رُصدت خلال الأيام القليلة الماضية سلالة جديدة متحورة من فيروس كورونا في جنوب أفريقيا، وبوتسوانا وهونغ كونغ، بأعداد صغيرة، أُطلق عليها اسم "أُوميكرون"، الأمر الذي دفع العديد من دول العالم لتحديث الإجراءات الاحترازية، وتشديد القيود على الحدود لمجابهة السلالة الجديدة، والتي قد تكون أكثر مقاومة للقاحات المتوفرة الآن. المتحورات ويأتي ظهور متحورات جديدة في الفيروس الأصلي "كوفيد 19″، نتيجة حدوث تغيرات تطرأ على تركيب الفيروس، تمكنه من المقاومة للبقاء والتكاثر، وأخطر هذه التغيرات عندما يحدث تغيير في بروتين الفيروس الشوكي والذي يمكنه من اختراق الخلايا البشرية. ومنذ ظهور كورونا المستجد لأول مرة في ووهان الصينية، خرج منه عدة متحورات، أشهرها، ألفا وظهر في بريطانيا، وانتقل ل50 دولة، وبيتا في جنوب أفريقيا، وانتشر في 20 دولة، وغاما في البرازيل، وتم رصده في 10 دول، ودلتا في الهند، وحديثًا أوميكرون في جنوب أفريقيا. ويؤكد اختصاصيو الوبائيات أنه لا يوجد دليل على أن أيٍاً من المتحورات، تسبب مرضًا أشد خطورة للغالبية العظمى من الأشخاص، كما هو الحال مع الفيروس الأصلي، والذي تظل نسبة الخطر فيه أعلى في فئة كبار السن أو الذين يعانون من ظروف صحية مزمنة. وفق "أخبار 24". اللقاحات والمتحورات تم إنتاج اللقاحات المتوفرة حاليا للحماية من أنواع سابقة لفيروس كورونا، مما يعني أنها قد لا تكون مثالية تماما مع المتحورات الجديدة؛ وبالتالي قد لا تكون فعّالة على نحو جيد. وقد أظهر تحليل أجرته هيئة الصحة العامة في إنجلترا أن جرعتين من لقاح فايزر أو أسترازينيكا توفر فاعلية بنسبة تزيد على 90% تجعل الأشخاص لا يلجؤون إلى المستشفى نتيجة الإصابة بمتحور دلتا. ويري الأطباء أنه من الضروري أن يحصل المرء على جرعتين من اللقاح لتوفير أعلى قدر من الحماية ضد المتحورات الحالية والناشئة، فيما يسعى الباحثون إلى تصميم لقاحات جديدة لها القدرة على مواجه المتحورات الجديدة بشكل أفضل. ومن جانبها أبرمت الحكومة البريطانية اتفاقًا مع شركة الأدوية "كيورفاك" لتطوير لقاحات تحمي من المتحورات في المستقبل، وطلبت مقدما 50 مليون جرعة. ترقب للمتحورات الجديدة وتعكف منظمة الصحة العالمية، على رصد وتقييم تطور الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19 منذ يناير 2020، من أجل إبلاغ الدول بأي تغييرات يلزم إجراؤها من أجل الاستجابة للمتحور والحيلولة دون انتشاره. وأُنشئت على الصعيد العالمي نُظم يجري تعزيزها من أجل الكشف عن أي "علامات" على متحورات محتملة مثيرة للاهتمام أو مثيرة للقلق وتقييمها استنادًا إلى الخطر الذي تشكله على الصحة العامة العالمية.