فيما كان يرقد 89 مريضا على أسرة مستشفى جازان، و36 مرافقا لهم، وسبع حالات من حديثي الولادة، وعدد من الطواقم الطبية والإدارية، اندلع حريق فجر أمس في الطابق الأول الذي يضم وحدة العناية المركزة وحضانة الأطفال من مبنى المستشفى المتعدد الطوابق، خلف 25 حالة وفاة و123 إصابة، بحسب بيان وزارة الصحة. ووفقا لصحيفة مكة قال مدير العلاقات العامة والإعلام بمستشفى جازان العام علي زارع إن عدد الذين كانوا داخل المستشفى حين وقع الحريق 89 مريضا من المنومين مع عدد من مرافقيهم، وسبع حالات حديثي ولادة، والطاقم الطبي والإداري، وقد تم توجيه الحالات المصابة إلى أقرب المستشفيات. وأوضح المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني بالمنطقة الرائد يحيى القحطاني أن غرفة القيادة والسيطرة بمديرية الدفاع المدني بجازان تلقت بلاغا في ال12 وعشر دقائق يفيد بوقوع حريق بمستشفى جازان العام بالدور الأول بقسم العناية المركزة والنساء الولادة والحضانة. وأشار إلى انتقال أربع فرق من جازان دعمت ب17 فرقة إطفاء وإنقاذ وإسعاف وسلالم من كل إدارات ومراكز الدفاع المدني بالمنطقة، إضافة إلى جميع الجهات الإسعافية والأمنية والخدمية التي شاركت في الحادث، حيث أخلت الموقع وسيطرت على الحادث، مبينا أن الحالات المصابة نقلت للمستشفيات الخاصة والعامة في المنطقة، والتحقيقات ما تزال جارية لمعرفة أسباب الحادث. والحادث سجل خلاله الشباب من المتطوعين مواقف إنسانية وبطولية تجلت في اقتحامهم لبعض المواقع الخطرة في المبنى الذي سيطرت عليه ألسنة اللهب والأدخنة المتصاعدة جراء الحريق الذي استمر إلى قبيل صلاة الفجر، ليكون آخر من تم إنقاذهم هم المسعفين الذين تعرضوا لحالات اختناق وإغماء. وقال المواطن محمد مبارك إنه وزملاءه شاهدوا ألسنة اللهب أثناء مرورهم بجوار المستشفى، مبينا أنهم تطوعوا لمساعدة فرق الدفاع المدني والهلال الأحمر السعودي في إخلاء المستشفى والصعود إلى النوافذ وفتحها وإخراج المرضى المنومين، حسب إرشادات الدفاع المدني، بشكل يساهم في تقديم الخدمة ولا يعيق أعمال الإطفاء والإنقاذ. وأوضح وكيل إمارة جازان المساعد للتطوير والتقنية، المتحدث الرسمي بالإمارة علي زعلة أن أمير منطقة جازان محمد بن ناصر كان على تواصل ومتابعة مباشرة مع المسؤولين بصحة المنطقة والدفاع المدني والجهات ذات العلاقة، للوقوف على الجهود المبذولة لاحتواء الموقف وإجلاء المرضى المنومين، وتقديم الخدمات الإسعافية والعلاجية للمصابين، والاطلاع على تفاصيل وملابسات هذا الحادث. كما أصدر تعليماته بضرورة التحقيق العاجل في الحادث من جوانبه كافة، ورفع تقرير مفصل بالأسباب والنتائج والتوصيات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث. وأكد مدير الدفاع المدني بجازان اللواء سعد الغامدي أن الجهات المعنية تحقق لمعرفة أسباب الحادث والنتائج ستعلن لاحقا، مشيرا إلى أن الحريق بحسب معلومات أولية نجم عن تماس كهربائي، وشمل الدور الأول الذي يتكون من ثلاثة أقسام، هي العناية المركزة والحضانة والولادة، وجرى نقل الحالات المصابة إلى مستشفيات أخرى. وروى عدد من المصابين تفاصيل اللحظات العصيبة، حيث قال شوقي مسلم »كنت وقت الحادثة في غرفة العمليات لإجراء عملية في الطحال، وتم إخراجي ونقلي إلى مستشفى العميس، وعلمت أن الحريق بدأ من الحضانة«. وأشار مؤيد علاوي إلى أنه حضر للمستشفى للمراجعة لكسر في يده، وسمع صياح النساء فأسرع للإنقاذ، مضيفا «كانت أبواب الطوارئ مقفلة بالسلاسل، وأخذت أكسر زجاج النوافذ لإخراج المرضى وسقطت على الأرض، وتجدد كسر يدي. واليوم ستجرى لي عملية، مضيفا «المواطنون من الشباب ساعدوا الهلال الأحمر في إنقاذ المرضى، واستطاع مواطن إنقاذ أربع حالات، حيث كان يدخل الغرف ويخرجهم ويسلمهم للإسعاف، وبعدها توفي المنقذ، يرحمه الله. وعن بداية الحريق قال والده »كنت مرافقا لابني واندلع الحريق من الحضانة ونحن لم نشاهد إلا دخانا أسود«. وذكر المواطن فيصل مغفوري ( 36عاما) أنه كان منوما في إحدى الغرف ومعه أربعة مرضى آخرون توفوا جميعا جراء الاختناق. وتابع »بعدما شاهدت دخانا من المكيف نزلت من الدور الثالث على سلم الطوارئ، والمواطنون خاصة الشباب بذلوا جهودا كبيرة في الإنقاذ.