انتشرت ظاهرة الكتابة على جدران المدارس والمنازل ومباني الدوائر الحكومية والمجسمات الجملية، ما يؤدي إلى خسائر مادية تتحملها الإدارات الحكومية وأصحاب المنازل، حيث يبادرون بإزالة تلك الكتابات لمنع التأثير السلبي لها في نفوس زوار البلاد. ويقع الكثير ممن يمارسون هذه الظاهرة، بقصد أو من دون قصد، في تحريف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المكتوبة على جدران المدارس على وجه الخصوص.
ورصدت "سبق" كتابات عديدة على جدران بعض المدارس، تتضمن آيات قرآنية وأحاديث نبوية، حيث يقوم بعض المجهولين بكتابة عبارات غير أخلاقية وذكريات وأبيات شعرية بشكل لا يليق.
وعن تلك الظاهرة قال وكيل كلية الشريعة والأنظمة بجامعة تبوك الدكتور نواف بن رحيّل الشراري ل"سبق": "لقد كره الفقهاء كتابة الآيات القرآنية وأسماء الله وصفاته وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم على الجدران والحوائط لأن ذلك يعرضها للامتهان، ولأجل ذلك يقول الإمام ابن عابدين الحنفي رحمه الله ت1252ه: "وتكره كتابة القرآن، وأسماء الله تعالى على الدرهم، والمحاريب، والجدران، وما يفرش".
وأضاف: "لا شك أن كتابتها على جدران المدارس ونحوها يعرّضها للامتهان والعبث، سواء من خلال الكتابة عليها أو تحريف ألفاظها، وهذا الفعل يحدث جرّاء طيش الشباب وجهلهم، خصوصاً ممن هم في سن المراهقة، ويستثنى من ذلك حالة واحدة وهي ضمان عدم العبث بها وأن يكون القصد هو التعليم وليس الزينة".
وقدم الدكتور "الشراري" بعض المقترحات للإدارات المدرسية الراغبة في التغلب على ظاهرة الكتابة على الجدران تدريجياً، من بينها الإرشاد التوعوي المرتبط بتعزيز مبدأ الرقي العلمي والحضاري، إضافة إلى تقوية ثقافة الحفاظ على البيئة الصالحة لدى أبنائنا الطلاب والمجتمع المدرسي بالأسلوب التربوي الأمثل.
وأضاف": "لا بد من إعداد خطة توعوية لتبصير الطلاب والمجتمع بأبعاد هذه الظاهرة وأضرارها النفسية والتربوية والاقتصادية والاجتماعية، وتشكيل لجان خاصة داخل المدارس تكون معنية بمتابعة هذه الظاهرة وحصر أماكن انتشارها وحجمها وأسبابها وتقديم العلاج المناسب لها".
وأردف: "يمكن كذلك الاستفادة من وسائل الاتصال المدرسي المتاحة في الحدّ من هذه الظاهرة وتحسين سلوك الطلاب، مثل الإذاعة المدرسية واللوحات الإرشادية ونحو ذلك".
وأردف وكيل كلية الشريعة والأنظمة بجامعة تبوك: "هناك وسائل أخرى للتوعية غير الآيات القرآنية والأحاديث النبوية مثل العبارات التوعوية كالحكم والأمثال الهادفة المفيدة، كما يمكن إعداد لوحات وتنظيم عروض داخل المدرسة لتنمية مهارات الطلاب على مستوى الخطوط والرسم والأعمال اليدوية والحرفية، وفي الوقت نفسه يجب وضع سياج عازل على العبارات المكتوبة إن أمكن، أو تصميم ألواح لا تقبل الكتابة عليها كأن تكون إلكترونية أو ليزرية ونحو ذلك.