يواصل المتحور دلتا الأسرع انتشارًا بين فيروسات كورونا تهديدات بعودة أطفال المدارس بالولاياتالمتحدةالأمريكية حيث ارتفع عدد الإصابات إلى 100 ألف حالة يوميًا وكذلك وفي أوروبا، خصوصًا في بريطانيا، التي سجلت ما يناهز 25 ألف إصابة يوميًا، فيما تواجه روسيا موجة جديدة وأرقام إصابات مرتفعة. وفي حال أثر المتحور «دلتا» فعلا ًعلى العلاجات المتاحة حاليًا، فإن ذلك يعني إرباك وتعطيل معركة العالم ضد فيروس كورونا COVID-19 في النصف الثاني من سنة 2021. ويدفع المتحور «دلتا» أيضًا، نحو مواصلة فرض قيود السفر بين عدد من الدول، لا سيما في ظل تقدم حملات التلقيح بعدد من دول العالم. أطباء أمريكيون: أكثر المصابين شباب وأطفال اكتشف أطباء أمريكيون أن المصابين الجدد بكورونا لأشخاص أعمارهم تقل من 50 عاما، وتتدهور حالتهم الصحية بسرعة مقارنة بمصابي العام الماضي. انتبهوا.. اللقاحات ليست دروعاً ف»دلتا» يفاجئ الجميع ونقلت نيويورك تايمز عن أطباء في مستشفيات تعالج مصابي كورونا قولهم إن العديد من المرضى في العشرينات والثلاثينات من العمر ولم يتلقوا أية لقاحات ضد المرض من قبل «يبدون أنهم أكثر مرضا من المصابين الأصغر سنا خلال العام الماضي وتتدهور حالاتهم بسرعة أكبر». ويشتبه العديد من الأطباء الذين يعالجونهم في أن متحور «دلتا»، الذي يمثل حاليا نحو 80 في المئة من الإصابات الجديدة على مستوى البلاد، ربما يلعب دورا في ذلك، فيما يعتقد بعض الخبراء أن سبب انتشار الحالات الجديدة بين من هم أصغر من 50 عاما هو انخفاض معدلات التطعيم في هذه المجموعة العمرية. وتشير دراسات إلى أن اللقاحات الحالية فعالة ضد الأعراض الشديدة والوفاة جراء أي سلالة من سلالات الفيروس، ومنها «دلتا». السعال والحمى أبرز أعراض الإصابة يقول مسؤول الصحة في ولاية لويزيانا الأمريكية، جو كانتر، إن المتحور دلتا يسبب أعراضا معتادة مثل السعال والحمى وضيق في التنفس، لكن أغلب المصابين به يظهرون أعراضا تشبه أعراض الحساسية، أو أعراضا ترتبط بأمراض أخرى. وقال إن احتقان الجيوب الأنفية وسيلان الأنف والتهاب الحلق ليست بالأعراض الشائعة في باقي المتحورات، ولكنها قد تكون علامة قوية على الإصابة بدلتا، وفق ما ينقل تقرير من موقع «ذي هيل» عن جو كانتر، وقد يصاب الشخص بأعراض خفيفة نسبيا من دون الانتباه لها، لكنها في الحقيقة تتعلق بالإصابة بالمتحور القادر على الوصول إلى الملقحين أيضا. وفقا لباحثين في دراسة حديثة، فإن العطس المفرط هو أيضا من أعراض وجود المتحور دلتا. ووجد الباحثون أن العطس لوحده قد يدل على الإصابة بدلتا لدى الملقحين الذين فحصوا وجاءت اختباراتهم إيجابية. آلاف الأنواع من متحور دلتا توجد آلاف الأنواع، أو المتحورات، المختلفة للفيروس المسبب لكوفيد-19 في شتى أرجاء العالم. ويبدو أن أحدها، والمعروف باسم متحور دلتا أو «بي. 1.612.7»، الذي ينتشر بسرعة في العديد من الدول، من بينها الولاياتالمتحدةالأمريكية والهند وبريطانيا، بل أصبح هو المتحور السائد وراء معظم الإصابات الحالية. وارتفعت الإصابات بفيروس كورونا ومعدل دخول المستشفيات للعلاج منها في الولاياتالمتحدة إلى أعلى مستوى في ستة أشهر بسبب الانتشار السريع لسلالة دلتا المتحورة في أجزاء من البلاد ما