لازالت "الرياض" تتلقى سيلاً من برقيات التعازي ومقالات التأبين في وفاة الزميل الاستاذ طلعت وفا التي تتحدث عن جوانب شخصية أو عن مسيرته الإعلامية على مدى أكثر من ثلاثين عاماً أسس خلالها علاقات أخوة وصداقة وثيقة عبر عنها زملاء المهنة أصدق تعبير مؤكدين على حسن معشره وصدق أخوته وتعامله وكرمه وتفانيه في عمله وخدمة زملائه وأصدقائه. المهنية العالية الإعلامي المعروف الاستاذ حاسن البنيان يقول: عرفت الفقيد (أبو تالا) منذ عرفت المهنة مطلع السبيعنات الميلادية وعرفت فيه اخلاصه ومهنيته العالية وهو اثبت لكل من عرفه ومن لم يعرفه استحقاقه بجدارة لأن يكون صحافياً حقيقياً، أقول حقيقياً لأنه اتجه إلى العمل الميداني بعد توقف صحفية "الرياض ديلي" التي كان يرأس تحريرها ورفض أي منصب وفضل العمل ضمن الكوادر التي تعمل إلى جوار الاستاذ تركي السديري رئيس تحرير "الرياض" والذي عرض عليه منصباً قيادياً رفيعاً ورفضه، فكبر في عيون من عرفه ومنهم تركي نفسه الذي احتضنه وقربه منه، ولقد احسست بعظم مصيبة (ابو عبدالله) في رحيل طلعت، عندما هاتفته خارج المملكة معزياً، وسمعت منه نبرات أسى وحسرة ولوعة وثناءً وتقديراً على الفقيد العزيز. قال لي تركي السديري: "تعجبت من طلعت عندما ساءت صحته اخيراً في اصراره على مواصلة العمل والتواجد في المكتب وحضور المناسبات رغم الطلب منهم للتفرغ لمواصلة العلاج ومزيد من الراحة، فيرد علي: إن أطباءه رغبوا منه أن يواصل عمله وفي الحقيقة - الكلام لتركي - أن اطباءه ارادوا بهذه النصيحة له أن يشغلوه بالعمل عن التفكير في تدهور صحته، فعادة من يصاب بمثل هذا المرض العضال الذي لا ينفع معه علاج يركن إلى الانطواء والانكفاء والانهيار النفسي لكننا - مازال الكلام لتركي - فوجئنا بالفقيد في الايام الاخيرة وهو يصل إلى مقر الجريدة ويباشر عمله فوق كرسي متحرك، فأي إنسان هذا الذي يصاب بمثل هذا المرض المميت ولا يتوقف ولا يكتئب ولا ينهار حتى لو جاء على كرسي متحرك متطلعاً بعشق وتفاؤل لمزيد من العطاء والعمل وتحدي هذه المصيبة للاستمرار في الحياة وكأنه هو هو الذي عرفناه قبلاً.. طيب المعشر والسريرة الزميل الاستاذ ناصر القرعاوي يقول في برقية إلى رئيس التحرير: انني إذ أعزيكم ونفسي والأسرة الإعلامية في فقيدنا الوفي، طيب المعشر، والسريرة، لابتهل إلى الله العلي القدير أن يسكنه فسيح جناته، وان ينزله درجة عالية من الجنة. كما استذكر في هذه الفجيعة عمق الروابط التي زرعتها فينا أخاً كبيراً وصديقاً وفياً، واستاذاً مربياً، عندما توافدت طلائع أسرة تحرير جريدة "الرياض" مطلع التسعينات الهجرية من كل حدب وصوب، حيث كانت "الرياض" الجامعة، والمدرسة، والمصنع، نموذجاً ومنارة غرست في قلوبنا، وسقت أوردة شرايينا حب الأسرة الواحدة التي كنتم لها السماء، والأرض، والسور وفقيدنا واحد من اغصان شجرة "الرياض" الوارفة. فتقبل مني وابنائي جميعهم، والأسرة الإعلامية كأخ كبير، ورائد جيل أحر التعازي في من كنت له، ولغيره الصديق، والزميل والأب، متمنياً ابلاغ اسرة تحرير "الرياض"، وادارة المؤسسة صادق التعازي، وأنبل المشاعر فيمن فقدنا، ولكم - شخصياً - وللجميع الدعاء بألا يريكم مكروهاً. صحافي