الرجال العظماء يبقون في ذاكرة التأريخ والاستاذ حامد حسن مطاوع احد اولئك الرجال. اخلاصا ووفاء وعطاء وانسانية. فوجئت بخبر وفاته من زميلي وصديقي خالد الحسيني عندما كنت متواجدا قريبا من محافظة الوجه وقد صدمني الخبر وذرفت الدموع وحزن القلب وتوجهت في الحال الى مكةالمكرمة لاشارك في عزاء الفقيد الحبيب. وبقيت أيام العزاء الثلاث مع ابنائي واخواني ابناء الفقيد الدكتور انمار واخوانه وقيصر، ووهاج. نعم انه قضاء الله وقدره الذي يجب ان نقابله بالصبر والاحتساب والدعاء للفقيد بالرحمة وان يسكنه فسيح جناته مع الصديقين الابرار الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. والحديث موصول عن ذلك الانسان الكبير خلقا وعملا وانسانية ووفاء سنظل تلاميذ اوفياء نذكر تلك النصائح والتوجيهات التي غرستها في نفوسنا اثناء العمل معك في جريدة الندوة لسنوات طويلة في عصرها الذهبي ابان رئاستكم لتحريرها فقد كنت رحمك الله مدرسة بحق كما قالها اخي وزميلي وصديقي الحميم الاستاذ محمد احمد الحساني. نقلا عن معالي الاستاذ الكريم الاستاذ محمد عبده يماني وزير الاعلام الاسبق عندما قال في احدى المناسبات " احمدوا الله فأنتم تعملون بمدرسة حامد مطاوع. حقا انها كلمات تعني واقعا عشناه انا وزملائي ممن كانوا يعملون معه وقد اصبح العديد منهم يعملون في مراكز مرموقة في صحفنا المحلية.. نعم فقد كان ابو انمار طوال عمله رئيسا لصحيفة الندوة لما يزيد عن ربع قرن نعم الاب والموجه لجميع من يعمل معه يحب الجميع الكبير اخا والصغير ابنا، التآلف والود والحب كان سائدا بين اسرة التحرير والادارة والعاملين في المطابع. ابان رئاسته لتحرير الجريدة. يقول عنه الصديق الحميم الدكتور ابراهيم عبدالعزيز الدعيلج احد اعضاء هيئة التدريس بجامعة الطائف الاستاذ المطاوع قامة صحفية عظيمة يتصف بالخلق الكريم والادب الجم وله مكانة اجتماعية واعلامية وادبية كبيرة الكل يقدره والكل يجله لانه غرس حبه في قلوب من عمل معه وعرفه. وفي نفس السياق يتحدث الزميل العزيز رفقي الطيب وهو من زاملناه في الندوة بأن الاستاذ حامد مطاوع قامة صحفية شامخة ويعتبر استاذا ومعلما لجيل من الصحفيين. قضيت مراحل حياتي الصحفية منذ كنت طالبا في المرحلة الاعدادية. فالاستاذ مطاوع كان سابقا لعصره بما حققه لجريدة الندوة والتي كانت ابان عهده اول جريدة تشترك في وكالة انباء اجنبية رسمية على مستوى المملكة واول جريدة تنفرد بنشر الصور اللاسلكية التي كانت تبثها وكالات الانباء العالمية آنذاك وانجز في عهده امتلاك جريدة الندوة لمطابعها ولمقرها وكانت الصحيفة السياسية الاولى في المملكة. كما تحدث زميلاي الكريمان الاستاذ حماد السالمي رئيس النادي الادبي بالطائف والاستاذ سليمان الزائدي عضو مجلس الشورى حيث قالا لا شك انه برحيل استاذنا حامد مطاوع نكون قد فقدنا علما من اعلام الصحافة وروادها في بلادنا ومفكرا التزم طوال حياته بخط وطني واضح يمليه عليه اخلاصه وحبه لهذا الوطن العزيز ولقيادته الحكيمة. وجريدة الندوة في عهده كانت تعد من الصحف الرصينة ذات الخط الواضح الذي رسمه لها رئيس تحريرها الاستاذ المطاوع. وكان لجريدة الندوة مواقف من القضايا العربية والإسلامية برأي نزيه. وتحليل مقنن كان محل تقدير واهتمام المتابعين والسياسيين واضاف الزميلان العزيزان بأن شخصية حامد مطاوع المتزنة ساهمت في مسيرة الندوة الصحفية واثرت في تلاميذه الذين عملوا معه في الجريدة. رحمك الله يا ابا انمار وقيصر ووهاج وهوازن، وهتون وهديل وعزوه ووالدتهم، رحمة واسعة واسكنك فسيح جناته وألهمنا وذويك ومحبيك الصبر والسلوان. "إنا لله وإنا إليه راجعون".