زالت معدلات التطعيم فيها منخفضة. ويشير إحصاء لرويترز استند إلى بيانات الصحة العامة إلى أن متوسط الإصابات بكوفيد-19 بلغ في ثلاثة أيام على التوالي 100 ألف إصابة على مستوى البلاد بزيادة نسبتها 35 في المئة خلال أغسطس الحالي وارتفع معدل دخول المستشفيات لتلقي العلاج من آثار كورونا 40 في المئة. وسجلت الوفيات زيادة نسبتها 18 في المئة في الأسبوع المنصرم. الجرعة المعززة .. الجدل يتزايد بين العلماء من المقرر أن تنصح إدارة بايدن الأشخاص بتلقي جرعة ثالثة من لقاح فيروس كورونا بعد ثمانية أشهر من تلقي جرعتهم الثانية. من المقرر أن يبدأ إعطاء هذه الجرعات المعززة ابتداءً من منتصف إلى أواخر سبتمبر. لكن بعض المنظمات تعارض هذا القرار مشددة على ضرورة التركيز على ضمان حصول الفئات الأكثر ضعفًا من السكان حول العالم على جرعاتهم الأولى والثانية. وحتى الآن، قال مسؤولو الصحة الفيدراليون إن الجرعات المعززة ليست مطلوبة لعامة السكان. وفي الأسبوع الماضي، سمحت إدارة الغذاء والدواء بجرعات ثالثة لبعض الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، وأوصت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بمنح تلك الجرعات على الفور تقريباً، وتم الإبلاغ عن خطة منح الجرعات المعززة لمعظم الأمريكيين لأول مرة من قبل صحيفة «نيويورك تايمز». وأكد الخبراء أن «الجرعة الثالثة» توفر طبقة أخرى من الحماية لكبار السن، وكذلك كل البالغين المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة والإيدز والسرطان والذين لديهم أعضاء مزروعة، وهي حالات تؤدي لضعف المناعة. وتم تصنيف أكثر من 40 بالمئة من أولئك الذين تم تطعيمهم بالكامل، ثم أصيبوا بفيروس كورونا ونقلوا إلى المستشفى، بأنهم يمتلكون مناعة ضعيفة. فئة الأصغر سناً وتظهر أحدث إحصاءات «المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها» زيادة بنسبة 64.1 بالمئة في حالات كوفيد-19 خلال الأسبوع المنتهي في 30 يوليو، مقارنة بالأسبوع الذي سبقه. من جهته، قال الدكتور كام باترسون، مستشار جامعة أركنساه للعلوم الطبية، إن متوسط عمر المرضى الذين أدخلوا المركز الطبي في الجامعة، خلال فصل الشتاء الماضي، كان 60 عاما، أما الآن فقد أصبح المتوسط هو 40 عاما، ويتوقع أن الأشخاص الأصغر سنا والأفضل صحيا هم أكثر عرضة لمتحور «دلتا». وقالت، كاثرين بينيت، عضوة المجلس الاستشاري في شركة أسترازينيكا إن «قابلية انتقال العدوى متزايدة في متحور دلتا، ويمكن للعدوى أن تنتقل إلى الأطفال»، وفقا لموقع «ذا كونفيرسيشن». توصية بتوفير اللقاح للأطفال دون 12 عاما أرسلت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال خطاباً الأسبوع الماضي إلى إدارة الغذاء والدواء تحث فيه الوكالة «لمواصلة العمل بقوة من أجل السماح بلقاحات كوفيد-19 الآمنة والفعالة للأطفال دون سن 12 عاماً في أقرب وقت ممكن، وبخلاف توفير اللقاح للأطفال قد يحتاج الأطفال المصابين بكورونا عادةً إلى دواء لتثبيت ضغط الدم بالإضافة إلى المنشطات والغلوبولين المناعي الوريدي، وهو جزء من بلازما الدم التي تحتوي على أجسام مضادة لعلاج العدوى، وذلك لحماية قلوبهم من الالتهاب. وتدرس كل من شركة موديرنا، وفايزر وبيونتيك تجربة