في لحظات ترقب وهلع تكدرت أحوال الجماهير الوحداوية العاشقة مساء الأمس عندما دق آخر جرس مزعج معلنا سقوطا تاريخيا تشهده الرياضة السعودية وكيف لا ؟ إذ يعد نادي الوحدة النادي المؤسس للرياضة في البلد وأحد أركانها الصلبة والعتيقة والذي بسقوطه سوف يحدث فراغا وخللا كبيرا . في سنة عكف لا نتظارها عشاق الوحدة زمنا طويلا بفارغ الصبر والشغف ليتبهجوا ويحتفلوا بمرور مئة عام على تأسيس ناديهم العريق ولكن كما قيل في المثل ( تجري الرياح بما لا تشته السفن ) فكان العام المئوي هو عام الحزن لأبناء مكة وذلك بفعل فاعل عزم على إسقاط راية أول ناد عرفته الجزيرة العربية وأول بطل لأول بطولة سعودية سنة شهدت خواء المدرجات وخفاء الرجالات وعناء الحسافات فلم نر فيه عاشقا مخلصا يقف ضدا للمدمرين ويتدارك شيئا من الضياع والسقوط حتى أتانا اليقين وانطلقت عبارات الندم تتردد على ألسنة كبار الوحدة بعد فوات الأوان ووقوع الفأس في الرأس . ولكنني أهمس في آذان العشاق المحزونون على أمرهم ، هلا نظرتم إلى سقوطكم هذا من جانب إيجابي ؟ أخالف من يقول أنه لا إيجابية في هذا السقوط المر فلو نظرنا إلى حال الوحدة الهزيل والمحبط لزاد حالنا سوءا بعد إدراكنا أنه من الصعب أن يتقدم أي شخص لرئاسة الوحدة على حالها هذا وبعد بداية الموسم القادم أي أنه ليس بيده إعداد فرق النادي للموسم القادم وتسيير أموره حسب أفكاره ومخططاته وهذا ما يجعلنا ندرك أنه من يتقدم لتحمل عبء الرئاسة ومهمتها الصعيبة هو بالتأكيد عاشقا مخلصا للكيان ويرجو له المنفعة بقدر المستطاع فليس في الوحدة الآن ما يطمع له محبو المال والشهرة ولعل في ذلك خيرة وتوضيح للحقائق ولا ننسى أن هناك فرقا كبيرا بين من يرشح نفسه للرئاسة وبين من تهدى له تكليفا وليت منوال التكليف المدمر ينتهي بعد أن تسبب في نكسة تاريخية لكيان مكة الرياضي ولو استمر التكليف بعد هذا فليس لنا إلا أن نقول على الوحدة السلام إذا فلنترقب أيها العشاق وننتظر من سيضع يده على صدره ويقولها بكل ثقة ومسؤلية أنا لها لنطمئن على معشوقتنا ونعلم أنها تحت أمر عاشق يرغب لأن يرتق بها عاليا فوق السحاب وليعلم من يرغب في نيل شرف الرئاسة الوحداوية وإخراجها من المأزق الوعر الذي هي فيه أن جماهير الوحدة ستقف له داعمة ومساندة ولن تتركه يخوض عراك ركاء وحده دون مؤازرة أو مبالاة وسيجدها دائما حاضرة في المواقف الصعبة كما عرف عنها