تعني كلمة "منتفخ" في قاموس المعاني وغيره من قواميس اللغة العربية والانجليزية عدة معاني منها: مُتَكَبِّر ، متعالي ، متعظم ، مُتَعَجْرِف ، مُتَغَطْرِس، الغضبان وسيء الخلق، وهذه المعاني (الصفات) والعياذ بالله إذا اجتمعت في شخص أصبح خطرا على نفسه وعلى غيره، والمصيبة إن كان هذا الشخص رئيسا أو مديرا تحت يده ألاف الموظفين وتصرفه مئات الملايين..! المدير "المنتفخ" رجل فاشل يفتقر لأبسط متطلبات القيادة أو الإدارة، تعتريه حالة من الزهو والانتفاخ الكاذب والادعاء المجرَّد من الدليل، بل والمخالف للواقع أيضاً، تراه يمجد نفسه ويضع له صفات عظيمة ليس أهلا لها بكل كبرياء وغرور، وتجده لا ينتهي من الهرج على انه كذا وسيفعل كذا، نتيجة شعوره بكره الناس له بسبب تصرفاته الموسومة بالتفرد، التخبط الرعونة، عدم النزاهة، وخدمة الأهداف الشخصية الخاصة له ولشلته التي تدور في فلكه. المدير "المنتفخ" كثير اللوم والعتب، مبدع في اختلاق مشكلات وخلافات وصراعات لأتفه الأسباب، يبذل جهودا مضنية ويسعى بكل الوسائل لاختلاق وفبركة التهم لخصومه واختلاق الأدلة التي تثبت اتهامه لهم فالغاية تبرر الوسيلة عنده حتى وإن كان هو المخطئ بالدليل القاطع والشهود الثقات والأيمان المغلظة، همجي التصرفات عشوائي القرارات، كثير الأفكار والتصورات التي لا هدف لها إلا السطو على صلاحيات رئيسه وسحق إرادة مرؤوسيه، تستمع له بشهيقه وزفيره وكثرة نحنحته وكحته والتفاتاته ولا تسمع إلا جعجعة ولا ترى طحينا، جبان وأعماله يكتنفها الغموض والسرية ، تفاديا لرفضها، لأنه يعرف سلفا أنها لا تخدم الصالح العام وإنما ذاته المنتفخة، المدير "المنتفخ" شخص متهور، معجب برأيه ونفسه، يرى الفضل كله له لا عليه، ويوجب الحق كله لنفسه ولا يوجب عليها حقا، لا يؤمن جانبه، يستخف بعلم وعقول الناس ويستهتر بآرائهم، يرى نفسه محسنا وإن كان مسيئا ، ويرى عجزه كيسا وشره خيرا، يمنع البر ويطلب الشكر ، ويفعل الشر ويتوقع ثواب الخير، وينكر على غيره الرذيلة وهو مقيم عليها ، ومهما حاولت لا حيلة في مداواته..! المدير "المنتفخ" سيئ الأخلاق مع نفسه ومع زملائه ومحيطه، يرى الناس سيئين ويجب أن يعاملوا كذلك، مكار، مخادع، انتهازي، رزيل، أناني وحسود، مخه بالفعل (مخ لص) محترف بلا أثر يقتفى، متكبر ، متعالي لا يعرف الاعتذار؛ لا قولا ولا قبولا، كلمة شكرا ليست في قاموسه على الإطلاق مهما يكن نوع وحجم العمل المقدم له، يتكلم من طرف أنفه ولا يرى من حوله إلا خدم عنده، ابتسامته فاقعة الصفار، وجهه يتلون مئة مرة وأنت تتحدث معه، مزاجي بامتياز، متسرع، متهور، وأنت تراه يهجول بين المكاتب ورأسه طايح بين رجليه لعدم قدرته على المواجهة يذكرك بشكل (الثور المعمعم)..! المدير "المنتفخ" في طبعه جرح الناس والتلذذ بالألم الذي يسببه جرحه لهم، وهو كثير التطفل لمعرفة أحوال وخصوصيات من حوله بشكل استفزازي وأحيانا تجسسي، حاقد ولا يتمنى الخير للأحد. بيئة العمل التي يكون على رأسها "مدير منتفخ" بيئة عمل طاردة ، غير منتجة، غير فاعلة، مشكلاتها تتضاعف، ظلمها تقشعر من الأبدان، رائحة فسادها تزكم الأنوف، الخارجون منها أكثر من الداخلين فيها، درجة الرضا لدى منسوبيها متدنية تحت الصفر، وكل أمورها تتراجع وتنحدر يوما بعد يوم من سيء إلى أسوأ إلى درجة الفشل الذريع والانهيار التام، مما يتطلب لإنقاذها عملية جراحية كبيرة تبدأ بكف يد كل مدير منتفخ. ختاما اسأل الله القوي المتين أن يكفينا وإياكم شر الإدارة المنتفخة، وكل مدير منتفخ ويمنحنا القوة والمتانة (لفش) كل انتفاخ في منشآتنا المنتفخة..!