محترف ويقول الاستاذ عبدالعزيز محمد الهندي مدير مكتب وكالة الأنباء السعودية في لندن: لقد تعرفت على الفقيد كمعلم عبر العمل تحت رئاسته في "رياض ديلي"، ومن ثم زاملته في الميدان سواء في داخل المملكة من خلال عدد من مؤتمرات القمة، أو المؤتمرات الصحفية الدورية لسمو وزير الخارجية، أو من خلال المناسبات الخارجية للقيادة الرشيدة، ومناسبات أخرى كثيرة. وفي كل هذه السنوات كان - رحمه الله - أخاً وزميلاً كريماً لا يبخل بالمساعدة بأي شكل من الأشكال. كما تعرفت عليه في الميدان صحفياً محترفاً بكامل أدوات الاحتراف الشخصية والعملية تقودها شخصية بخلق رفيع وأدب جم، يحمل أدواته من حاسب آلي محمول إلى كاميرا رقمية حديثة إلى جهاز تسجيل رقمي يحرر المواد الصحفية المميزة ويلتقط الصور المناسبة ويسجل الأحاديث الصحفية المميزة بجهد لا يعرف الكلل أو الملل أو الشكوى أو التذمر أو التكبر. ويقول الاستاذ تركي فيصل الرشيد رجل أعمال عن الزميل طلعت وفا - رحمه الله -: كنا زملاء في معهد العاصمة مجموعة أطفال ثم صبياناً ثم رجالاً وأصبحنا الآن شيوخاً تربطنا علاقة أخوية صادقة نلتقي بين فترة وأخرى مع بعض الزملاء، وذات يوم طلب منا المرحوم طلعت الاجتماع على عشاء في فندق الشيراتون وأخذ يشرح لنا بالتفصيل معاناته مع المرض الذي أصابه ويثني على الدور الإنساني الكبير الذي قام به الأستاذ تركي السديري معه وامتنانه لأمر ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز بالسفر للعلاج في أمريكا على نفقة سموه. تم الاتفاق بيننا هو يصارع المرض ونحن نتضرع إلى الله له بالشفاء وحافظ كل منا على وعده إلى آخر ليلة في حياته. لم أرَ أو أسمع عن رجل مقاتل للمرض كأخينا طلعت. وأضرب هنا مثالاً صغيراً لصبر هذا الرجل الذي كان يحب عمله ويمارسه رغم معاناته من المرض، عندما طلب الرئيس جورج بوش اللقاء بصحفيين سعوديين قبل زيارته إلى المملكة، كان طلعت من بين الصحفيين الذين حضروا اللقاء وكان يعمل وهو يتناول جرعات الدواء بدون توقف حتى انه عندما ذهب إلى (هيوستن) قالت له الاستشارية التي تشرف على علاجه: لماذا أتيت للعلاج في (هيوستن) نحن هنا لا توجد عندنا انتخابات ولا معارك سياسية تهمك، اذهب إلى (واشنطن) وسوف ننسق لك العلاج من هناك. ومثال آخر عندما قرر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الذهاب إلى أمريكا طلب أخونا طلعت ان يذهب ويغطي الزيارة غير ان الأستاذ تركي السديري الذي يعرف أن حالته الصحية لا تمكنه من ذلك رفض طلبه ما لم يقرنه بموافقة الطبيب المختص، ذكر لنا طلعت ذلك والدموع تترقرق في عينيه متأثراً من الموقف الذي اتخذه تركي السديري معه. وكان يذكر لنا دائماً دعم جريدة "الرياض" له. الفقيد العزيز الدكتور فهد تركي الماضي يقول: فقدت الصحافة السعودية وجريدة "الرياض" وفقدنا جميعاً صحفياً من ألمع الصحفيين.. الذي كان خبيراً في فن الصحافة محللاً للأحداث. كان نشطاً دائم الحركة والسفر، بحثاً عن الحقيقة ليقدمها لقرائه، تسأل عنه فيقال لك في أمريكا وسيعود بعد يومين.. ثم تسأل عنه مرة أخرى فيقال لك سافر إلى اليابان، ثم.. ثم... ومنذ سنتين فاجأه المرض: فبدأ رحلة العلاج الطويلة والمتعبة