لم يكن للمطابخ التي سمحت لها أمانة منطقة الرياض بذبح الأضاحي دور كبير في التخفيف من الزحام الذي يحدث أمام المسالخ الحكومية، إذ اصطفت طوابير السيارات أمام تلك المسالخ أمس، وهو ما أعطى بعض المقيمين فرصة لنصب مسالخهم العشوائية في الساحات والشوارع الفرعية واستقبال الراغبين في ذبح أضاحيهم بأسعار تزيد بنسبة 70 في المئة عن المسالخ النظامية. واللافت أن غالبية أولئك المقيمين تعمل في مهن بعيدة عن مجال اللحوم كالحلاقة والسباكة والحدادة، إلا أن ضعف الرقابة سمح لهم بالتحول إلى جزارين وزيادة نشاطهم خلال فترة العيد. وذكر خالد العتيبي انه توجه بأضحيته إلى مسلخ حكومي عقب صلاة العيد فوجد زحاماً شديداً أجبره على التوجه إلى مسلخ غير نظامي أقامه حلاق في الحي الذي يقطن فيه. وأضاف أن أسعار الجزارين العشوائيين تتفاوت بحسب وقت الانتظار الذي يستهلكه الزبون إذ تبدأ من 80 ريالاً وتصل إلى 120 ريالاً، مشيراً إلى أن عدد الجزارين غير النظاميين كبيرة جداً ويتوزعون بين المنازل وقرب المحال التجارية والساحات. وتولى فلاح الاسلمي ذبح أضحيته بنفسه بعد أن مل الانتظار في طوابير المسالخ الحكومية. أما سعيد محمد الذي كان يعمل جزاراً في مسلخ عشوائي فقال: «إن أسعار ذبح وسلخ الأضاحي في اليوم الأول تصل إلى أكثر من 100 ريال، وفي اليومين الثاني والثالث تبلغ 50 ريالاً، وأصحاب الأضاحي يأتون إلينا لسرعتنا في سلخ وتقطيع الأغنام»، مشيراً إلى أن فحص الأضحية طبياً ليس من مسؤوليته بل يتحملها صاحب الأضحية. واستغرب عبدالله المرزوق كثرة المسالخ العشوائية: «أمانة الرياض قامت بدور كبير في تنظيم المسالخ، والأسعار التي حددتها مناسبة للجميع، ولكن المشكلة الكبرى هي في الزحام الذي يحدث أمام المسالخ وكثرة المسالخ العشوائية التي ترتفع أسعار الذبح فيها إلى أكثر من 100 ريال، إضافة إلى غياب النظافة وعدم الفحص الطبي». من جهته، حذّر المسؤول عن الكشف الطبي في مسلخ الشمال التابع لبلدية الرياض الدكتور محمد علام، من المسالخ العشوائية. وأضاف ل «الحياة»: «70 في المئة من الناس غير واعين بنصائح متخصصي المسالخ، إذ إن مشكلات كثيرة تنتج من المسالخ العشوائية وغير المراقبة من البلدية، لأنها تذبح الأضحية من دون كشف طبي أو مراقبة نظافة الأضحية، وهذا قد يعرض مستهلكيها إلى أمراض خطرة». ولفت إلى أن طاقة مسلخ الشمال تبلغ 600 أضحية في الساعة، مشيراً إلى أن غالبية الأمراض التي قد تصيب الأضحية هي الحويصلات التي تكون في القلب أو الكبد، وقد تكون خطرة إذا كانت في القلب، أما النوع الثاني من الأمراض فهو الالتهاب الرئوي، ويكون في الرئتين. وأوضح المشرف العام على مسلخ السعادة التابع لبلدية الرياض محمد علي ل«الحياة» أن أسعار السلخ لم تتغيّر عن العام الماضي، إذ يتم ذبح وسلخ الغنم بسعر 23 ريالاً للرأس الواحد، مع جميع الخدمات من الفحص الطبي وتجهيز التقطيع بحسب طلب صاحب الأضحية، وبإشراف البلدية، أما بالنسبة إلى الجمال والأبقار فإن سعر الذبح والسلخ يبلغ 70 ريالاً. وأكد أن المسلخ يستقبل الأضاحي مع يوم عرفة فيتم ترقيمها وفحصها مبدئياً، وإذا ثبت أنها مصابة بمرض معدٍ يتم عزلها عن بقية الأغنام وإبلاغ صاحبها، مقدراً طاقة المسلخ بنحو 800 أضحية في الساعة، لافتاً إلى أن أمانة منطقة الرياض وضعت آلية لاستقبال الأضاحي، فخصصت اليوم الأول للأغنام فقط، واليوم الثاني للجمال والأبقار. وحول المشكلات التي يواجهونها قال علي: «نعاني من اندفاع الناس بعد صلاة العيد لذبح أضاحيهم، وهو ما يسبب مشكلات مع أصحاب الأضاحي، كما أن بعضهم لا يدرك مدى الزحام الموجود في المسلخ».