عبدالله العسكر يا رجال التربية والتعليم ، هل من ضمن مهام ادارة المدرسة طرح المنافسات ؟! نشرت أغلب الصحف المحلية ( الورقية والاليكترونية ) مؤخراً خبراً يفيد احالة مقام وزارة التربية والتعليم مسئولية (تشغيل المقاصف المدرسية ذاتياً) الى مدير أو مديرة المدرسة وسأتناول التعليق على هذا الخبر - الغير سار في نظري - من زاويتين : 1 1 - الغرفة المخصصة في المدرسة لإعداد بعض المأكولات الخفيفة وبيعها مع بعض العصائر لطلاب او طالبات المدارس ومناولتها لهم عن طريق شباك صغير في الجهة المطلة على ساحة المدرسة ، هل يصح أن يطلق على هذه الغرفة كلمة (مَقْصِفْ) ؟! الذي ورد تعريفه ووصفه في المعجم الوسيط ب ( المَقْصِف ) : ( بكسر الصَّاد ) : خوان يستخدم في غُرَف الطعام لحفظ أدوات المائدة ، وقد يوضع عليه الطعام. ( محدثة ) . والمَقْصِفْ : مكان اللهو في لعب وأكل وشراب . ( ج ) مَقَاصِف . فلماذا لا يتطابق ما نعلمه لأبنائنا وبناتنا في مادة لغتنا العربية (الخالدة) مع ما نطلقه في صروح تعليمهم من مسميات ؟! 1- 2 هل واقع ومنظر المقاصف (ان جازت التسمية) في أغلب مدارسنا يسر المسئولين قبل الناظرين ؟! المفترض أن تكون الغرفة المسماة تجاوزاً بالمقصف والتي فيها يتم اعداد الوجبة الخفيفة للطلاب ، ان تكون داخل قاعة كبيرة مغلقة ومكيفة الهواء - صيفاً وشتاءً - أسوة بصالة النشاط ألا منهجي ، وتحوي هذه القاعة موائد يجلس اليها الطلاب لتناول الوجبة الخفيفة التي اشتروها ، وبعد فراغهم من الأكل يجمعون ما بقي منهم - اوراق تغليف المأكولات أو علب المشروب والماء - ويضعونها في حاويات صغيرة توضع بين المناضد ، وقبل خروج الطلاب من القاعة يمرون في طريقهم على مغاسل بها ماء وصابون لغسل أيديهم . وبعدها يتوجهون الي قاعات دراستهم ، أو لأماكن ممارسة الأنشطة الأخرى . أليست المدارس أماكن للتربية والتعليم ؟! لذا كيف نريد لطلاب ان يتربوا ويتعلموا ونحن لا نجهر لهم الأماكن المساعدة على ذلك ، ولا نعلمهم كيف يحافظون على نظافة مدارسهم ؟ 2 هل في مناهج تعليم الإدارة المدرسية مادة ادارة أعمال (محاسبة ومسك دفاتر) ليُحِيلَ بعض مسئولي وزارة التربية والتعليم مسؤولية (تشغيل المقاصف المدرسية ذاتياً) الى مدير أو مديرة المدرسة ؟! وهل لم يبق لمدير أو لمديرة المدرسة إلا طرح تشغيل المقصف منافسة بين الشركات والمؤسسات المتخصصة في مجال التغذية ! واختيار أنسب العروض ..الخ ما ورد في التعميم . والسؤال الذي سيطرحه الجميع مدراء ومديرات المدارس وأولياء الأمور على مسئولي وزارة التربية والتعليم هل سيضاف قسم ادارة مالية في ادارات المدارس ليقوم بهذه المهمة التي ( ارهقت ) الشؤون المالية والإدارات المختصة في الوزارة وكذلك في ادارات التربية والتعليم ، فأناطوا مسئوليتها بمدراء ومديرات المدارس الذين لا يحتاجون لمن يضيف اليهم ضغثاً على ابالة ؟! ألا يكفيهم ما لديهم من مسئوليات ؟! وما دام الشيء بالشيء يذكر ، فقد صدر ايضا تعميم من وزارة التربية والتعليم يحيل عبء التعاقد مع عمال نظافة المدارس من الجهات المختصة في الوزارة وإدارات التربية والتعليم ويحمله لمدراء ومديرات المدارس . والتساؤل الذي أعتقد أن الجميع يطرحه - عدا من أصدر التعميم - هو : العمالة الغير نظامية أُعيد معظمها الي بلادها ( والحمد لله ) ولم ترخص وزارة العمل بعد لمكاتب تأجير العمال باليوم أو الشهر ، فهل يريد مصدر التعميم من مدير ومديرة المدرسة ترك الإدارة والذهاب الى أماكن تجمع العمال ليتعاقدوا معهم على نظافة المدرسة ؟! انني أطرح هذه التساؤلات الواردة ضمن هذا المقال أمام نظر صاحب السمو الملكي خالد الفيصل بن عبد العزيز ، وزير التربية والتعليم - وفقه الله لكل خير ) لعله يكلف من يعيد النظر لحل مشكلة المقاصف وعمال النظافة خلاف ما ورد في التعليمات الأخيرة للوزارة بهذا الخصوص ، كما أن المأمول منه أن يعيد النظر في نظام التعليم العام وما يحويه من عناصر ( مناهج ، ومعلم ، وإدارة مدرسية ، ومباني ، وبقية العناصر الهامة الأخرى ) وإعادة الهيبة - المفقودة حالياً - للمدرس ، وكذلك إعادة التقدير والاحترام للمدرسة ونظمها الذي لم يعد يقوم به بعض طلاب التعليم العام ، وبعض أولياء الأمور ، وأن تكون اعادة النظر المأمولة من صاحب السمو الملكي تعزز ما جاء في السياسة التعليمية في المملكة ، الصادرة من المقام السامي الكريم ، وأنا على ثقة بأن ذلك عن يغيب عن تفكير وزير التربية والتعليم ، الذي الجميع يدعون الله له بالتوفيق والإعانة على تحمل المسئولية التي هو أهل لها ، (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ ) هود الآية 88 وكتبه مواطن عمل في إحدى ادارات التربية والتعليم وعرف عن قرب معانات مدراء المدارس من مشكلة المقاصف ونظافة المدارس المزمنتين .