نوادر الرجال ومن يعرفه عن قرب يجد أنه ذلك الإنسان الرائع النبيل لذا كانت الصدمة في نبأ وفاته عنيفة وشديدة ولكن ذلك قدر الله الذي لا مفر منه ولا بد للمؤمن أن يسلم به رحم الله أبا تركي قد كان رجلاً نادراً ونبيلاً في زمن شح بالرجال الأفذاذ والعزاء لأبنائه وأسرته وأصدقائه وذويه .