لقاحاتهم على الأطفال، وقد ضاعفت شركة موديرنا حجم تجربتها استجابةً لطلب من المنظمين الأمريكيين للحصول على مزيد من بيانات السلامة. إصابات الأطفال تهدد عودة المدارس بأمريكا هددت موجة من إصابات الأطفال بكورونا تغذيها سلالة دلتا المتحورة مع حالات خطيرة في بعض الأحيان استئناف الدراسة بالولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث تعد الإصابة بالمتلازمة الالتهابية متعددة الأجهزة MIS-C في إحداث فوضى في قلوب الأطفال بالإضافة إلى الجهاز الهضمي والعصبي والجهاز التنفسي. ومع زيادة عدد حالات الإصابة بفيروس كوفيد لدى الأطفال إلى أربعة أضعاف في الولاياتالمتحدة خلال أغسطس الجاري، فإنه من المحتمل أن يصاب ملايين الأطفال بفيروس كوفيد، بسبب رد فعل مبالغ فيه من قبل الجهاز المناعي ل كوفيد-19، على الرغم من أن السبب الدقيق له غير معروف حتى الآن. يمكن أن تؤدي الاستجابة المفرطة إلى تلف الأعضاء والأوعية الدموية. أمريكا تعود إلى «كابوس كورونا» السيئ سجلت الولاياتالمتحدة أكثر من 1000 حالة وفاة بكوفيد-19، الثلاثاء، أي ما يعادل نحو 42 وفاة في الساعة، وفقا لإحصاء أجرته رويترز، بينما تواصل السلالة دلتا المتحورة من فيروس كورونا التفشي بسرعة في أجزاء من البلاد تشهد معدلات تطعيم منخفضة. وارتفعت الوفيات المرتبطة بفيروس كورونا في الولاياتالمتحدة خلال الشهر الماضي وبلغت في المتوسط 769 حالة يوميا، في أعلى معدل منذ منتصف أبريل. الصورة مخيفة في المناطق الريفية يثير متحور دلتا قلق الباحثين بشكل متزايد بسبب انتشاره خارج المراكز الحضرية، في المناطق الريفية في آسيا التي نجت إلى حد كبير من موجات سابقة من الوباء وتعد أقل قدرة على الحصول على الاختبارات والرعاية الصحية واللقاحات. وتنقل مجلة «نايشتر» عن، سينثيا سالوما، عالمة الأحياء الجزيئية في جامعة ديليمان الفلبينية في مدينة كويزون، التي ترأس مركز الجينوم الفلبيني قولها إنه «إذا وصلت المتغيرات القلقة، ولا سيما دلتا، إلى مناطق نائية، فإن ذلك سيتحدى حقا نظام الرعاية الصحية». اللقاحات.. هل تظل فعّالة للحماية من المتحورات؟ صُممت اللقاحات المتوفرة حاليا للحماية من أنواع سابقة لفيروس كورونا، مما يعني أنها قد لا تكون مثالية تماما مع المتحورات الجديدة وبالتالي قد لا تكون فعّالة على نحو جيد. بيد أن الخبراء يقولون إن اللقاحات لاتزال فعّالة للغاية في حماية البشر والحد من خطر الإصابة الشديدة: أظهر تحليل أجرته هيئة الصحة العامة في إنجلترا أن جرعتين من لقاح فايزر أو أسترازينيكا توفر فعالية بنسبة تزيد على 90 في المئة تجعل الأشخاص لا يلجأون إلى المستشفى نتيجة الإصابة بمتحور دلتا. على الرغم من ذلك، كانت جرعة واحدة أقل فعالية من حيث الوقاية من الإصابة بمتحور دلتا، مقارنة بمدى فعاليتها ضد متحور ألفا. ويقول الأطباء إنه من الضروري أن يحصل المرء على جرعتين من اللقاح لتوفير أعلى قدر من الحماية ضد المتحورات الحالية والناشئة. الخبراء واثقون من إمكانية إعادة تصميم اللقاحات الحالية بغية مواجهة المتحورات الجديدة بشكل أفضل. وكانت الحكومة البريطانية قد أبرمت اتفاقا مع شركة الأدوية "كيورفاك" لتطوير لقاحات تحمي من المتحورات في المستقبل، وطلبت مقدما 50 مليون جرعة.