تهتم بعض المدارس وخاصة مدارس البنين بتزين أسوارها من الخارج بِحِكم وأحاديث وآيات قرانية .. وهذا الأمر بغض النظر عنه من ناحية الجمال والتنسيق لايستقيم من وجهة نظري فضلاً عن استعمال الكتابة ، ومما شدني في هذا الإطار أني رأيت أحد أسوار المدراس قد حُفت جميعها بآيات من القرآن الكريم ، والأغرب من ذلك أنها كانت قبل كتابة هذه الآيات قد كتب على هذه الحيطان حكم وأمثال وآحاديث نبوية .. لكن كل ماكُتب لم يسلم من عُلب الأصباغ و الدهانات وكتابات الذكريات عليها والرموز وما إلى ذلك… إلا المساحات التي فيها الآيات فتجنبتها الذكريات احتراماً لها . وربما أحد القائمين على هذا المبنى فكر ثم قدر واقترح وصمم وصبغ كامل السور من جديد وطرّزه بآيات قرآنية ، ليجعل صاحب الذكريات والرموز يقف ممتنعاً عن الكتابة احترماً للقرآن . فبئس الرأي وبئس الفكرة إن القرآن كلام الله حُفظ في الصدور وسُجل في السطور ليبقى عزيزاً في نفوسنا ، وليس حامياً لأسوار مدارسنا من الكتابات ، لن أقول عن أصحاب ذكريات الجدران أن فعلهم عبث أو أنهم لم يحترموا الممتلكات لا ، بل أريد ممن اقترح فكرة كتابة الآيات على أسوار المدرسة أن يقرأ عن هوايات الكتابة أو الرسم على الجدارن أو الحيطان ، وليعلم أنه إبداع وطريقة صحية نفسية للتعبير عن مافي نفوس هؤلاء الموهبين ، نعم مارسوا أمراً لايحق لهم بتلك الكتابات ولكن إذا عُرف السبب بطل العجب ، فيبقى فعلهم تعبيراً عن الذات . لماذا لانوفر لهم المواد وهم يقومون بتزيين الجدران بكل ما يرغبون فيه وِفق رؤيتنا الصحيحة فهذا جمعٌ بين التوفير الإقتصادي و الإستفادة من المواهب بل ينمي لديهم الإنتماء لهذه المدرسة .. أخشى أننا بأفعالنا هذه نساهم في خدش قدسية القرآن وآياته بالكتابة أو الرسم عليها على الحائط ، فلا هواية احتويناها ولا قدسية عظمناها.. بقلم : أ- عبدالإله الشريف