تبدأ الإثنين فعاليات المؤتمر الدولي السنوي للجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو، وذلك بالعاصمة البرازيلية في المدة من 25 يوليو حتى 3 أغسطس. وستحتضن مدينة برازيليا خلال هذا المؤتمر أكثر من 2000 خبير ومتخصص في مجال الآثار من مختلف جهات العالم، بالإضافة إلى سفراء ورؤساء وفود الدول الأعضاء لدى منظمة اليونسكو. وستستعرض اللجنة في مؤتمرها جدول أعمال زاخر بعدد من الموضوعات والقضايا والاتفاقيات في مجالات الحفاظ على التراث العالمي وتعزيز ثقافة التنوع الثقافي والتراثي بين الشعوب. كما سيدرس المؤتمر الطلبات التي تقدمت بها الدول الأعضاء لضم مواقع جديدة إلى لائحة التراث العالمي. وتبدي المجموعة العربية باليونسكو اهتماماً ودعماً لملف ( حي الطريف بالدرعية) حيث هو الموقع العربي الوحيد في هذه الدورة الذي سيناقش إدراجه في لائحة التراث العالمي. وفي هذا الصدد، تواصل المندوبية الدائمة للمملكة العربية السعودية جهودها الدبلوماسية لحشد الدعم والتأييد لإدراج ( الدرعية) في اللائحة العالمية، حيث قام سفير المملكة لدى اليونسكو الدكتور زياد الدريس بعدة زيارات ولقاءات مع نظرائه من سفراء الدول الأعضاء لدى اليونسكو لكسب التأييد والدعم للملف السعودي ، الذي أعدته بصورته الفنية المتكاملة الهيئة العامة للسياحة والآثار بإشراف نائب رئيس الهيئة الخبير الآثاري الدكتور علي الغبان. وكان المجلس الدولي للآثار والمواقع ( إيكوموس) قد أبدى بعض التحفظات الفنية على ملف الدرعية ، مما تطلّب تحركاً على المستويين، فني بتقرير توضيحي من هيئة السياحة، ودبلوماسي من لدن المندوبية الدائمة للمملكة بحشد التأييد من الدول الأعضاء، خصوصاً في حال لم يتم قبول الموقع أثناء النقاش العام وتم اللجوء إلى التصويت. وقد ظل الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار متابعاً باهتمام التفاصيل الإجرائية ، دبلوماسياً وفنياً، من أجل إعداد ملف الدرعية بالصورة التي تتلاءم مع تطلعات الآثاريين لضمها إلى لائحة التراث العالمي، ليس من منطلق مكانتها التاريخية والثقافية فحسب، بل ومن حيث أنها تمثل نموذج للطراز العمراني الطيني الذي يحظى الآن باهتمام عالمي من لدن دارسي ومتخصصي الأنماط العمرانية بالمواد البيئية، كالبناء الطيني الذي تمثل ( الدرعية) نموذجاً قائماً من هذا النمط. وستعلن لجنة التراث العالمي بمؤتمرها بالبرازيل موقفها من 42 موقعاً تقدمت بها الدول الأعضاء لإدراجها في لائحة التراث العالمي. وكانت اللجنة قد درست في دورتها العام الماضي بمؤتمرها بمدينة إشبيليا الإسبانية 37 موقعاً، تم قبول تسجيل 12 منها فقط في لائحة التراث العالمي. يذكر أن المملكة العربية السعودية كانت قد دخلت لائحة التراث العالمي لأول مرة في العام 2008م حيث تمكنت من تسجيل ( مدائن صالح) كأول موقع سعودي في اللائحة العالمية. كما يدرس مركز الايكوموس حالياً ملف الموقع السعودي الثالث المرشح للائحة العالمية، وهو ( جدة التاريخية) الذي سيُناقش في مؤتمر لجنة التراث العالمي الذي سينعقد في شهر يوليو من العام القادم 2011م بدولة البحرين.