بين أمريكا والمملكة، فإذا قابلته لا تشعر بأن هذا الشخص يعاني من مرض خطير، دائم الابتسام ومحب للنقاش، كثير المعارف والمحبين، وقد قابلته في واشنطن هذا الصيف بحكم الروابط العائلية حيث نتناول العشاء مع بعض الأصدقاء ونتداول الحديث فتجد التفاؤل سمته يتحدث عن مرضه ونتائج العلاج والاحتمالات وكأنه يتحدث عن زكام.. لم يتطرق اليأس إلى نفسه حتى آخر يوم.. وهذا التفاؤل من أهم أسباب الشفاء في الأمراض حتى وإن كانت خطيرة.. فلا يبعث الحزن أو الخوف في نفوس أهله وأصدقائه.. فتجد انه هو الذي يواسيهم بدلاً من أن يواسوه.. هذا هو الفقيد العزيز الكاتب الصحفي الفذ طلعت وفا.. رحم الله الفقيد وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان. سيرة عطرة الأستاذ محمد بن دوخي الهمزاني الأمين العام لأمسية إعلاميي منطقة الرياض يقول: قبل أيام وأنا أهاتف عميد صحافتنا السعودية الأستاذ تركي السديري، وتحديداً يوم الجمعة الماضية، فاجأني بأنه يعتذر عن عدم حضوره أمسية إعلاميي منطقة الرياض في لقائها الأخير، وبأنه سيبقى إلى جوار الفقيد الأستاذ طلعت وفا (رحمه الله)، وسيسعى إلى أن تسير أمور إجراءات سفره للعلاج خارج المملكة.. وانه - الأستاذ تركي - كان حريصاً على حضور اللقاء لولا انه سيبقى بجوار الفقيد.. وبالرغم من أنني لم ألتق المرحوم الأستاذ طلعت وفا إلا مرة أو مرتين وفي مناسبات عامة، إلا أن سيرته الطيبة تبقى عالقة في الذهن.. فكم مرة رأيناه يذهب ممثلاً لجريدة "الرياض" في مناسبات دولية، ونرى إبداعاته في تقاريره وتغطياته الصحافية من الدول الأخرى، وقبلها حينما كان رئيساً لتحرير جريدة (رياض ديلي) الناطقة باللغة الانجليزية.. وقد فاجأني وأحزنني خبر وفاته وهو الذي كان يستعد للسفر للعلاج. أكتب هذه الأسطر - المتواضعة - لشيء في الخاطر، ولأقف احتراماً وتقديراً للرجل الوفي وصاحب الأيادي البيضاء، الأستاذ تركي السديري، والذي نعرف جميعاً كم لديه من الأعمال، ما تشغله حتى عن التزاماته الأسرية. فكم هو جميل هذا الوفاء من رئيس تحرير لأحد المحررين، وحتى آخر لحظة والأستاذ تركي يقف إلى جوار الأستاذ طلعت وفا (رحمه الله) في مرضه.. وليس غريباً على شخص مثل تركي السديري وقوفه مع زملائه في مثل هذه الظروف.. فرحم الله الأستاذ طلعت، وإن شاء الله يا أبا عبدالله انك كسبت الأجر في ذلك، فأنت في الوفاء تقدم مدرسة في التواصل الاجتماعي الذي بات شبه معدوم هذه الأيام.. ولك إن شاء الله من أهل الفقيد الدعاء لوقوفك حتى آخر لحظة مع فقيدهم.. والعزاء موصول لعائلة المرحوم طلعت وفا، ولزملائنا الصحافيين وكافة العاملين في الحقل الإعلامي. (إنا لله وإنا إليه راجعون) قارئ للمشهد السياسي ويقول الأستاذ عبدالله السمطي: مثلت الكتابة في الشؤون الدولية، والقضايا العربية والإسلامية المجال الجوهري الذي تترى فيه مقالات ومتابعات الكاتب الراحل طلعت وفا، فقد أثرى - رحمه الله - صفحات الرياض بعدد وافر من الموضوعات والمتابعات الاخبارية والمقالات التي تتناول مختلف القضايا العربية والدولية، مركزاً في الأساس على مكانة المملكة العربية السعودية وثقلها السياسي النوعي على المستويات العربية والإسلامية والدولية، وان