المتكبر كالواقف على جبل يرى الناس صغاراً ويرونه صغيراً والمتكبر هو عبارة عن اعجاب الشخص بنفسه والتعالي على الغير قولاً وفعلاً وهو من أوصاف ابليس الذي حسد أبونا ادم واستكبر وامتنع عن الانقياد لأمر الله (وإذا قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلاّ ابليس أبى واستكبر وكان من الكافرين) فلتعلم أخي في الله انه من حمل في قلبه ولو شيئاً يسيراً من الكبر حرم عليه دخول الجنة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة كبر) رواه البخاري. والنار دار له (أليس في جهنم مثوى للمتكبرين) ويقول عليه الصلاة والسلام (احتجت الجنة والنار. فقالت النار: فيَّ الجبارون والمتكبرون، وقالت الجنة فيَّ الضعفاء الناس ومساكينهم) رواه مسلم. فانزع عنك رداء الكبر والتعاظم فإنهما ليسا لك، بل هما للخالق والبس رداء الانكسار والتواضع فما دخل قلب امرئ شيء من الكبر قط الا نقص من عقله بقدر ما دخل من ذلك أو أكثر. ومنشأ هذا من جهل العبد بربه وجهله بنفسه فإنه لو عرف ربه بصفات الكمال ونعوت الجلال وعرف نفسه بالنقائض والآفات لم يستعل ولم يأنف، ويقول سفيان بن عيينة رحمه الله (من كانت معصيته في الكبر فاخش عليه فابليس عصى متكبراً فلعن) والعذاب يقع على من تغلغل ذلك في قلبه وتكون خفته وشدته بحسب خفتها وشدتها، ويعتبر التكبر من أشد الأمراض الأخلاقية الشائعة في المجتمع ومتى تمكن التبكر من الإنسان أوهم نفسه بهالة من الغرور فلا يسعده الا الكلام المزيف ويتغافل حينها عن نقائصه وعيوبه. ولا يبالي بتهذيب نفسه وتلافي نقائصه. وقال تعالى: (ولا تصعر خدك للناس، ولا تمش في الأرض مرحا ان الله لا يحب كل مختال فخور) فهو سبحانه الجبار المتكبر. ولكي يسلم الإنسان ويضمن الشفاء من داء الكبر فالدواء يكمن في عدة أشياء؟ تذكر نعمة الله عليك. اقتد بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم. تذكر الآخرة. اعرف حقيقة النفس. اختم مقالي بقول الله عز وجل (ولا تمش في الأرض مرحاً انك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً).