لم يدر بخلد أحد المواطنين بمكةالمكرمة، أنه سيفقد أضحيته اليوم بعد سباق ماراثوني بينه وبين الخروف في الحي السكني. وتعود تفاصيل الحادث التي يرويها ماجد العتيبي ، أنه أحضر إلى منزله أحد الجزارين لذبح أضحيته، وأثناء قيام الجزار بذبح الأضحية إذ بالأضحية تهروّل في فناء المنزل لتخرج إلى الشارع بنصف رأس. وبعد سباق محموم، أمسك صاحبها بالخروف وقام بطرد الجزار، واستكمل سلخ وتقطيع الأضحية بمساندة أطفاله قائلاً: "علمت عند مغادرة الجزار منزلي أنه ليس متخصصاً في هذا المجال، وإنما هو في الأصل أحد مغسلي السيارات ولا يعرف عن الجزارة شيئاً، فهذا الجزار ينبطق عليه المثل الدارج (جا يكحلها عماها)". وعلى صعيد متصل، سنّ عدد كبير من العمالة الوافدة ومخالفي نظام الإقامة والعمل سكاكينهم وسواطيرهم وتحولوا إلى جزارين مفسدين، والجهود الكبيرة التي تبذلها أمانة العاصمة المقدسة في تنظيم عملية ذبح الأضاحي حرصًا منها على الاهتمام بصحة البيئة وراحة حجاج بيت الله الحرام وسكان مكةالمكرمة وحمايتهم من أي أخطاء قد يجلبها ذبح أضاحي مريضة أو غير صالحة أو الذبح من قبل عمالة مصابة بأمراض أو عن طريق استخدام آلات ومعدات ذبح وتقطيع غير صالحة أو حتى في أماكن غير مهيأة ولا يتوافر فيها الحد الأدنى من الشروط الصحية للذبح وقد خلفت سكاكين ذبح الأضاحي من قبل الجزارين العشوائيين في أحياء مكةالمكرمة عددًا من الأضاحي التالفة حيث اكتشف بعض المواطنين أن الجزارين الذين تعاملوا مع ذبائحهم لم يحسنوا ذبحها وتقطيعها خاصة في الأحياء والتي لا يزال بعض سكانها يصرون على ذبح الأضحية أمام المنزل وتعليقها في أغصان الشجر في وضع عشوائي غير صحي. حسب "عين اليوم". عبدالقدوس يعمل سمكري في إحدى ورش السيارات يقول: "نظراً لإغلاق الورشة خلال أيام عيد الأضحى المبارك، نغتنم فرصة بحث المضحين عن جزارين يأتون إلى المنزل حيث يمتهن البعض مهنة الجزارة المربحة في هذه الأيام"، مشيرا إلى أنه شخصياً اعتاد على هذا العمل منذ 4 سنوات، مستطرداً بالقول: "إننا ننتظر هذا الموسم بشغف كل عام لنقوم بالذبح في أي موقع يريده الزبون سواء في الاستراحات أو المنازل". ويفيد عبدالرحمن الذي يعمل في الأصل خياطاً، أن ذبح الأضحية الواحدة يبدأ من 70 ريالًا ويصل إلى 100 ريال، مبيناً أنه يقوم بذبح وسلخ أكثر من 10 من الأضاحي يومياً، مؤكدًا أن العمل في هذه المهنة مجدٍ، نظراً لارتفاع الطلب عليهم كجزارين يقومون بالذبح في الموسم، مشيراً إلى أن العاملين في ذبح الأضاحي في الأحياء السكنية معظمهم غسالي سيارات وحراس عمائر وسباكون وعاملي بناء وكهربائييين وباعة متجولين، وغيرها من المهن التي يعمل بها الوافدون، موضحاً أنهم لا يعرفون طريقة الذبح ولكن بالتمرّس في عدة أضاحي يتقنون مهنة الجزارة. وأبان مدير إدارة المسالخ بأمانة العاصمة المقدسة الدكتور سعود الحتيرشي، أن الأمانة هيأت العديد من صالات الذبح في مسالخ الكعكية والمعيصم لاستيعاب الأعداد المتزايدة خلال هذه الأيام، ووفرت الأمانة جميع المرافق والعمالة الماهرة المتمكنة من أداء خدماتها بكفاءة عالية، انطلاقاً من حرص إدارة المسالخ للوقوف على مدى جاهزية وتهيئة المسالخ بنطاق العاصمة المقدسة وفي إطار تطبيق واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والعمل على تنفيذ الضوابط الفنية للمسالخ الأهلية بما يكفل تطبيق لائحة الكشف والفحص البيطري لضمان سلامة المذبوحات وصلاحيتها للاستهلاك الآدمي، ومتابعة صالات الذبح بالمسالخ بشكل يومي للعمل على راحة مرتادي المسالخ من مواطنين وزوار بيت الله الحرام وحل جميع الملاحظات إن وجدت.