كتابة تتناول هذا المجال لهي من العمق والرصانة ما يؤكد على دقة التناول وجدته معاً. ولقد نوع طلعت وفا في استقراء مختلف القضايا، مؤسساً لقراءات جديدة للمشهد السياسي الأمريكي الذي خبره دراسياً وإعلامياً، فكانت قراءته عن توجهات السياسة الأمريكية حيال الشرق الأوسط قراءات تبسط في العمق أسئلتها النوعية، ومفاهيمها الشارحة لخبايا السياسة الأمريكية مستنداً على خلفية معرفية اكتسبها خلال دراسته بالولايات المتحدةالأمريكية وعمله بعد ذلك بمكتب صحيفة "الرياض" في واشنطن، كا اكتسبها من خلال قراءاته ورحلاته المتعددة لمختلف بلدان العالم خاصة الدول الغربية، ولعل في حواراته ومقابلاته الصحفية الدولية ما يؤذن بالقول ان الكاتب كان يقدم خلاصة رؤيته للمشهد السياسي الدولي. @ التقيت بالزميل الفقيد عام 1989م في واشنطن برفقة الوفد الإعلامي خلال زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير الرياض عندما افتتح معرض المملكة العربية السعودية المتنقل والذي أقيم في العاصمة الأمريكية. وعرفت انه اعلامي مميز له معرفة جيدة بالمجتمع الأميركي ويقوم بجهد كبير في تغطية الأحداث العالمية والتعاون مع زملاء المهنة. الفريد الوفي الزميل عقيل محسن العنزي يقول :رحمك الله يا أبا تالا تركت فينا حبك.. رحلت كطائر ابلق امتطى متن الريح.. غادرتنا كملاك جميل قصد النجوم واضمحل.. ودعتنا كسحابة ربيع سحت ماءها.. سافرت كسديم غاص في الأفق.. انتقلت إلى دار ستكون ان شاء الله خيرا من دارك. ذرفت الدموع حزنا وألما وأسى عندما تلقيت رسالة مزعجة تقول بأن أخي وصديقي الأستاذ طلعت وفا انتقل الى رحمة الله.. فهذا الرجل الذي عملت معه زميل لصيق وصديق وفي لأكثر من ربع قرن كان مثالا للأخلاق النبيلة.. مدرسة في الصحافة المحترفة.. نبراسا للنزاهة ودماثة الخلق معلما في فن العلاقات الإنسانية موجها في كيفية خلق الإعلامي المؤثر. الأستاذ طلعت رحمه الله العملاق فكراً المتميز ثقافة، المبدع عطاء، الوفي لدينه ووطنه وقيادته، كان مثالا في الصحافة النافذة وكنت انتشي فرحاً وسروراً عندما يتحدث في المؤتمرات الصحافية أو يتداخل في الندوات العالمية، إذ أنه يأسر المتلقي في طريقة الطرح وأسلوب الحوار وحرفية المناقشة. يتقن اللغة الإنجليزية بالطريقة التي تمكنه من تعميق وصول الفكرة الى المتلقي وإيضاح الرؤية التي يطرحها بدقة متناهية. الأستاذ طلعت رحمه الله وفي في طبعه فريد من نوعه نقي في سريرته نظيف في مخبره صادق في عمله، متواضع مع الجميع، أمين في طرحه، لبق في تعامله، دبلوماسي في حواراته.. تتجسد فيه جميع صفات رجالات الوطن الأوفياء وعمالقة الصحافة العظماء. الذكر الحسن ويقول الزميل ايمن الحماد المحرر بالقسم السياسي: فقد الوسط الصحفي في المملكة زميلا كان مثالا للأخلاق العالية، وغادر الجريدة لكن ستبقى صدى ضحكاته وصوته في ردهات وممرات المؤسسة، لن انسى مهاتفاته لي وهو رئيس تحرير رياض دايلي، لن ننسى حضوره في المؤتمرات الصحفية لن انسى تواضعه في حديثه، لن أنسى العشاء الأخير الذي جمعنا في "ميريلاند" بالولايات المتحدة المكان الذي يتلقى العلاج فيه عندما أصر أن يصطحبني بسيارته من فندق "الريتز" مكان اقامة الوفد