باتت الوجبات في المقاصف المدرسية هما يلاحق أولياء الأمور، في وقت تخوف فيه الكثيرون من ما وصفوه بالخطورة على صحة الأطفال، سواء من حيث صلاحية المأكولات أو عدم توفر البيئة المناسبة لبيعها، أو حتى في جودتها وقيمتها الغذائية. وفيما تلجأ وزارة التربية والتعليم دائما لما تعتبره إجراءات تحوطية واحترازية للتوعية بأهمية تحسين المقاصف المدرسية، إلا أن واقع تلك المقاصف بالنسبة لكثير من أولياء الأمور وبعض المعلمين والمعلمات لازال «محلك سر» ولم يتقدم، بل ربما يراه البعض متراجعا سواء من حيث الجودة أو الرقابة على الجودة، إلى الدرجة التي وصف فيها البعض تلك المقاصف بأنها تسعى للكسب المادي على حساب صحة الطلاب والطالبات، والذين يقدر عددهم بأكثر من 5 ملايين طالب وطالبة في التعليم العام، فيما يقدر مردود تلك المقاصف بما لا يقل عن 5 ملايين ريال يوميا «قياسا على متوسط ريال لكل طفل». وإذا كان خبراء التغذية يحذرون من المأكولات المعلبة وأبرزها «البطاطس» وبعض العصائر، ومدى خطورتها على صحة الصغار، فلماذا لازالت بعض المقاصف تصر على تقديمها كوجبة مثالية للأطفال، بالإضافة إلى المأكولات الأخرى التي «لا تسمن ولا تغني من جوع». فيما يعاب على المقاصف استمرارها في الاستعانة بالعمالة السائبة في ظل الرغبة في توفير النفقات أو الحصول على مزيد من الأرباح، فيما تفتقر الكثير من المقاصف للتنظيم الأمر الذي يجعل بعض طلاب أو طالبات مدرسة ما يخرجون من الصفوف «بلا غلة» ولو حتى قارورة مياه ليكملوا يومهم بلا «سد للرمق». «عكاظ» نقلت هموم ومخاوف عدد من أولياء الأمور للمختصين في إدارة المقاصف المدرسية، حيث اعترف مدير إدارة خدمات الطلاب بإدارة التربية والتعليم بمحافظة جدة علي بن محمد حميد، أن عقد الوزارة مع الشركة المشغلة للمقاصف المدرسية داخل المحافظة تجاوز العشر سنوات، إلا أنه أكد أن العقد تم وفق شروط معينة لتوفير غذاء صحي وسليم لأبنائنا وبناتنا مع توفير العمالة وبعض الشروط الأخرى. وبين أن الوزارة أسندت تشغيل المقاصف مؤخرا لشركة أخرى لعام واحد، حيث تولت المهمة مع بداية العام الدراسي الحالي، والتي وقعت بدورها عقدا مع الشركة الأولى للتشغيل في بعض المناطق والمحافظات، وهي ذاتها الشركة التي كانت تدير المقاصف في وقت سابق. وردا على مزاعم بعض أولياء الأمور بافتقاد الوجبات للقيمة الغذائية، رد حميد بالتأكيد على أنه: «ما يقال عن ضعف المقاصف المدرسية والوجبات المقدمة للطلاب والطالبات وعدم كفايتها، أوضح أن العادات الغذائية السائدة في مجتمعنا هي السبب الرئيس للاعتقاد بضعف المقاصف، فما يقدم في مقاصفنا المدرسية من وجبات هي في الأساس وجبة مساندة وليست وجبة أساسية، ويجب أن تكون وجبة الافطار في المنزل قبل أن يصل الطالب إلى المدرسة ثم يستفيد من الوجبة المساندة بعد أن يكون قد أمضى ما يقارب الساعتين والنصف الساعة في الدوام المدرسي». وشدد على أن: «ما تقدمه الشركة من وجبات صحية بتواريخ صلاحية محددة تحت اشراف اخصائي تغذية في شركة متخصصة ومصنع اوتوماتيكي لا تتدخل الأيدي في صناعة الأغذية بمواصفات صحية». ويجزم بأنهم كإدارة تعليم: «لدينا متابعة من خلال الزيارات الميدانية والمتتالية للمصنع، للتأكد من نوعية الغذاء المقدم لأبنائنا وبناتنا، علما بأن الشركة تقوم بتغطية ما يقارب 1200 مدرسة داخل جدة». وبين حميد أن هناك: «بعض المدارس التي تقوم بالتشغيل الذاتي من قبل مديري المدارس كتجارب يصل عددها في قطاع البنين 26 مدرسة، وبدأنا تعميمها في هذا العام في 5 مدارس بنات»، معترفا بأنه: «يوجد ربح مادي للمدرسة على حساب نوعية الوجبات المقدمة للطلاب، كما يوجد ارتفاع للأسعار في الوجبات المقدمة، وهو ما يجعلنا نفضل الشركة المتعهدة لتوازن الأسعار وثباتها، رغم تغير أسعار المواد والمكونات وصحيتها عكس ما يقدم في المدارس المذكورة». وحول متابعة المدارس، حقيقة يوجد لدى ادارة التعليم الكثير من البرامج تتنوع بين المتابعة والتوعية للطلاب والطالبات والمسابقات الخاصة بنظافة المقصف ونوعية الغذاء، مضيفا: «كان في السابق عدد المشرفين والمشرفات العاملين في ادارة خدمات الطلاب يساهم في تغطية أكبر عدد من المدارس، ولكن مؤخرا بعد تقليص عددهم ليصبح 7 مشرفين فقط لإدارة تعليمية مثل محافظة جدة أي بمعدل مشرف أو مشرفة مقابل 300 مدرسة يجعل متابعة وتطبيق هذه البرامج فيه العديد من الصعوبات». الأهلية مشكلة «أكثر الاشكاليات تكون في بعض المدارس الأهلية المشغلة من قبل مالكي المدارس ولكن يوجد بعض الاجراءات للمتابعة ويحكمنا هنا قلة عدد المشرفين والمشرفات». وأشار إلى أنه ضمن البرامج التي تم تقديمها للطلاب والطالبات زيارات ميدانية للشركة للتعرف عن كيفية اعداد الوجبة التي يتناولونها، وقال: «لاحظنا من واقع اجمالي المبيعات أن المدرسة التي تقوم بزيارة الشركة ويتعرف الطلاب على نوعية الوجبة وكيفية اعدادها تبدأ في ارتفاع مبيعاتها كما تم تقديم مسابقة المقصف المثالي في مدارس البنات، وساهم في تقديم صورة رائعة للمقصف ونظافته واهتمام العاملات به».