الرسمي السعودي ليريني ضواحي واشنطن التي يعرفها كما يعرف الرياض، حدثني عن ذكرياته في هذه المدينة عندما كان مديراً لمكتب واشنطن لفترة طويلة. رحل وترك السمعة الحسنة، ولم أسمع من احد ان لديه موقفاً من الأستاذ طلعت، اصر على أن يرحل تاركاً ذكراً حسناً وسمعة طيبة. لن نوفي هذا الرجل حقه، فقد كان إلى آخر أيامه مخلصاً لعمله نلومه على قدومه وهو مريض الى الجريدة ونوصيه بالراحة، ولكنه يصر.. رجل نادر، كان أستاذاً لي ولكن للأسف لم أتعلم منه إلا القليل، رحل وسيبقى في قلوبنا. الصحافة تبكي الزميل خالدالعوفي المحرر بالشؤون المحلية يقول: الأب العزيز طلعت وفا يعلم الله انني فقدت القلب الحنون وصاحب الحب الكبير هذا الإنسان يصعب أن أعطيه حقه في سطور ولهذا الرجل مواقف إنسانية كثيرة لا أستطيع ان اذكرها.. طلعت المعلم اعطانا دروسا كثيرة في حب العمل والإخلاص والغيرة من اجل صحيفة "الرياض" وذا نحن نتألم كثيراً لرحيل شمعة الصحافة وكل من يعرف هذا الإنسان الذي زرع الحب في قلوب من حوله، يبكي بحرقة لرحيله وصدقوني لو كان الورق يبكي لبكى طلعت الإنسان قبل الذي فقد إبداعاته المميزة التي كان يسطرها قلمه. لقد فقدت الصحافة رمزاً يحتذى به ولن نجد لك بديلاً ولا نملك في هذا المقام سوى الدعاء بالرحمة والمغفرة لك. فقيد الصحافة الزميل محمد الصفيان المحرر في مكتب الجريدة في الدمام يقول: نعم نعتك القلوب قبل الأفئدة.. نعيتك بكل ما أملك من مشاعر وأحاسيس كان يوم الاثنين الماضي مظلما عندما تلقيت خبر وفاته رحمه الله.. لم يكن المرحوم بإذن الله فقيد عائلة ولا مجتمع ولا جريدة الرياض بل فقيد الصحافة. أبو تالا كان رمزاً من رموز الإعلام السعودي كان يعمل بصمت ونجاح دائم متميز في كل مهمة يقوم بها.. عملت معه في أزمة الخليج وكان يقول لي لا تتهور فصحتك ألزم عندي من الأخبار الصحفية وكان يقصد بذلك ذهابي إلى الكويت والعراق إبان الأزمة عندما كان رئيس تحرير الرياض ديلي شاركته رحمه الله في عدة مهام وكان بمثابة مدرسة لي.. التفوق الصحافي والأخلاقي يقول الزميل الأستاذ عز الدين الجعلي: فقدت الصحافة السعودية مؤخراً واحداً من أهم أعمدتها ألا وهو الأستاذ طلعت فريد وفا ذو المسيرة الصحافية المتميزة التي أكسبته موقعاً صحافياً لامعاً ورفيعاً مما جعله قامة سامقة في المجال الصحافي، بل هو من أنشط الصحافيين السعوديين أداءً وإنتاجاً والتزاماً حتى آخر لحظة من حياته كما وصفته بذلك جريدة "الرياض" عندما نعته رحمه الله وهذا - بلاشك - حق مشروع وانصاف في محله يستحقه نظير ما قدم من تميز وتفوق في العمل الصحافي. ولعل ما أكسبه تميزاً آخر سلوكه النبيل وأخلاقه الفاضلة وطيب المعشر الذي نال بمقتضاه شهادة مستحقة طرزت بأحرف من نور شارك في إهدائها له - رحمه الله - كل من عمل في جريدة "الرياض" خاصة، ومؤسسة اليمامة الصحافية عامة بمطبوعاتها المتعددة ابتداء من أعلى الوظائف بهما وحتى العامل البسيط.. كل هؤلاء أجمعوا على سمو أخلاقه وتعامله الطيب مما جعله يجمع ما بين التميز والتفوق والانصاف بالصفات الإنسانية النبيلة، وهذا ما أكسبه مكانة رفيعة في قلوب كل الذين التقوه في المجال الصحافي أو المناحي الحياتية المختلفة.